السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطر.. «كِتَابةٌ على لحم يحترق»

8 يونيو 2017 04:48
في أبريل 2014، حين بلغت حملة الانتخابات الرئاسية الجزائرية ذروتها، كتبتُ مقالاً في جريدة الأهرام المصرية، نشر تحت عنوان «تميم وبوتفليقة.. تحالف الأيام الأخيرة»، بتاريخ 7 أبريل 2014، ومن بين مسائل كثيرة طرحتها في المقال، أذكر اليوم قضيتين، لهما صلة بالحاضر، الأولى: «أن التوقعات التي طرحت بخصوص زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هدفها قيام الجزائر بوساطة للمصالحة بين قطر من جهة، وكل من السعودية والإمارات والبحرين من جهة ثانية، ليست صحيحة، فلا قطر سعت لذلك ولا الدول الخليجية الأخرى طلبت من الجزائر القيام بأيّ دور»، القضية الثانية، جاءت في نهاية المقال حين قلت: «قد يكون ذلك اللقاء الأخير بينهما حتى لو فاز بوتفليقة، لأن أمير قطر يفقد إخوة وحلفاء وأصدقاء، ولا جدوى من ذهابه بعيداً في تحالفات دوليّة.. إلى أوكرانيا والاتحاد الأوروبي». خلفيّة ما جئت على ذكره أعلاه هو قطع ست دول عربية علاقتها مع قطر في وقت واحد، وما تبع ذلك من إجراءات، تشي بقطيعة مع نظام الحكم القائم هناك، ورغم حزن الجميع على ما آلت إليه الأمور، واهتمام معظم العرب وكثير من دول العالم بتداعيات الموقف، وأيضاً بعيداً عن الفعل ورد الفعل، لنتساءل جميعاً: لماذا وصلنا إلى هذه الحالة؟ أعتقد جازماً ـ وبغض النظر عن التحليلات والتعليقات والاصطفاف السياسي ـ أن قرار الدول العربية الست ما كان ليقع لولا دلائل دامغة تُدِينُ قطر، غير تلك التي نعرفها، ولا أتصور أن هناك صانع قرار يقوم بذلك دون بيِّنة، كما أنه لا يُمثِّل لديه نوعاً من الرضا، ومع ذلك كله فإن الذي يصدر من قطر لا يطمئن لثلاثة أسباب، أولها: عدم استيعابها بعد لما يجري، وثانيها: اعتقادها: أن حل مشكلاتها المتراكمة مع دول مجلس التعاون الخليجي وباقي الدول العربية الأخرى يتم عبر حرب إعلامية، ذات مصداقية من وجهة نظرها كما كانت في بداية إنشاء قناة «الجزيرة»، وثالثها: التعويل على تحالفات دولية خارج محيطها الجغرافي. وبقصد ـ أو من دون ـ تُسْهم قطر في إحداث فتنة داخل مجلس التعاون الخليجي، على غرار ما كان لها من دور سلبي في سوريا، وليبيا، وتونس ـ بنسب مختلفة ـ وهي بذلك تُعِيد تذكيرنا واقعاً بأحداث المسلسل التاريخي ـ المصري ـ «الكتابة على لحم يحترق»، تأليف الكاتب محفوظ عبد الرحمن، وإخراج عباس أرناؤوط، وبطولة كل من: عبدالله غيث، حمدي غيث، سميحة أيوب، محسنة توفيق، أمينة رزق، أنعام الجريتلي، وقد عرض في صيف 1987، وهو يروي وقائع الغزوات المغولية والصليبية على الوطن العربي في إطار تاريخي، حيث يتكرر المشهد اليوم في الوطن العربي بأيد أبنائه، حيث يسهمون في حرقه، وهم يعتقدون أنهم يسجلون تاريخه، ولكن ليس عملاً درامياً، وإنما فعل سياسي واجتماعي واقتصادي. مهما يكن، فإن لحمنا العربي يحترق في كل مكان، ولم يعد مقبولاً تحميلنا أوزار حروب الآخرين في المنطقة، لذا أصبح من الضروري الحسم في مسألة الانتماء، ولم يعد هناك صبر أو انتظار مزيد من السقوط، ولسنا على استعداد أن تضيع منا الدوحة مثلما ضاعت منا بغداد ودمشق وصنعاء.. وأول من عليه أن يعي هذا، قبل فوات الأوان، هم الأشقاء في قطر. * كاتب وصحفي جزائري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©