الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسين الهاشمي: أذهلتني الإمارات بجمالها وحضارتها فطرت إليها

حسين الهاشمي: أذهلتني الإمارات بجمالها وحضارتها فطرت إليها
19 أكتوبر 2009 22:16
لم يحلم بامتلاك شقة أو عمارة أو قطعة أرض أو حتى سيارة كما يحلم الكثيرون، بل وصل حلمه إلى عنان السماء ليصل إلى امتلاك طائرة خاصة به يتأرجح بها بين المرتفعات ويلامس أنفاس الغيوم حين يشاء. والجميل أن هذا الحلم صار حقيقة في حياة الطبيب البريطاني من أصل عراقي حسين الهاشمي. بدايات يطيب للهاشمي أن يذكر حكاية حلمه ذاك، ويروي بداياته مع الطيران، يقول: «كنت أحب الطيران منذ طفولتي وأتخيل نفسي طياراً يقود طائرة في الجو، لكنني لم أفكر في دراسة الطيران في الجامعة بل درست الطب وتخصصت في الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية في بريطانيا واخترت هذا التخصص وقد مارست هذه المهنة الإنسانية التي يزداد عشقي لها يوماً بعد يوم ما يقارب 35 عاماً إلا أن هاجس الطيران ظل يراودني، إضافة إلى أن أزمة السير التي كنا نعاني منها في بريطانيا ساهمت نوعاً ما بتسجيلي في نادي الطيران البريطاني، وعبر تدريب مكثف استمر لمدة 6 أشهر حصلت على رخصة في الطيران الخصوصي، وأخرى في الطيران الليلي، ورخصة ثالثة تسمى الطيران من دون النظر إلى الخارج، وصرت بذلك أقود الطائرة ذات المحرك الواحد». ويصف الهاشمي شعوره بعد إجادته الطيران والتحليق، ويقول: «أسعدتني قدرتي على التحليق ومعانقة الغيوم، ووجدت قيادة الطائرة أسهل من قيادة السيارة بكثير حيث صرت أستأجر طائرة وأتنقل بها بين منطقة وأخرى داخل بريطانيا والجزر المحيطة بها، كما طرت بها كذلك إلى أقاصي فرنسا، ووفرت لديّ من الوقت الكثير حيث كنت أستغرق حوالي 4 ساعات من الوقت حينما كنت أصطحب زوجتي بالسيارة لزيارة أهلها في منطقة أخرى في بريطانيا في حين صارت تستغرق معي نحو ساعة بالطائرة». طائرة خاصة بعد أن تعلم الهاشمي الطيران ومارسه اشترك مع 10من أصدقائه في شراء طائرة خاصة بهم، يقول في ذلك: «استوردنا طائرة من أميركا لا تتسع إلا لأربعة أشخاص، وقسمنا الوقت بيننا بحيث تسنى لكل منا أخذ الطائرة لمدة أسبوع واحد كل 10 أسابيع، هذه التجربة جعلتني أنتمي لفريق رائع يضم أشخاصاً من مهن وخلفيات ثقافية مختلفة». وجد الهاشمي وزوجته البريطانية «أماندا» التي تعمل اختصاصية باطنية وغدد صماء، في الطيران متعة كبيرة، إضافة إلى كون الطائرة وسيلة تنقل جيدة، لكنهما استثقلا الانتظار لمدة 10 أسابيع ريثما يتمكنا من ركوب الطائرة التي يعتبران شركاء فيها بالإضافة إلى وجود مشكلة تحول من دون استمتاعهما بالطيران ضمن الأسبوع المخصص لهما مثل سوء الأحوال الجوية أو عدم توافر إجازة أو برنامج ما يحتاجه بسببه الطائرة، فخطرت ببالهما فكرة جريئة يقول عنها: «فكرت وزوجتي بشراء طائرة خاصة بنا نطير بها ساعة نشاء ولأي مكان نريده من دون أن نرتبط بزمان ومكان محددين، فاقترضنا من البنك واستوردنا طائرة من هولندا، كانت أكبر من الطائرة السابقة ويمكنها الطيران بسرعة كبيرة ولمسافات أطول، وقد مر على امتلاكي لها 10 سنوات، وأحرص على عمل صيانة دورية لها مرتين في السنة على الأقل، وقد شاطرتني زوجتي حب الطيران حيث التحقت بدورة وحصلت على رخصة مساعد طيار، لذا هي تساعدني كثيراً أثناء الطيران من خلال تكلمها وتواصلها مع أبراج المراقبة والرادارات للتنسيق مع المطار ساعة الهبوط». شوق وحنين اضطر الهاشمي لترك طائرته الخاصة في مطار ببريطانيا ليذهب إليها في الإجازات والعطلات، ذلك بسبب قدومه إلى الإمارات والإقامة بها. يقول: «عشت في بريطانيا قرابة 30 عاماً وحملت جنسيتها وتنقلت فيها للعمل بين أكبر المستشفيات إضافة إلى عملي كمدرس للطلبة في كلية الطب، وفي أحد الأيام اتصلت بي أختي التي تعيش مع زوجها في أبوظبي وطلبت مني الحضور بشكل عاجل لإصابتها بمرض كانت تظنه خطيراً فقدمت لزيارتها ومساعدتها وكانت هذه أول مرة أزور فيها الإمارات التي أذهلتني بجمالها وحضارتها، ولا أنكر أنه كان لهذه الزيارة وقع عظيم في نفسي حيث إنها أشعلت فيّ الحنين للأجواء العربية كوني من العراق، واشتقت للروابط العائلية الحميمة، فقررت العمل في الإمارات لأتمتع بهذا الجو الرائع، وحظيت وزوجتي بفرصة عمل في مستشفى توام بمدينة العين، وأنعم الله علينا بمولودنا الأول علي». ويؤكد الهاشمي أنه خلال وجوده في الدولة لم يهمل الطيران، يقول: «أحرص دائماً على تطوير مهاراتي في الطيران من خلال اصطحابي لأصدقائي وشركائي في هواية الطيران برحلة في طائرتي حين أكون فنستفيد في تطوير أدائنا وقدراتنا وكيفية مراعاة احتياطات السلامة والأمان، وهذا ما قمت به آخر مرة طرت بها بطائرتي قبل نحو 6 أسابيع». حوادث طيران يلفت الهاشمي إلى أنه تعرض لحادثين أثناء طيرانه، يقول: «بينما كنت أطير يوماً ما على ارتفاع 200 قدم لاحظت أن سرعة الطائرة بدأت بالتناقص بدلاً من أن تزداد فبدأت أبحث أمامي عن مكان أهبط فيه فرأيت حقلاً قررت النزول فيه واتصلت فورياً بالمطار الذي طرت منه وأخبرته بأن لدي حالة طارئة وبسرعة أعطيت الحق بالرجوع والنزول بأي مدرج وعدت للمدرج نفسه الذي انطلقت منه وتبين لي أن سبب ما حصل معي هو خلل في عداد السرعة». ويستعيد الهاشمي ذكرى الحادثة الثانية. ويقول: «ذات رحلة مررت بموقف عجيب! وهو أنني طرت وصديقي لساعة كاملة وعندما هبطنا سبقني صديقي قبل أن أنهي الأوراق الخاصة بالرحلة فعاد بسرعة ليقول لي إننا تعرضنا لحادث من دون أن ندري. فخرجت لأجد نهاية مروحة الطائرة مكسورة لأننا نسينا انتزاع القضيب اليدوي الخاص بتحريك الطائرة مما تسبب في كسر المروحة ولكننا استغربنا كيف طارت بنا الطائرة من دون أن نشعر بصوت غير طبيعي أو مشكلة يتناقص معها أداء الطائرة»
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©