الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الخلاف التجاري الأميركي الأوروبي.. إلى أين؟

الخلاف التجاري الأميركي الأوروبي.. إلى أين؟
2 مايو 2018 21:00
قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجنب الحرب التجارية مع الاتحاد الأوروبي بشكل مؤقت، من خلال تمديد مهلة تطبيق التعريفات الجمركية الجديدة بنسبة 25% على الصلب و 10% على صادرات الألمنيوم لمدة شهر واحد. والآن ستسعى الولايات المتحدة وأكبر شريك اقتصادي لها إلى تسوية الخلافات التجارية، في الوقت الذي تعزز فيه الجهود المشتركة لمواجهة الممارسات الصينية التي يقول كلا الجانبين إنها تضر بصناعاتهما، فعلى ما يبدو أن مواجهة الصين تمثل هدفاً اقتصادياً استراتيجياً لواشنطن وبروكسل. لماذا تفرض الولايات المتحدة رسوماً على حلفائها الأوروبيين؟ يقول البيت الأبيض إن وجود صناعات الصلب والألمنيوم النابضة بالحيوية يشكل مصدر قلق للأمن القومي، وهو يحتاج إلى التعريفات الجمركية لأن هذه الصناعات تكافح، مثل نظيراتها الأوروبية، بسبب وفرة عالمية مدفوعة بفائض الطاقة الصيني. كما يتهم ترامب الاتحاد الأوروبي بإلحاق الضرر بالولايات المتحدة في هذا المجال، مستشهداً بالتعريفات الأعلى التي تفرضها دول الاتحاد الأوروبي على وارداتها من السيارات من الولايات المتحدة، وطالب باتخاذ إجراءات لمحو عجز الولايات المتحدة التجاري مع دول الاتحاد. ما هو رد الاتحاد الأوروبي على واشنطن؟ تقول بروكسل إن خطوة ترامب ترقى إلى الحمائية غير القانونية بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية. ويشعر الأوروبيون أيضاً بالقلق من أن واشنطن ستعتبر صادراتها مصدر قلق للأمن القومي، عندما يكون 22 من أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ28 هم أيضاً حلفاء للولايات المتحدة في منظمة حلف شمال الأطلسي. وقد أعد الاتحاد الأوروبي قائمة بالصادرات الأميركية لتصل إلى 2.8 مليار يورو (3.4 مليار دولار) كرسوم انتقامية في غضون أسابيع، إذا ما قام الرئيس الأميركي بتطبيق التعريفات الجمركية الجديدة على دول الاتحاد. كما يتحرك مسؤولو الاتحاد الأوروبي لمنع عمليات تحويل الصلب والألمنيوم من أسواق الولايات المتحدة إلى أوروبا وطلبوا الانضمام إلى تحدي الصين لمنظمة التجارة العالمية ضد إجراءات واشنطن. إذا كان نظام مراقبة التجارة العالمية يحظر التعريفات الأميركية ويعتبرها غير قانونية، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يفرض ما يصل إلى 6.4 مليار يورو رسوماً على البضائع الأميركية. ما هي المنتجات التي ستتضرر؟ سيستهدف الاتحاد الأوروبي السلع الرئيسية والحساسة سياسياً بما في ذلك الدراجات النارية هارلي ديفيدسون والجينز الشهير ليفايس وزبدة الفول السوداني وغيرها. وتسعى بروكسل إلى ممارسة الضغط على الكونغرس الأميركي من خلال استهداف البضائع من صناعات تعتمد عليها اقتصاد ولايات قادة الكونغرس من الجمهوريين. فحوالي 95% من الخمور من ماركة بوربون تأتي من ولاية كنتاكي، موطن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، ورئيس مجلس النواب بول رايان من ويسكونسن، موطن هارلي ديفيدسون. وقد هدد ترامب بفرض الضرائب على السيارات الأوروبية إذا قام الاتحاد الأوروبي بالرد على تعريفاته الجديدة، مما أثار شبح الصراع التجاري المتبادل بين الحلفاء. كيف يمكن للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نزع فتيل الأزمة؟ تطالب واشنطن الاتحاد الأوروبي بتبني نظام الحصص في مقابل التنازلات الدائمة. وتطالب بروكسل بإعفاء غير مشروط وغير محدد من تعريفة الصلب والألمنيوم في الولايات المتحدة، معتبرة أن الحصص ستكون أيضاً ضد قواعد منظمة التجارة العالمية. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن انفتاحه على صفقة تجارية لمعالجة مظالم الولايات المتحدة إذا فازت بإعفاء على التعريفات الجمركية الأميركية. كما دعت بروكسل الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة إلى التصدي معاً للتحديات المشتركة، بما في ذلك سياسات الصين التجارية. ما هو شكل التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمواجهة الصين؟ على الرغم من خطر نشوب حرب تجارية، قال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إن واشنطن وبروكسل ستواصلان التعاون ضد رأسمالية الدولة في بكين. وطلب الاتحاد الأوروبي بالفعل الانضمام إلى الشكوى التي أثارتها الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية ضد سرقة الملكية الفكرية المزعومة من قبل الصين. كما يعمل المسؤولون الأوروبيون مع نظرائهم الأميركيين واليابانيين لاقتراح تجديدات بنود عمل منظمة التجارة العالمية التي من شأنها سد الثغرات التي يقول الحلفاء الثلاثة إنها تسهل الانتهاكات الصينية. ومن المتوقع أيضاً أن يواصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التعاون خلال المنتدى العالمي المعني بالحجم الزائد لمخزون الصلب، والذي يقام تحت رعاية مجموعة الدول العشرين لمعالجة التخمة العالمية في مخزون هذا المعدن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©