الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تريم الصبيحي إماراتي يستكشف القطب الجنوبي في 15 يوماً

تريم الصبيحي إماراتي يستكشف القطب الجنوبي في 15 يوماً
9 ابريل 2011 21:02
وصل موظفان إماراتيان من شركة “الاتحاد” للطيران، إلى أكثر من منتصف الطريق في رحلتهما الاستكشافية إلى القطب الجنوبي، تحت قيادة مستكشفه الشهير العالم البيئي روبرت زوان، وضمن مجموعة مكونة من 66 مستكشفا تم اختيارهم من 25 دولة حول العالم. ومن المقرّر أن تعود نتائج أبحاث هذين الموظفين تريم الصبيحي وعلي الشامسي لصالح مبادرات الشركة المخصصة لزيادة الوعي بأهمية التغيرات المناخية وحماية البيئة. فداء طه (أبوظبي) - حظي مدير قسم الإعلام في طيران “الاتحاد” تريم حسن قايد الصبيحي، وزميله علي الشامسي المدير العام للقاعدة التشغيلية في مطار أبوظبي الدولي، بفرصة الذهاب إلى القطب المتجمد الجنوبي، ضمن مؤسسة “2041” العالمية التي تصطحب معها إلى هذه البقعة من الأرض مستكشفين من كافة أنحاء العالم، تقوم بإعطائهم المعلومات التثقيفية بهدف الحفاظ على البيئة وترشيد استهلاك الطاقة على كوكب الأرض، وقد عادا منها بحصيلة تجارب ومنافع إنسانية وثقافية يعملان على تسخيرها حالياً ليستفيد منها جميع أفراد المجتمع. من باب الشراكة المجتمعية والحرص على زيادة الوعي بالبيئة، انطلقت مشاركة الصبيحي والشامسي إلى القطب الجنوبي، حيث تم التحضير لها مسبقا بحوالي فترة شهرين، عملا خلالهما على تحسين لياقتهما البدنية وممارسة الرياضة بشكل يومي. ويتحدث تريم الصبيحي، عن رحلته إلى القطب الجنوبي، بالقول: “إنها كانت مغامرة ممتعة تم التعرف فيها على بقعة بعيدة من العالم، ومكان بكر لم يكتشفه الكثيرون، عالم مليء بالغرائب والعجائب، يدعو الناظر إليه إلى التسبيح والسجود لعظمة الله تعالى في خلقه”. صافرة الانطلاق من مطار أبوظبي الدولي انطلق الصبيحي وزميله في العمل وصولا إلى دولة البرازيل، ومنها إلى الأرجنتين وبالتحديد مدينة بوناسيراس ثم إلى مدينة أشوايا وهي أقرب مكان إلى القطب الجنوبي. وهنالك، بحسب الصبيحي، تم تدريب المستكشفين على استخدام الملابس الخاصة بالقطب الجنوبي، والمكونة من طبقات تتراوح بين 3-5 تعمل على تدفئة مرتديها، كما تم تدريبهم على كيفية تسلق الجبال الجليدية والتعامل مع الحيوانات القطبية التي تعيش هناك. استغرقت الرحلة إلى القطب الجنوبي أكثر من 15 يوماً، يتحدث عنهم الصبيحي منذ البداية، قائلا: “من مدينة أشوايا توجهنا إلى المركب أو السفينة المخصصة، وهي مكونة من 5 طوابق، ومصممة لشق الثلوج خلال الطريق، يطلق عليها اسم “سي سبيرت”، وهنالك على متن السفينة يعمل 60 موظفا يقومون على رعاية المستكشفين وتقديم الخدمات اللازمة لهم، بالإضافة إلى وجود 20 شخصا يرافقون العالم روبرت وتتمثل مهمتهم في تقديم المعلومات العلمية والتعليمات الواجب اتباعها إلى المستكشفين خلال الرحلة”. يتابع بالقول: “عندما وصلنا إلى طريق الدريك، وهو من أصعب الممرات المائية في العالم، واجهتنا أمواج عاتية بلغ ارتفاعها حوالي 5-6 أمتار، ما جعلنا نطير من فوق أرضية المركب جراء ارتفاع الموجات، وقد أدى ذلك لإصابة معظم من كانوا على المركب بالدوار والإعياء، أما بالنسبة لي أنا وزميلي فالحمد لله لم نصب بشيء من ذلك”. استغرق الطريق إلى القطب الجنوبي يومين كاملين، تعرض فيها العديد من المستكشفين إلى الإصابة بالأمراض، وعندما الوصول إلى القطب الجنوبي توقف المركب، وبدأ المستكشفون بالنزول من المركب الضخم إلى قوارب صغيرة لكي تتجول بهم في المنطقة بيسر وسهولة، نظراً لصعوبة وصول المركب الضخم إلى هذه البقاع. يواصل الصبيحي: “عندما تجولنا في المنطقة كان المنظر أمامنا مذهلاً، فقد كنا نرى تلك المشاهد على التلفاز ولم نتخيّل أن نراها على أرض الواقع، لذلك أصبنا بصدمة ومن هول المفاجأة لم يتمكن أحدنا من الحديث احتراما لهذا المشهد الرائع الماثل أمامه، وبدوري بدأت بالتسبيح وذكر الله والدعاء لي ولأهلي وأبنائي، إيمانا مني بأن الدعاء في تلك البقعة النائية والطاهرة من العالم مستحب ومجاب بنفس الوقت”. بين الرمال والثلوج كانت درجة الحرارة في القطب الجنوبي تصل إلى 35 درجة مئوية تحت الصفر في بعض الأحيان، وأحيانا تتوقف عند 5 درجات تحت الصفر، وفي أحد الأيام التي شهدناها، بحسب الصبيحي، وصلت درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية تحت الصفر، ولشدة الرياح فقد أنزل القائمون على المركب المرساة إلى قاع البحر، ومع ذلك فلم ترس السفينة. ويضيف قائلا: “لقد قضينا 15 يوماً في القطب الجنوبي، كنا نتجول خلالها كل يوم في مكان مختلف، وأكثر الفعاليات التي كنا نقوم بها كانت تتمثل في تسلق الجبال، أما وجبات الطعام فكنا نتناولها على المركب وكان معظمها من المأكولات البحرية، إلى ذلك فكنا نتلقى معلومات يومية متواصلة عن البيئة القطبية، والحيوانات التي تعيش هناك، فضلا عن كيفية الحفاظ على البيئة وترشيد استهلاك الطاقة”. من قلب الصحراء إلى القطب المتجمد الجنوبي جاء الصبيحي، حيث التناقض البيئي والعلمي بينهما، لكنه شخصيا استطاع أن يلحظ وجه شبه يجمع بينهما، يتحدث عنه بالقول: “ثمة شبه ما بين الصحراء والقطب الجنوبي، يكمن في طريقة تشكيل وتكوين الجبال، وفي الهدوء وقلّة الحياة، أما بالنسبة للفرق بينهما فهو يكمن في اللون بين الجبال الجليدية البيضاء والرمال الصفراء، كذلك يكمن الفرق بالبرد والحرّ، ففي الصحراء يمكنك أن تستظل من الحر بشجرة صغيرة بينما في القطب الجنوبي لا يمكنك مواجهة البرد سوى بارتداء المزيد من الملابس. إلى ذلك فإن الصحراء فيها كائنات حية أكثر كالحيوانات البرية والزواحف والحشرات والأشجار، بينما في القطب الجنوبي لا توجد سوى أنواع قليلة من الحيوانات، حتى أنه لا يمكنك أن تمرض هناك حيث لا فرصة لأن تحيا فيها الفيروسات”. محاضرات توعية وبالحديث عن الحيوانات يقول الصبيحي إنهم صادفوا أنواع من الحيوانات تتمثل في حيوان البطريق وكلب البحر، بالإضافة إلى الحيتان في البحر، تم تعليمهم على كيفية التعامل معها للبقاء بأمان، ومن بين هذه التوصيات، يذكر الصبيحي عدم وضع الأيدي في الماء أثناء وجود في القوارب الصغيرة، خوفا من التعرض لهجوم من قبل الحيتان وكلاب البحر، بالإضافة لذلك، الحرص على عدم الهروب من كلب البحر عند رؤيته، لأنه، مثل الكلب العادي، إذا شعر بخوف الشخص منه فإنه سوف يجري وراءه، لذلك على الشخص أن يبدو واثقا من نفسه لكيلا يلحق به كلب البحر. مشيرا أنه في أحد المرات، وعندما كان مشغولا بالتصوير في الكاميرا، تبعه أحد الكلاب، فأطلق صوتاً وأشعره بأنه ليس خائفاً منه فهرب وابتعد عنه. بعد عودته من القطب الجنوبي يقوم الصبيحي بتسخير كل إمكاناته والمعلومات التي حصل عليها من أجل المساهمة في التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة وترشيد استهلاك الطاقة، وذلك بعمل محاضرات توعية لزملائه الذين لم يحفظوا بفرصة الذهاب إلى القطب الجنوبي، وهي تهدف، من جهة أخرى، إلى تحفيز الموظفين على العمل والإبداع بطريقة غير مباشرة، وعلى ضرورة التحدي والمغامرة وعدم التوقف عند حدّ معين في العمل والتفكير. إلى ذلك يضيف الصبيحي أنه تلقى، وزميله الشامسي، دعوة من “منظمة تيديكس” للحديث عن مغامرتهم وتجربتهم في القطب الجنوبي من خلال محاضرة تم تنظيمها في جامعة أبوظبي يوم 23 أبريل، بالإضافة إلى تعليم الشباب الحالي كيفية الحفاظ على البيئة وترشيد الاستهلاك، والسعي إلى تغيير حياته وعدم العيش ضمن القالب الذي وضع له. رحلة القطب الجنوبي منحت الصبيحي، الكثير من التجارب والمنافع الإنسانية والبيئية والصحية على حدّ سواء، من أهمها تلك العلاقة الإنسانية التي نشأت فيما بينه وبين المستكشفين والأشخاص الذين رافقوه في الرحلة، والتي نشزت فيما بينهم علاقة إنسانية جميلة بفضل خوفهم وحرصهم على بعضهم البعض في تلك المنطقة البعيدة عن العالم، كما حصل بفضلها على الكثير من المعلومات التي تتعلق بالبيئة في القطب الجنوبي والصحة والطاقة في نفس الوقت. فضلا عن تعلمه الجرأة والشجاعة والتصميم على الوصول للهدف. أما الرسالة التي تعلمت من هذه الرحلة أشياء كثيرة في حياتي المستقبلية، تعلمت الجرأة والشجاعة والتصميم على الوصول إلى الهدف. النوم في العراء يروي الصبيحي أن المستكشفين قضوا ليلتين في العراء، حيث ناموا على الثلوج في أكياس مخصصة للنوم، مشيرا إلى أن النوم على الثلج لم يكن سيئاً، لكن المشكلة أن الحرارة داخل الكيس كانت الحرارة مرتفعة جدا، وإذا ما فتح قليلا يصبح البرد شديداً. ويلفت إلى أن العلاقة بين المستكشفين كانت جميلة جدا، حيث كانوا يحترمون ويهتمون ببعضهم البعض، لأنهم في مكان غريب وبعيد ولا توجد فيه إمكانيات، وقد استمرت هذه العلاقات لغاية الآن، حيث يتم التواصل عبر صفحات التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©