محمد عبدالسميع (ابوظبي)
الشاعر محمد بن سلطان الدرمكي لم يكن شاعراً فقط، ولكنه أيضاً هو سيرة بلد، وتاريخ دولة، انطلقت من ماضٍ تليد، شهد عليه الشاعر الدرمكي، ومن هم في مثل نبوغه.
محمد بن سلطان الدرمكي واحد من أهم رموز شعراء الإمارات الشعبيين، وأحد أشهر شعراء الخليج في الفترة الحديثة، وهو أيضاً من الشخصيات الفكرية والوطنية، التي رافقت المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وساهمت بإخلاص في مسيرة النهضة التي تشهدها الدولة، إلى جانب مسيرته الطويلة في إغناء ديوان الشعر الشعبي بمئات القصائد التي تتضمن صوراً فنية رائعة، وصفاءً شعرياً جميلاً، فقد كانت له عديد (المردات) أو المساجلات الشعرية مع القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وعوشة بنت خليفة المعروفة بـ«فتاة العرب»، ومطر بن غدير، وحميد بن ذيبان الفلاسي، وغيرهم كثيرون.
وقد تحدث سعود محمد الدرمكي لـ«الاتحاد» عن تاريخ حياة والده، فقال: إن الشاعر ينحدر من أسرة عريقة تمثّل مشيخة الدرامكة في مدينة العين، وقد ولد عام 1940م في القطارة، ويرتبط بصلة نسب مع آل نهيان الكرام، إذ إن عمة والده تزوجها الشيخ زايد بن خليفة (زايد الكبير)، وله أيضاً صلة قرابة مع قبيلة الظواهر، كما أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، استعان به هو وإخوته في بداية توليه الحكم في إمارة أبوظبي 1966م، حيث تسلم دائرة الزراعة في بداية إنشائها. وظل ملازماً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حتى وفاته عام 1998م. وقد قرض الشعر مطلع السبعينيات، وبدأ يقول الأبيات الخفيفة يشاكي ويجاري فيها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما تشاكى مع الكثير من الشعراء أمثال محمد بن راشد الشامسي ومطر بن غديّر، وغيرهم كثيرون.
وعن أهم القصائد للشاعر الكبير المرحوم محمد الدرمكي، قال سعود: قصيدة المرحوم صاغها في عام 1986 «ألا ياعز تالي». غناها ميحد حمد، كما غنى له أيضاً الكثير من القصائد، أشهرها أغنية «أسهى بي في صلاتي وركوعي والسجود»، وكذلك «يا ناس لو بشكي ودادي»، وأغنية «شرتٍ عيْل بصلايف»».
الجدير بالذكر، أن الشاعر الدرمكي صدر له العديد من الدواوين، ومن بينها، ديوانه الذي حمل اسمه، ونشر من قبل نادي تراث الإمارات.
عدد اليوم
