الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوحة «طفل يبتسم» لتينا كورييل?

لوحة «طفل يبتسم» لتينا كورييل?
5 ابريل 2012
1 ثمة بدايات انتهت وبعضها شارف على الانتهاء كان بينهما طلاسم لم تُفك عُقدتها بعد.. المسافات القريبة نحو الأرض.. انشق منها الصمت لاح الليل بآهاته الملتصقة بجدران المنازل وحناجرهم كان الحنين غارقا حد النشوة.. 2 لم أنس أن أُقدّم لنفسي يومياً طَبقاً من الأمل وبعضُ الفواكه الموسمية القريبة إلى قلبي لم أنس أن أكتب (مسجات) دينية ونثرالعطر على نبضي لم أنس أن استمع إلى عصافير الصباح فيروز أيضا لم أنساها حين يلامس صوتها قلبي لم أنس أن ابتسم لك في خيالي البعيد.. لم أنس أن أقرأ كل شي يذكرني بك.. 3 قدمتُ له كيس الخبز وابتسامة وأمل ثم قبلتُ جبينه الأسمر خجل وهرب ثم عاد ليشكرني من بعيد رأيته يفتح باب منزله ملوحا لي بيديه الصغيرتين مبتسما اختبأ خلف الباب وحاله أتعبني إنه اليتيم الذي فقد ظِله كي لا أشعر بالذنب لم أهمله وهو يلعب مع أطفالي صغارا يتأمل حياته كبروا.. وكبر هو ولم أعد أراه أمام بيته.. 4 تلك القوة التي نحتاجها انهارت بضعفنا تلك الحميمية التي ما بيننا تساقطت جمراتها على السطح البارد.. تلك الأماني الصغيرة ما إن كبرت حتى عادت مذعورة من خذلاننا تلك الأواني الخزفية لم أقربها من مدة كي لا أشعر بالحنين للتفاصيل البعيدة. تلك المنازل القديمة تحمل في داخلي الكثير من الذكريات وأولها (شجرة النبق) تلك الأزقة الضيقة لا زال وميضها يُذكرني بطفولتي الغضة وعرايس الأقمشة.. تلك السنوات البعيدة ارغب بعودتها كي أعود أنا من جديد تلك الأنثى التي ماتت أمانيها تحتاج إلى أن تبكي بلا دموع.. 5 وخزَ الألم أطياف الأطفال توكأ العجز تلك الملامح البريئة برياح الفوضى المحابر خالية والوجع يتصفح مدننا القريبة في كل طرف وزاوية أجساد تناثرت إلا ذلنا بدأ يرتدي حلته المثقوبة بالخوف ارتعشت أصابعهم بغياب أربابهم تخيلنا أننا عُدنا الى المعارك والاستبداد والعبودية خفق الموت المذعور وحوله توغل سواد العدو لم يعد شيئا يصفق ويمرح.. الستائر أُغلقت أبواب مسارحها إنه عناق مختلف للحقيقة المرة.. 6 يرحلون.. لا يعودون هناك كان التراب يلتحفهم هنا بتنا نتفقد أشياءهم/ تفاصيلهم/ كنوزهم رحلوا وما عاد هناك ما يجعلنا نتحدث كثيرا رحلوا وما عادت حكايات الأطفال جميلة/ بهية/ كعروس البحر رحلوا وتركوا الروايات عابقة بالود والفرح بالحنين/ بالشرق والبوابة العظمى/ بالقوة والصبر.. رحلوا وكان ما بين الحواجب والأعين أمنيات قديمة بلعها البحر مع تلك السفن الكبيرة.. رحلوا وتركوا لنا طيبة الأرض خبز الاتسامة والقمح الأسمر وملامحهم على أطفالنا اليوم.. *الإمارات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©