اليد المخرومة

لا أدري إن كانت يدي «مخرومة» فلا يكاد يُحوّل الراتب إلى حسابي حتى أنتفض وأنتعش وأنتفش كالطاووس، ولكن سرعان ما يتبدد المسمى «الراتب»، على الرغم أنني لست من المسرفين ولا من بخلاء الجاحظ ، فأغدو منتوف الريش كدجاجة أو صوص. في هذا المتسارع في كل شيء حتى في الصرف، تجد أيدي أغلبية الناس «مخرومة»، ولا يكاد يصل إلى أيديهم المال حتى يبادروا إلى صرفه في حاجة وغير حاجة، ولا يشمل ذلك أصحاب الدخل المحدود وممن تثقل كاهلهم الديون، فأولئك أيديهم تتحسس أيديهم المال لا غير، فما يصل إليهم لا يسمن ولا يغني من جوع، خاصة إن كانت لديهم زوجات يخرمن آذانهم بالطلبات، والاحتياجات واللا احتياجات. يقال في العامية «يده مخرومة» أي لا يوفر المال ولا يبقى لديه مال مهما كثر فهو لا بد مصروف. الخرم في (مقاييس اللغة) ضرب من الاقتطاع. يقال خَرَمْتُ الشيء. واختَرمَهُم الدهر، وخُرِم الرجُل، إذا قُطِعَتْ وتَرَةُ أنفِه، لا يبلُغ الجدْعَ. وفي (لسان العرب) الخَرْمُ: مصدر قولك خَرَمَ الخَرَزَةَ يَخْرِمُها، بالكسر، خَرْماً وخَرَّمَها فَتَخرَّمَتْ: فَصَمَها وما خَرَمْتُ منه شيئاً أي ما نقصت وما قطعت.. والتَّخَرُّمُ والانْخِرامُ: التشقق. وانْخَرَمَ ثَقْبُه أي انشق، فإذا لم ينشق فهو أخْزَمُ، والأنثى خَزْماءُ، والخَرَمةُ موضع الخَرْمِ من الأنف، وقيل: الذي قطع طرف أنفه لا يبلغ الجَدْعَ. والخَوْرَمةُ: أرنبة الإنسان. ورجل أخْرَمُ الأُذن كأَخربها: مثقوبها. والخَرماءُ من الآذان: المُتَخَرِّمةُ. والأخْرَمُ المثقوب الأُذن، والذي قُطِعَتْ وتَرَةُ أنفه أو طرفه شيئاً لا يبلغ الجَدْعَ، وقد انْخَرَمَ ثَقْبُه. وفي الحديث: رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يخطب الناس على ناقة خَرْماء؛ أصل الخَرْمِ الثقب والشق. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى أَن يُضَحَّى بالمُخَرَّمةِ الأُذنِ، يعني المقطوعة الأُذن، قال ابن الأَثير: أراد المقطوعة الأُذن تسمية للشيء بأصله. والخَرْمُ يكون في الأُذن والأنف جميعاً، وهو في الأنف أَن يُقْطَع مُقَدَّمُ مَنْخِرِ الرجل وأَرْنَبَتِه بعد أَن يُقْطَعَ أَعلاها حتى ينفذ إِلى جوف الأنف. يقال رجل أَخْرَمُ بيِّن الخَرَمِ. والأَخْرَمُ الغدير، وجمعه خُرْمٌ لأَن بعضها يَنْخَرِمُ إِلى بعض؛ قال الشاعر: يُرَجِـــــّعُ بــين خُــرْمٍ مُفْرَطــات، صَـــــوافٍ لــم تُكَدِّرْهــا الــدِّلاءُ والأَخْرَمُ من الشِّعْرِ: ما كان في صدره وَتِدٌ مجموعُ الحركتين فَخُرِمَ أحدهما وطُرِحَ.. ويقال أصاب خَوْرَمَته أي أنفه. ومَخارِمُ الليل: أوائلُه؛ أنشد ابن الأعرابي: مَخـــارِمُ الليــــل لَهُـــنَّ بَهْــرَجُ، حِــين ينــــامُ الــــوَرَعُ المُزَلَّــــجُ ويَمِينٌ ذات مَخارِمَ أَي ذاتُ مَخارِجَ. ويقال: لا خَيرَ في يَمِينٍ لا مَخارِمَ لها أي لا مَخارِجَ. ابن عبد ربه: سـيفٌ مـن الحتْــفِ تــردَّى بــهِ يـومَ الوَغـى سَـــيفٌ مــنَ الحــزمِ مُواصــــــلاً أعـــداءهُ عــن قِلــىً لا صلــــة القُربـــــى ولا الرَّحـــمِ وصـلٌ يحـنُّ الإلــفُ مــن بُغضـهِ شــوقاً إلــى الهجــرانِ والصَّـــرمِ حتــــى إذا نادمَهُــمْ ســــــــَيفُه بكــــلِّ كأسٍ مــــــــُرَّةِ الطَّعـــمِ تَــــرى حُميَّاهـــــا بهـاماتِهــــم تغـــورُ بيــنَ الجلـــدِ والعظـــــمِ علــى أَهازيـــجِ ظُبـــــاً بينَهـــــا ما شــِئتَ من حــذْفٍ ومن خـَرْمِ طاعُـوا لهُ مــن بعِــد عِصيانِهــم وطاعــــــةُ الأعـــداءِ عـن رغـــمِ وكــــم أعـــدُّوا واســـتعدوا لــهُ هيهاتَ ليسَ الخَضـــمُ كالقَضــم إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae