«موسيقى أبوظبي الكلاسيكية».. جسر إبداع بين الحضارات والشعوب

تنطلق فعاليات موسيقى أبوظبي الكلاسيكية يوم الجمعة القادم من قصر الإمارات بـ «أوركسترا نيويورك الفيلهارمونية» وهي الزيارة الأولى لها للمنطقة.. لتعود العاصمة الكلاسيكية أو الموسيقية أبوظبي، كما أطلق عليها البعض، لتعزف ألوان الطيف بكل لغات العالم طوال أيام السنة، وترتدي عباءة الفن الكلاسيكي الجميل، وتتوسد شاطئ الأحلام لتغفو على نغمات الرومانسية. وفي تصريح محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لـ «الاتحاد»، قال إن الفعاليات منذ مطلع العام 2006، ومع تأسيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والعاصمة الإماراتية تشهد زخماً ثقافياً متصاعداً، حتى تحوّلت إمارة أبوظبي إلى ورش عمل فنية وثقافية ضخمة، وذلك في إطار الاستراتيجية المرسومة لتحويل أبوظبي إلى مركز نهضة وإشعاع ثقافي، وملتقى عالمي مهم للفن والثقافة، هذه الاستراتيجية التي تعمل على إطلاق المشاريع الرائدة والهادفة للحفاظ على التراث الثقافي العريق لدولة الإمارات، جنباً إلى جنب مع تعزيز فعاليات الانفتاح على جميع الحضارات وتشجيع حوار الشعوب والثقافات. وأضاف: تمتاز الموسيقى عن غيرها من جوانب الفن، بأنها قادرة على بناء جسور التواصل بين الحضارات والأجيال والشعوب، ومخاطبة جميع البشر دون استثناء بلغة واحدة. كما أوضح أنه في إطار استراتيجيتها الثقافية (2008-2012)، فإن أبوظبي بإطلاقها لمشروع «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية»، تؤكد للعالم، أننا قادرون على أن نكون محوراً لتعزيز مسيرة الثقافة وتمازج الحضارات الإنسانية، كما استطاعت الأندلس من قبل أن تعبر عن ذلك أجمل تعبير. مشيرا إلى أن تراثنا العربي يزخر بعدد كبير من الإنجازات الموسيقية التي استطاعت أن تضيء العالم، ولا أحد بإمكانه أن ينكر الدور الكبير الذي لعبته الموسيقى العربية في تاريخ الموسيقى العالمي. ومن هذا المنطلق فإنه يُسعدنا أن نرحب برموز الموسيقى الكلاسيكية في العالم بالتوازي مع اهتمامنا بصون موسيقانا، ومع تأسيسنا لـ «مركز العين للموسيقى في عالم الإسلام» كمركز أبحاث متخصص في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الهيئة في تأسيس مسار ثقافي، للمساعدة في الوصول إلى مستوى أفضل من الفهم والتذوق والتميز للثقافة الإماراتية والعربية والإسلامية على الصعيد المحلي والعالمي. وأشار المزروعي: إنها قائمة طويلة من أعلام الموسيقى الكلاسيكية في العالم كان لزوار وجمهور أبوظبي والإمارات فرصة الاستماع إليهم في الموسم الأول (2008-2009)، وقائمة أخرى قادمة بات الجميع يترقبها للموسم الثاني (أكتوبر 2009- مايو 2010)، من خلال هذا الحدث الموسيقي رفيع المستوى الذي يمثل خطوة واسعة نحو العالمية، وينقل لنا الأيقونات الموسيقية الغربية في رحلة نادرة لأرجاء مدينتي أبوظبي والعين. ولا شك أن «أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية» تعكس إيماننا بأهمية الموسيقى كجزء أساسي من ثقافة أي مجتمع، وبأن الثقافة العربية ثقافة غنية بمختلف اتجاهات المعرفة والفنون، وقادرة على التحاور مع روائع الموسيقى العالمية. كما سيكون من بين النجوم الحاضرين في أبوظبي لهذا الموسم عازفا الكمان آن - صوفي ماتر وفرانك بيتر زيمرمان، وعازف البيانو ايمانويل آكس، والقادة الموسيقيون سيجي أوزاوا وميونغ - وان تشانغ ولورين مازل. وستقدم أوبرا بافاريا من ميونيخ مقطوعات موسيقية لفاغنر، وستقدم فرقة مسرح البندقية الإيطالية عرضين مسرحيين أوبراليين كاملين هما: «ريغوليتو» و»لا ترافياتا» لفيردي. ويتضمن الحفل كذلك سمفيونيات لماهلر وبيتهوفن، وفعاليات عائلية وحفلات موسيقية للأطفال، بالإضافة إلى حفلة يوم الفالنتاين الموسيقية. من جهة أخرى سيقام مهرجان العين للموسيقى الكلاسيكية ضمن فعاليات الموسم الثاني لموسيقى أبوظبي الكلاسيكية، وذلك في النصف الأول من مارس 2010 تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية. وستشارك في المهرجان فرقة أوركسترا ماهلر، وأوركسترا سالزبورغ الموزارتية بوصفهما فرقتين مقيمتين. كما سيشهد مهرجان العين هذا العام وبالتعاون مع أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية حضور اثنتين من أهم المؤسسات الموسيقية العالمية: أوركسترا نيويورك الفيلهارمونية، وفرقة مسرح البندقية الإيطالية. يذكر أن مهرجان «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية» في موسمه الأول 2008 -2009، والذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، قد حقق نجاحاً كبيراً على كافة الصعد، حيث حجز الفنانون المشاركون والزوار من خارج دولة الإمارات آلاف الليالي الفندقية في العاصمة أبوظبي، كما بيعت أكثر من 15 ألف تذكرة للزوار، في حين شهد حفلاته في كل من مدينتي أبوظبي والعين ما يزيد على 35 ألف شخص من عشاق الموسيقى، مما مكّن المهرجان من تحقيق أرباح مادية، فضلا عن الشهرة العالمية الواسعة التي حازها كحدث موسيقي ثقافي عالمي استضافته أبوظبي على مدى 8 أشهر متواصلة بمشاركة أشهر العازفين وقادة الفرق الموسيقية.