الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«عبق التشكيلية» تعرض تاريخ المكان وذاكرته المتوهجة

«عبق التشكيلية» تعرض تاريخ المكان وذاكرته المتوهجة
9 ابريل 2011 22:18
(دبي) - للمكان في التشكيل الخليجي حضوره ورائحته اللذان يقودان إليه رغم بعد المسافات، إنها رائحة تحمل ذاكرة بعيدة يستحضرها الفنانون في صور مختلفة؛ المكان ممثلاً في البيوت وتفاصيلها بصورة خاصة، هو عبق قادم من تاريخ هذا المكان وملامحه. وفي هذا السياق، نقرأ تجارب عدد من الفنانين، يعرضون تحت عنوان “ألوان من الخليج” وتحت مظلة جماعة “عبق التشكيلية” في ندوة الثقافة والعلوم بدبي. المعرض الذي افتتحه بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ونائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، في الرابع من الشهر الحالي ويستمر حتى العاشر من نفس الشهر، يشارك فيه أربعة فنانين هم السعوديون سعيد محمد العلاوي، الدكتورة إيمان حسن المنتصر، وفائز الحارثي أبو هريس، والفنانة اللبنانية ليلى الزين ضاهر يعرضون أعمالاً فينة متنوعة. ضم المعرض 48 لوحة بمشاركات متفاوتة بين الفنانين والفنانات، ففي حين عرضت اللبنانية “المقيمة في الإمارات” ليلى الزين ضاهر ستة وعشرين لوحة بأحجام مختلفة، وعرضت الفنانة إيمان حسن المنتصر ثلاثة لوحات، وعرض فائز الحارثي أبو هريس عشرة لوحات، بينما عرض سعيد محمد العلاوي تسعة لوحات. وما بين المشترك والمختلف في هذا المعرض، يأتي الاختلاف في تجربة ليلى الزين التي تبدو خارج السياق الذي يشتغل فيه الفنانون السعوديون رغم وجود اختلافات وتمايزات بين تجاربهم، لكن ثمة عناصر مشتركة تظل تجمع بين هذه التجارب، وهذه الأعمال، وتتميز من بين التجارب الثلاث تجربة الفنان أبو هريس التي تقوم على الأبيض والأسود. في المعرض نتوقف أولاً مع تجربة الفنان العلاوي الذي يتناول موضوع التراث المعماري في المنطقة الخليجية عموماً، حيث تحضر رموز هذا التراث في صور متعددة، المئذنة القديمة بهلالها تبرز بين جدران آيلة للسقوط، والنوافذ الصغيرة في أعلى جدران البيوت، مع قدر من الزخرفة. فيما التجربة اللونية هنا مفتوحة للألوان الحارة الممزوجة بالبرودة في إيقاع لوني يتوالى على خلق موسيقاه الخاصة. وفي أعمال الفنانة الدكتورة إيمان المنتصر ثمة اشتغال على تجربة تراثية لونية، حيث التجريد اللوني للمعالم القديمة وللرموز المعروفة، وهنا تحضر الكثير من معالم البيئة المحلية في العديد من الصور، المصلون، والسوق القديم والمسجد بمآذنه العالية، ضمن تكوينات واقعية تحمل مقداراً من الحنين إلى الماضي وملامحه ومعالمه، حيث يظهر الناس في اللوحات في أوضاع مختلفة. تجربة الفنان أبو هريس تقع في مكان مختلف من حيث الأسلوب واستخدام الأسود والأبيض، مع توظيفه لبعض الرموز التراثية على نحو تجريدي غير واضح المعالم، واستحضاره للبشر في صور شبحية أو تنتمي إلى عالم الظلال، فاللوحة هنا هي تعبير عن الصراع بين اللونين في إطار من استحضار الزمن على نحو ما، وهما لونان لا ينتميان إلى الألوان الحقيقية، لذلك فاللعب هنا يتم على أوتار الزمن من جهة، والفراغ والامتلاء من جهة أخرى. أما تجربة الفنانة ليلى الزين فتتنوع من حيث اشتغالها على اللون من ناحية، وعلى ثيمة المرأة من جهة ثانية، فهي تشتغل على مساحات لونية متوهجة من حيث الإضاءة والحرارة، وتشتمل على تكوينات تجريدية قابلة للبحث في تفاصيلها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©