الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شكراً...

19 أكتوبر 2009 22:17
لم أُصدق أحد الزملاء، عندما سألته يوماً: كيف تصف لي شعورك حين استقبلت مولودك الأول بعد انتظار طويل، قد شاب له نظر عينك؟ حينها أجابني بكلمة لم ترضني، ولم يقتنع احساسي الأنثوي، ولا الإنساني بها، أجاب: «عادي»! يومها عرفت أنَّه لم يصدق! لسبب بسيط، لأنَّ مولوده، كان هو المولود الأخير، أو «آخر العنقود»، من زوجته الثانية، أو الرابعة! في الأول من أكتوبر استقبلت مولودي الأول، ولم تزدد فرحتي بهذا المولود الصغير، إلا عندما لمست عافيته، وجماله في نبرة صوت الأصدقاء، والمحبين الحقيقيين، وفي رسائل أخجلتني عباراتها حتى بكيت.. «رشة عطر» هكذا سميته، أو أسميتها، لأنها قصتي القصيرة الأولى، التي فاجأني مخاضها في ليلة من ليال شوال المباركة، باغتتني إرهاصاتها كما أرادت، فجاءت متوجة برشة عطر أنثوي رقيق! يومها لم أنم ليومين متتاليين، أو أكثر، في انتظار ردة فعل القراء، وهم يستقبلون مولودي الأول، الذي كما باغتهم ظهوره في الاتحاد الثقافي، باغت أمه التي لا تعرف حتى الآن كيف ألهمها طقوس حضوره، لتتمكن من تصوير بزوغه! هناك من هنأني، وهناك من أبدى ملاحظاته الراقية، البناءة من ذوي الاختصاص، في مجال أدب القصة والرواية، وهناك من تذوقها بحسِّ أنثوي متعاطفاً مع بطلتها، وناقماً على الطرف الآخر من القصة، وهناك من أعجبته حبْكتها، وتناسقها، ومنهم من تذوقها لغةً ناعمة، داعبت صباحه بشريطها الأحمر العاطر! وهناك من تفاجأ بي كقاصة جديدة، لا تدري هي نفسها كيف بدأت مشوارها، ولكن الكل كان مباركاً هذه «التجربة» وأثنى عليها، مبشراً بطاقة إبداعية جديدة واعدة، بالرغم من أني وقتها، كنت بحاجة للتقييم أكثر من المديح، الذي لا يغريني إلا بإبداع أكثر جودة وإتقاناً، وأصدق إحساساً. لكن هذا لا يعني أني لم أفرح، فرحت، ولكن بحذر، وشعور جديد يطوقني، بحمل المسؤولية اكثر من السابق. في لحظة الاحتفاء بمولودتي الأولى، وعبر هذه الزاوية الأسبوعية، أشكر كل من دفعني، وشجعني لاقتحام هذا المجال الإبداعي الجميل، لأسجل اسماً جديداً، وبصمة مميزة، لها نكهتها وتفرّدها مستقبلاً، في طريق القصة القصيرة، والإبداع عموماً بإذن الله. شكراً لمن أهدوني أكاليل الورد، وصايا ثمينة، هي خلاصة عمر حافل بالتجارب، زاوجتها الحكمة وبُعد البصر والبصيرة، فكان قرارها القلب، لأن مبتدأها ومنتهاها الحب، ولأجل الحب، أحفظها بامتنان في محجر العين. شكراً لمن غابوا في فرحي! ليس في الحزن فقط، أيضاً في أفراحنا نعرف أصدقاءنا المخلصين، ولأني أنثى أعرف غيرة النساء، وأفهم، وأستوعب أيضاً غيرة الرجال! في بداية طريقك تجد هناك من يريد عثرتك، وقد حدث، ويحدث، وسيحدث، من هذا وذاك الكثير، لكنني اليوم، وفي فرحي المخضّب بعطور كلماتكم الرقيقة التي عطرّت صباحاتي ومساءاتي معاً، منذ ذلك اليوم، لا يمكنني سوى أن أقول للجميع شكــــراً ومن القلب. فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©