الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصدع الياباني- الكوري الجنوبي.. «وصفة» الحل

16 ابريل 2014 23:54
أوجاتا ساداكو الرئيس السابق للوكالة اليابانية للتعاون الدولي ربما تكون العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية في أسوأ حالاتها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، فالنزاعات حول الأراضي والتاريخ ليس أمراً جديداً بين هاتين الجارتين الواقعتين بشمال شرق آسيا. لكن التغطية الإعلامية والنقاشات عبر الإنترنت عززت النزاعات الدبلوماسية والسياسية على المستوى الحكومي وزادت من صلابة الاتجاهات العامة في كل دولة. وهناك بوادر قليلة على إمكانية تحسن العلاقات الثنائية في أي وقت قريب على الرغم من محاولات الكثيرين، ونحن من بينهم، على مدى سنوات لرأب الصدع. وللأسف، فإن حلقة مفرغة قد ساعدت على ازدياد العلاقات سوءاً، خاصة خلال الأشهر القليلة الماضية، فالعلاقات المتدهورة بين حكومتي اليابان وكوريا الجنوبية تثير العداء المتبادل. والمشاعر الشعبية في كلا الجانبين، بدورها، تدفع القادة السياسيين لتشديد مواقفهم تجاه بعضهم البعض. ويبدو الأمر وكأن الكوريين واليابانيين لا يزالون يقاتلون في الحرب العالمية الثانية، التي انتهت منذ أكثر من سبعة عقود. فالكوريون يقولون إن اليابان تطيل أمد الحرب من خلال عدم المواجهة وقول الحقيقة عن الماضي. كما يلقي اليابانيون باللوم على العناد الكوري الجنوبي في استمرار الشجار، قائلين «لقد اعتذرنا بما يكفي، فكم مرة يجب علينا أن نعتذر؟.» وبينما يخشى الكوريون من ازدياد النزعة العسكرية لدى اليابان، ترتاب الأخيرة في تحرك كوريا الجنوبية بعيدا عنها. هذا التدهور ليس بالأمر الجيد بالنسبة للدولتين، كما أن هذا الانهيار يُضعف التحالفات في شمال شرق آسيا، فقد ينتج عن الخلاف المتصاعد اشتباكات غير مقصودة. والأخطر من ذلك، فإنه يحكم على الأجيال الأصغر بالمزيد من الكراهية والعداء، مما يجعل تعزيز سياسات حكيمة أكثر صعوبة بالنسبة للحكومات، ولا يمكن للوضع أن يستمر. فاليابان وكوريا الجنوبية تتشاركان رسميا في القيم المشتركة للديمقراطية واقتصاد السوق. وكل منهما لعبت دوراً في بناء السلام والازدهار بالمنطقة وفي جميع أنحاء العالم. وكجيران، يجب على الدولتين التعايش لقرون قادمة. فالعلاقات السيئة سيكون لها تأثير خطير على المصالح، ليس فقط بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية، ولكن أيضاً لدول أخرى، ومن بينها الولايات المتحدة. لقد حان الوقت لقادة الدولتين الاعتراف علنا بجذور المشكلة. وسواء كان السبب يتعلق بالافتقار إلى الرؤية أو الشجاعة، فإن النخبة السياسية والفكرية في كلتا الدولتين فشلت في مقاومة المشاعر الشعبية. فقد كان يتعين على القادة اليابانيين التمحيص في مسؤولياتهم عن الماضي. كما أخفق القادة الكوريون الجنوبيون في تحذير شعبهم من عواقب إظهار مشاعرهم. لذلك، ما الذي يجب القيام به؟ وما السبيل للخروج من هذا المستنقع الذي يبدو بلانهاية؟ تماما كما أن الجميع في المجتمع الدولي لديهم نصيب في العلاقات الثنائية بين اليابان وكوريا الجنوبية، وثمة قائمة قصيرة بالتوصيات. أولاً: من المهم يمتنع كل طرف عن القيام بأية إجراءات قد يعتبرها الطرف الآخر استفزازية، ويجب ألا يخوضا أو ينغمسوا في استراتيجيات تقوض مواقف العاملين على تعزيز علاقات أفضل بين البلدين. وبدلاً من ذلك، على الطرفين الاعتراف بالخطوات البناءة والامتناع عن الانخراط في تحركات هدامة، كما ينبغي عليهما كبح جماح القوميين المتحمسين. ومن ناحية أخرى، يجب على القادة أن يكون لديهم الاستعداد للانخراط في حوار رفيع المستوى بدلاً من وضع الشروط المسبقة التي تعتبر صعبة التنفيذ من الناحية السياسية، إن لم تكن مستحيلة. كما ينبغي عليهم أن يتسموا بالروح الخلاقة حيال إيجاد وسائل لتقليل المخاطر التي قد يراها الزعماء في كلا الجانبين نوعاً من الضعف في الدفاع عن مصالح دولتهم. ويتعين عليهم كذلك إدراك الحدود والمتطلبات السياسية لنظرائهم أثناء محاولتهم بذل قصارى جهدهم لتلبية شروط الحوار. وينبغي الاستجابة على نحو إيجابي للجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الثنائية بصورة أفضل. ويتعين على الطرفين إدراك أن الانحياز لأي جانب في هذه المشاجرات سيأتي بنتائج عكسية للدول الأخرى، خاصة الولايات المتحدة. وبدلاً من ذلك، عليهم توفير الشروط والبيئات التي تتيح للدول الأخرى القيام بدور بناء لإعادة علاقات التعاون والود بين اليابان وكوريا الجنوبية. وينبغي على كوريا الجنوبية إدراك أن الإفراط في الوطنية حالة تعيشها شريحة محدودة من اليابانيين. وبناء عليه، ينبغي أن تحرص سيؤول على عدم استعداء الرأي العام الياباني بوجه عام من خلال المبالغة في رصد آراء اليابانيين المتطرفين، أو الانخراط في توجيه انتقادات بالجملة لليابان. ويتعين على طوكيو الاعتراف وقبول كوريا الجنوبية كشريك على قدم المساواة في مساعيها السياسية والاقتصادية، وليس كمنافس مغرور يجب الاحتراس منه. وبدلاً من التركيز على انتزاع اعتذار آخر من اليابان، يتعين على سيؤول إقناع طوكيو بالتعاون معها من أجل شعب كوري جنوبي سعيد وواثق من نفسه، الأمر الذي سيساعد على محو آلام الماضي. وأخيرا، ينبغي على الدولتين العمل معا لتوليد مشاعر إيجابية ترتبط بحسن الجوار، كما أن إحياء العلاقات الثنائية الجيدة قد يكون أعظم هدية يتركها قادة الدولتين للأجيال القادمة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©