الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا تغلق مدارس وجمعيات خيرية ونقابات لصلتها بجولن

تركيا تغلق مدارس وجمعيات خيرية ونقابات لصلتها بجولن
24 يوليو 2016 12:39
إسطنبول (وكالات) واصلت السلطات التركية أمس حملة القبض على من يشتبه بتورطهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث منحت الشرطة صلاحيات أوسع لاعتقال المشتبه بهم، وأغلقت أكثر من ألف مدرسة خاصة. وبعد أسبوع من محاولة وحدات من الجيش التركي الإطاحة بأردوغان باستخدام الأسلحة والدبابات وطائرات اف-16، اعتقلت الحكومة أو أقالت عشرات الآلاف ممن تعتقد أنهم أعداء الدولة بينهم نحو 300 من عناصر حرس القصر الرئاسي في أنقرة. وفي أول عملية كبيرة للإفراج عن المشتبه بهم وسط انتقادات دولية، أفرجت تركيا عن 1200 جندي من رتب متدنية في أنقرة. وتستطيع الشرطة بعد توسيع صلاحياتها احتجاز المشتبه بهم دون تهم لمدة شهر بدلاً من أربعة أيام كما كان الحال سابقاً، بحسب الجريدة الرسمية في اليوم الثالث من حالة الطوارئ التي أعلنها أردوغان لمدة ثلاثة أشهر. وبعد أن أصدرت بروكسل انتقاداً حاداً وحذرت أردوغان من إعادة فرض عقوبة الإعدام سينهي مساعيها للانضمام إلى عضوية الاتحاد نهائياً، رد أردوغان بأن الاتحاد الأوروبي اتخذ موقفاً «منحازاً ومتحاملاً» بشأن تركيا. وأضاف أنه: «على مدى السنوات الـ53 الماضية جعلتنا أوروبا ننتظر» مؤكداً أنه لم يكن من المفترض أن يعاني أي مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي «بهذه الطريقة التي عانينا منها». وصرح أردوغان لقناة «فرانس 24» الفرنسية: «يدلون بتصاريح متناقضة إنهم منحازون ومتحاملون وسيظلون على أحكامهم المسبقة إزاء تركيا»، مضيفاً: «مضى علينا 53 عاماً ونحن ننتظر على أبواب أوروبا»، بحسب الترجمة الفرنسية لأقواله. وتزايد التوتر كذلك مع الولايات المتحدة التي تعتمد على القواعد التركية لشن ضربات جوية ضد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق. ويعيش الداعية فتح الله جولن (75 عاماً) الذي يتهمه أردوغان بأنه وراء المؤامرة ضده، في مجمع في بنسلفانيا، وتسعى أنقرة لتسليمه إليها. وقال الرئيس باراك اوباما أمس الأول إن الولايات المتحدة ستأخذ على محمل الجد «أي دليل» يثبت خطأ جولن، الذي يوجد أنصاره في صفوف قوات الشرطة والحكومة. ورفض اوباما كذلك المزاعم بأن الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية سابقة عن محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو، واصفاً مثل هذه التلميحات بأنها «غير صحيحة البتة». وأكد أردوغان أنه رغم فرض حالة الطوارئ وعمليات التطهير الواسعة، فإن تركيا لن «تتخلى عن الديموقراطية»، كما قالت أنقرة إن الإجراءات لا تختلف عن تلك التي اتخذتها فرنسا منذ سلسلة الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد. وللتخلص من الأشخاص الذين وصفهم أردوغان بأنهم «فيروس إرهابيي» جولن والمتعاطفين معهم، فقد أقالت حكومته آلاف المعلمين والمحاضرين من المدارس والجامعات الحكومية وكذلك تم حظرهم من السفر إلى الخارج. وفي أول مرسوم يوقعه أردوغان منذ فرض الطوارئ أمر السلطات بإغلاق 1043 مدرسة خاصة و1229 مؤسسة وجمعية خيرية و19 نقابة عمالية و15 جامعة و35 مؤسسة طبية للاشتباه في صلتها بحركة جولن وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول للأنباء. إلى ذلك، ذكرت قناة (إن.تي.في) التركية الخاصة أن المجلس الأعلى للجيش سيجتمع بإشراف من أردوغان يوم الخميس 28 يوليو أي قبل أيام من الموعد المقرر له، في إشارة إلى أن الرئيس يريد التحرك بسرعة لضمان أن القوات المسلحة خاضعة بالكامل لسيطرة الحكومة. ولتأكيد تلك الرسالة سيعقد المجلس اجتماعه، الذي كان يعقد عادة في أغسطس من كل عام، في القصر الرئاسي هذا العام وليس في مقر رئاسة الأركان كما هو معتاد. وفي خطاب للمشرعين أمس الأول تعهد أردوغان بتقديم أنصار حركة جولن إلى العدالة وحث الأتراك على مواصلة المشاركة في مسيرات بالمدن الكبرى تأييداً للديموقراطية ضد مدبري الانقلاب. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لقناة (إن.تي.في) الخاصة خلال مقابلة: «إن تركيا تتوقع الانتهاء خلال أسبوع أو عشرة أيام من ملف يطلب من الولايات المتحدة تسليم جولن». وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن مسؤول جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان باقٍ في منصبه في الوقت الحالي رغم الإخلال الذي ظهر في استباق محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو. والتقى الرجلان لمدة ساعتين أمس في القصر الرئاسي بأنقرة. وفيدان المقرب من أردوغان بدا وضعه ضعيفاً منذ فشل الانقلابيين وتحدث العديد من كبار المسؤولين، بينهم أردوغان، عن غياب تام للمعلومات في الساعات الأولى لمحاولة الانقلاب. لكن أردوغان أكد لقناة فرانس 24 أن شيئاً من ذلك لم يحصل في اجتماعه بمسؤول جهاز الاستخبارات. وأقر بأنه «كان هناك ضعف في مجال الاستخبارات» لكنه قال إن ذلك حصل أيضاً إثر اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة أو الاعتداءات المتتالية في باريس دون أن يؤدي ذلك إلى تغيير رؤساء الأجهزة المختصة في الاستخبارات. وتابع: «إنهم حالياً يتولون مهامهم». توقيف ابن أخ جولن بسبب محاولة الانقلاب أنقرة (أ ف ب) أفادت وكالة أنباء الاناضول الرسمية التركية أمس أن ابن أخ الداعية فتح الله جولن الذي تتهمه انقرة بتدبير الانقلاب الفاشل، أُوقف على ذمة التحقيق. وأُوقف محمد سعيد جولن في ارضروم في اطار التحقيق حول محاولة الانقلاب الفاشل كما اضافت الوكالة من دون إعطاء مزيد من التوضيحات. واضافت الوكالة انه مطلوب ايضا بتهمة تسريب أسئلة من امتحانات الخدمة المدنية عام 2010. وفي مايو الفائت، أوقف ابن اخ آخر للداعية جولن المقيم في الولايات المتحدة في قضية على علاقة بمدارس تديرها حركته بحسب وسائل إعلام رسمية آنذاك. أنقرة تواصل العمل باتفاق وقف الهجرة مع أوروبا أنقرة (أ ف ب) أعلن الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر جيليك أمس أن تنفيذ الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة حول الهجرة مستمر «من دون أي عراقيل رغم الانقلاب في تركيا». وحول مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد التي بدأت عام 2005، قال الوزير «لا نعتقد أنها نهاية الطريق، إنه الوقت المناسب لاعطائها زخما جديدا». واتفاق الهجرة الذي أُبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا أتاح وقف تدفق المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا الغربية. وأثارت التوقيفات التي تلت محاولة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو انتقادات أوروبية شديدة. وقال الوزير التركي «أعتقد أن هذا الوضع يجب أن يشكل منعطفاً نحو عملية جديدة. يجب إبداء المزيد من التضامن مع شعب أثبت تمسكه بالديمقراطية». وأضاف الوزير أن «هذا الانقلاب أكثر خطورة من الهجمات التي تنفذها داعش» لكن «بعض الزملاء الأوروبيين يظنون أنها مجرد لعبة بوكيمون». وقال «تفضلوا إلى هنا لتعرفوا خطورة الأمر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©