الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النمور».. حالة «غرق» في «الخليج العربي»!!

«النمور».. حالة «غرق» في «الخليج العربي»!!
5 ابريل 2015 23:08
فيصل النقبي (كلباء) رفعت كتيبة «النمور» الراية البيضاء في ختام الجولة الحادية والعشرين من دوري الخليج العربي لكرة القدم، حيث أعلنت الثلاثية الجزراوية هبوط فريق اتحاد كلباء رسمياً إلى مصاف أندية الدرجة الأولى للموسم المقبل، كأول ضحية لهذا الموسم بانتظار حسم البطاقة الثانية في صراع القاع الساخن. ولم يكن مشهد إعلان الهبوط حدثاً مفاجئاً، فقد سبقته معطيات كثيرة تدل على هذا المصير، حيث إن الفريق يقاوم الهبوط منذ بداية الموسم، وهو الذي بدأ مشواره بهزيمة قاسية أمام الوحدة، ورغم تعادله أمام بني ياس إلا أنه في المباريات التالية دخل في نفق الهزائم المظلم حتى اضطرت إدارة النادي لإقالة المدرب البرازيلي فينوس، ومن ثم استعانت بالمدرب الوطني وليد عبيد، الذي خسر بدوره مواجهة الفجيرة بحضور المدرب الجزائري عبدالحق بن شيخة الذي استلم المهمة الصعبة، وحاول العبور بالفريق إلى بر الأمان ولم يكن حاله بأفضل من سابقة، حيث أعلن اعتذاره عن تدريب الفريق وفضل الابتعاد قبل أن يغرق مع السفينة الغارقة ليتولى المهمة مدرب الطوارئ، وليد عبيد الذي لم يستسلم للواقع المفروض وحاول الاجتهاد، إلا أن النهاية كانت قريبة جدا. وبالنظر للإحصائيات يتضح لنا حجم الحصاد المر بهذا الموسم، الذي يعتبر الأسوأ بتاريخ النادي في دوري المحترفين حيث لم يحصد الفريق إلى الجولة الحادية والعشرين سوى سبع نقاط يتيمة من حالتي فوز وتعادل وخسارة 18 مباراة، وبالنظر إلى مشاركاته الثلاث السابقة في دوري المحترفين نجد أن هذا الموسم هو «كابوس» حقيقي، حيث استكان الفريق، ولم يقاتل رغم الجولات الخمس المتبقية بنقاطها الخمس عشرة واستسلم لمصير الهبوط. وتعكس الحالة الهجومية حجم الخلل الكبير بصفوف الفريق، وعدم جدوى الأجانب الفنية وكذلك اللاعبين المواطنين حيث سجل الفريق 16 هدفاً فقط ودخل مرماه 56 هدفاًَ أي بفارق يصل لأربعين هدفاً بينهما مما يضعه في قائمة الأضعف دفاعياً وهجومياً بكافة الأندية الإماراتية المشاركة بنسخة هذا العام، ولم يكتف الفريق بذلك، بل أنه كان من أكثر الفرق التي غيرت مدربيها خلال الموسم حيث استعانت الإدارة بثلاثة مدربين على مدار الموسم، واستبدلت 7 لاعبين أجانب مع عدد من اللاعبين المواطنين، الذين تم استقطابهم لصفوف الفريق. وبعد أن تم الهبوط رسمياً، أضحت باقي المباريات تحصيلا حاصلا بالنسبة للفريق، كان لزاماً علينا أن نتوجه بسؤال لإدارة النادي عن أسباب هذا الهبوط والموسم الأسوأ بتاريخ النادي، فأجابنا محمد اليماحي نائب رئيس مجلس الإدارة المتحدث الرسمي للنادي، معتبراً ما حدث للفريق سوء طالع وعدم توفيق، موجهاً اعتذاره للجماهير الكلباوية وكافة منتسبي النادي على الهبوط الحزين إلى دوري الدرجة الأولى. وقال اليماحي: «الهبوط حدث حزين بلا شك، لكنه ليس نهاية العالم فهذه هي كرة القدم فالصعود والهبوط هما من قوانين الدوري، وبالتالي على الجميع أن يتقبل ما تأتي به كرة القدم»، مؤكداً أن الإدارة حاولت واجتهدت بكل ما أوتيت من قوة لإنقاذ الفريق، سواء عبر دعم الفريق باللاعبين الأجانب وبالمدربين وباللاعبين وبالتواجد، والإشراف في كل لحظة من لحظات الدوري، ومع ذلك لم تتكلل الجهود بالنجاح. واعتبر اليماحي سوء الطالع الذي واجه الفريق بالعديد من المباريات هو أول أسباب الهبوط وأضاف: «لقد قدمنا خلال هذا الموسم مباريات جيدة كنا نستحق في الكثير منها النقاط الثلاث، وواجهتنا أيضاً ظروف مختلفة من قرارات تحكيمية ومن إصابات وإيقافات لبعض اللاعبين المؤثرين، وبالتالي فإن عدم التوفيق كان سبباً رئيسياً في ضياع الكثير من النقاط، وخاصة في لقاء الفجيرة والشباب والوحدة وغيرها من اللقاءات حتى في لقاء الجزيرة، الذي كنا الأفضل خلاله، وسنحت لنا العديد من الفرص التي أهدرناها». وتطرق اليماحي إلى ملف اللاعبين الأجانب بالفريق بقوله: «للأسف، الأجانب لم يخدموا تطلعات الفريق ولم يشكلوا العون اللازم للاعبين، مع أننا كمجلس إدارة اجتهدنا كثيرا وفق إمكانياتنا المادية، وجلبنا لاعبين كنا نطمح لأن يقدموا الإضافة الحقيقية للفريق، وحاولنا بالتعاون مع المدرب السابق تعديل الخيارات للفريق بهذا الملف، إلا إنهم لم يقدموا أي مساعدة حقيقية للفريق، ولا أحملهم كامل المسؤولية، فالكل يتحمل المسؤولية لكنهم أحد الأسباب المهمة جداً لهذا المصير». وانتقد اليماحي حجم المصروفات الكبيرة الملقاة على عاتق الأندية في عالم الاحتراف، مبيناً أن معدل الصرف غير منطقي ويكبد الأندية التي تعتمد على الدعم الحكومي الكثير من الأموال، كما أنها تقلل من فرص الحصول على لاعبين جيدين. وأضاف: «من غير المعقول أن يصرف ناد يعتمد بشكل كبير على المعونة الحكومية مبالغ كبيرة جداً للحصول على لاعبين جيدين، بخلاف المصروفات الأخرى، وفي ظل الميزانية فإن الخيارات دائماً ما تكون محدودة، ونحن اجتهدنا وفق الميزانية المتاحة بهذا الصدد، لكن يجب أن يعلم الشارع الرياضي بأن المصروفات أضحت كبيرة جداً في ظل البقاء على نفس طريقة الدعم الحكومي المعتاد» . وأكد اليماحي أنهم في مجلس الإدارة لا يبررون الهبوط قائلاً: «بالنسبة لنا فنحن في النادي جميعاً نتحمل مسؤولية الهبوط، ونحن بالتالي لا ندفن رؤوسنا بالرمال، وفي النهاية هي كرة القدم نتقبلها بكل ما فيها، ونحن اجتهدنا ولم نوفق وسنعود بإذن الله سريعاً إلى دوري المحترفين. من جانبه آكد وليد عبيد مدرب الفريق الذي تم تعيينه بعد اعتذار ابن شيخة عن تدريب الفريق أن الفريق عانى من عدم الاستقرار الفني خلال هذا الموسم، وخاصة في ظل التغييرات في الأجهزة الفنية التي تقود الفريق، بالإضافة إلى عدم الاستفادة من إمكانيات كافة اللاعبين. وأضاف: «أنا اعتبر نفسي ابنا من أبناء النادي، وقدت الفريق والكل يدرك أن المهمة كانت صعبة، ومع ذلك فقد حاولت مع اللاعبين انتشال الفريق وقدمنا مباريات جيدة ووصلنا لمرحلة جيدة من التنظيم، لكن بالنهاية لم يسعفنا الوقت لإنقاذ الفريق رغم أننا لم نكن بذلك السوء في مباريات كثيرة، ووقف حاجز عدم التوفيق في وجوهنا». ورفض عبيد تبرير الهبوط بدور اللاعبين الأجانب، وسواهم من اللاعبين المحليين بقوله: «لقد ساهمت عوامل عديدة في ذلك وأنا لا ألوم أحدا فقد لعبوا وفق إمكانياتهم وأنا أتفق أنهم لم يشكلوا إضافة حقيقية للفريق وأؤمن بأن المسؤولية جماعية، ولا يجوز أن يتحملها شخص معين. وأكد عبيد أنه لا يفكر حالياً بمستقبله مع الفريق في ظل الهبوط وقال: «ما يهمنا حالياً هو الاستمرار في الأداء القوي، ونفكر في مسابقة كأس رئيس الدولة لتقيم مستوى أفضل، وأنا كما أسلفت ابنا من أبناء النادي يشرفني العمل معه في أي موقع». أما من جانب اللاعبين فقد وجه سيف راشد حارس الفريق اعتذاراً باسمه وباسم زملائه اللاعبين للجماهير الكلباوية التي أحزنها هبوط فريقها إلى دوري الدرجة الأولى، مشيراً إلى أنهم كلاعبين حاولوا الاجتهاد رغم الظروف الصعبة التي مر بها الفريق وتعرض خلالها الفريق للعديد من الظروف الصعبة. وأضاف: «نتحمل كلنا المسؤولية، فلقد حاولنا وسنحت لنا فرص في العديد من المباريات، ولم نستطع الاستفادة منها وبالتالي فإننا حزينون فعليا لهذا المصير الذي حدث للفريق». سيف سلطان: النادي يحتاج إلى استراتيجية جديدة كلباء (الاتحاد) عبر لاعب اتحاد كلباء الدولي السابق سيف سلطان عن حزنه العميق لهبوط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى، معتبراً أن كلامه الذي تحدث به قبل شهور عن أزمة الفريق قد حدث بحذافيره، ومعنى ذلك بوجهة نظره أن الأسباب كانت واضحة ولا تتعلق فقط باللاعبين الأجانب والأجهزة الفنية والإدارية. وأشار سلطان إلى أن المسألة الرئيسية تتعلق بعمل مؤسسي ومنظومة متكاملة غير موجودة بالنادي على حد تعبيره. مؤكداً حاجة النادي إلى تغيير كامل للمفاهيم القديمة التي باتت بحاجة لتغيير كامل لتواكب عصر الاحتراف وعالم كرة القدم الحديث، معتبراً أن الإبقاء على نفس الممارسات أدى لوجود عقم واضح، وضرب مثالاً باللاعبين حسن سعيد وعادل محمد كآخر اللاعبين الذين قدمهم النادي للمنتخبات الوطنية، ولم يستطع النادي تقديم غيرهم منذ سنوات. وتحدث لاعب كلباء السابق بوضوح عن نقطة يراها مهمة جداً من وجهة نظره تتعلق بصياغة جديدة ومتكاملة لفكر جديد في النادي، وقال: «مهما حاولنا بالطريقة القديمة فلن يتغير شيء لأننا في حاجة ماسة لإعادة صياغة أهداف وإستراتيجية النادي، ووضع خطط متكاملة للارتقاء بهذه اللعبة الشعبية المهمة للمدينة وللمنطقة، ونحن كشارع رياضي وكأبناء للنادي يؤلمنا كثيراً أن نرى الفريق بهذه الحالة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©