الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منظمات عالمية: الانتهاكات القبيحة تبني «الملاعب الجميلة»!

منظمات عالمية: الانتهاكات القبيحة تبني «الملاعب الجميلة»!
8 يونيو 2017 03:37
أبوظبي (الاتحاد) وفقاً لتوقعات الإعلام العالمي، الذي يتابع مستجدات الموقف في المنطقة العربية، وتأثير عزل قطر ومقاطعتها من جانب الدول العربية على ملفها المونديالي، فإن ملف الانتهاكات التي تتم في حق العمال الذين يشيدون البنية التحتية والملاعب وغيرها من منشآت المونديال أكثر خطورة على الملف القطري من «الأصوات الفاسدة»، التي تم تأمينها عن طريق الرشى، فقد قام الفيفا بالتحقيق في فساد التصويت والرشى، وكان من المنطقي أن يبرئ قطر لكي لا يكون هو الآخر ضحية باعتباره الجهة المسؤولة عن منح حق تنظيم المونديال لقطر. ولم يتوقف الإعلام العالمي، وعلى رأسه الصحافة اللندنية على مدار السنوات الماضية عن نشر التقارير التي تدين قطر بارتكاب انتهاكات واضحة في حق عمال المنشآت المونديالية، واللافت أن غالبية هذه التقارير اعتمدت على تقرير أساسي صادر عن منظمة العفو الدولية عن طبيعة هذه الانتهاكات على وجه التحديد، وعلى الرغم من نشر هذا التقرير قبل فترة، إلا أن المنظمة الدولية أعادت نشره من جديد، مع الكشف عن مستجدات الموقف التي تتمثل في عدم تنفيذ قطر لأي من تعهداتها بوقف الانتهاكات، فقد تم تعديل بعض قوانين العمالة على الورق، مثل قانون «الكفيل»، إلا أن الممارسات السيئة ضد العمال استمرت وتصاعدت وتيرتها. وفقاً لتقارير نشرتها منظمات ومؤسسات حقوقية وإنسانية دولية، وعلى رأسها منظمة العفو الدولية التي تملك شبكة من المراقبين حول العالم يبلغ عددهم أكثر من 7 ملايين شخص، فإن العمال الذين أتوا من بنجلاديش والهند ونيبال للعمل في بناء استادات مونديال 2022، وإنشاء وتجميل الحدائق المحيطة والمرافق الرياضية المعروفة يتعرضون لانتهاكات واضحة، ويقول بعض هؤلاء إنهم لا يستطيعون تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد، وكثيراً ما ينتظرون أشهر للحصول على أجورهم، وتستمر معاناة هؤلاء العمال بصفة شبه يومية نتيجة. 1 رسوم توظيف باهظة يسعى العديد من العمال الأجانب إلى العمل في قطر للهروب من الفقر والبطالة، التي يعانون منها في بلدان مثل نيبال وبنجلاديش والهند، ولكنهم كي يتمكنوا من الحصول على وظيفه يتعين عليهم أن يدفعوا رسوماً مرتفعة، فقد دفع كل من العمال الذين تحدثت منظمات حقوقية عالمية عنهم مبالغ تتراوح بين 500 دولار وأكثر من 4 آلاف دولار إلى شركات توظيف في بلدانهم، وقد غرق العديد منهم في الديون، الأمر الذي يجعلهم يشعرهم بالخوف من فقدان وظائفهم عندما يصلون إلى قطر. 2 ظروف معيشية قاسية غالباً ما يعيش العمال في مساكن مكتظة وقذرة وغير آمنة، فقد شاهدنا رجالاً ينامون على أسرة طابقية في غرف تضم ثمانية أشخاص أو أكثر، علماً بأن القانون القطري و«معايير الرعاية الخاصة بالعمال» لا يسمحان إلا بأربعة أسرة في كل غرفة كحد أقصى، ويحظران اقتسام الأسرة واستخدام الأسرة الطابقية. 3 أكذوبة الرواتب تقطع شركات التوظيف وعوداً كاذبة بشأن الرواتب التي سيتقاضاها العمال، ونوع الوظيفة، التي تعرضها عليهم، فقد وُعد أحد عمال نيبال، مثلاً، بتقاضي راتب قدره 300 دولار شهرياً، ولكن تبيَّن أن راتبه يبلغ 190 دولاراً فقط عندما بدأ عمله في قطر. وعندما يقول العمال للشركات إنهم حصلوا على وعود برواتب أعلى فإنها تتجاهلهم بكل بساطه، ويتذكر موشفيقور، وهو بستاني في مجمع أسباير زون: قال لي مديري: «لا يهمني ما قالوه لك في بنجلاديش، فنحن ندفع لك هذا الراتب، لا أكثر، وإذا بقيت في التحدث حول هذا الموضوع، فإنني سأطلب منهم إلغاء تأشيرتك وإعادتك إلى بلادك». 4 تأخر الرواتب في بعض الأحيان لا تُدفع رواتب العمال لمدة 6 أشهر، وهو أمر يمكن أن يكون كارثياً عليهم، فهم لا يستطيعون شراء الطعام أو إرسال نقود إلى عائلاتهم في بلادهم أو تسديد دفعات القروض التي استدانوها من أجل الحصول على وظيفة. ويُدفع العديد منهم إلى اليأس. 5 ممنوع المغادرة بعض أصحاب العمل لا يقومون بتوفير تصاريح إقامة للعمال الأجانب أو تجديدها، على الرغم من أن القانون القطري يقتضي منهم ذلك. ومن دونها يمكن أن يتعرض هؤلاء العمال للسجن أو لدفع الغرامات. وبسبب ذلك، يخشى بعض الرجال الذين يعملون في استاد خليفة المخاطرة بالخروج من موقع العمل أو معسكر العمال. 6 لا تغيير للوظيفة صادر أصحاب العمل جوازات سفر جميع العمال الذين تحدثت معهم المنظمات الحقوقية، وعلاوة على ذلك، إذا أراد هؤلاء مغادرة قطر، فإنه يتعين عليهم الحصول على «تصريح خروج» بموافقة الشركة، ولكن أصحاب العمل غالباً ما يتجاهلون هذه المطالب أو يهددون العمال بالقول إنهم لا يستطيعون المغادرة إلا بعد انتهاء عقودهم، الأمر قد يتطلب سنتين أخريين. 7 رعب التهديدات إذا اشتكى العمال من ظروف عملهم أو طلبوا المساعدة، فإنهم غالباً ما كانوا يتعرضون للترهيب والتهديد من قبل أصحاب العمل، وكما قال أحد العمال الأجانب في استاد خليفة: «ذهبت إلى مكاتب الشركة، وقلت للمدير إنني أود العودة إلى بلدي لأن راتبي يتأخر دائماً، فصرخ المدير في وجهي وقال: «استمر في العمل وإلا فإنك لن تغادر أبداً». قال محمد، الذي يعمل في صيانة المساحات الخضراء في مجمع أسباير زون: «إن الشركة تحتفظ بجواز سفري، وإذا تغير وضع كفيلي، فستتم إعادتي إلى بلادي، ويتعين عليَّ تسديد الكثير من الديون... أريد أن أسترد جواز سفري، كما أن المعسكر ليس مكاناً جيداً، إذ ينام 8 أشخاص في غرفة واحدة، هذا عدد كبير، ولكنني لا أستطيع الجهر بالشكوى لأنهم سيطردونني من العمل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©