نجل ولد الشيخ يروي لـ الاتحاد ملابسات اعتقال الرئيس المخلوع

قال نجل الرئيس الموريتاني المخلوع محمد ولد سيدي ولد الشيخ عبد الله في تصريح خص به ''الاتحاد'' أمس إن القادة الانقلابيين كانوا من أقرب المقربين إلى سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وكان يثق فيهم ثقة عمياء وأسند إليهم كل المهام الأمنية، مما جعلهم يتصرفون بطريقة ''غير مسؤولة'' في المؤسسة العسكرية بتعيينهم الضباط الذين يثقون فيهم في المراكز الحساسة· وأضاف أن ''بعض الناس'' كانوا ينقلون إلى والده منذ وصوله للسلطة معلومات سلبية عن هؤلاء الضباط فلا يصدقهم ويعتبر أنها ''وشايات كاذبة من أعدائهم فقط''، لكنه اقتنع بما يقال له عنهم منذ عدة أسابيع وعندما ناقش معهم لأول مرة أمور السياسة التزموا له بالتوقف عن تأليب البرلمانيين ضده، لكنهم ''نكثوا العهد ''· وعن ملابسات الإطاحة بالرئيس السابق المخلوع واعتقاله، قال محمد ولد سيدي ''كنت أتناول وجبة الإفطار كالعادة مع والدي وأفراد العائلة، وطلب الرئيس جهاز الإذاعة ولما بدأت النشرة سمعنا نحن أفراد العائلة المرسوم الذي أقيل بموجبه الضباط وبعد نصف ساعة كان الرئيس يريد الخروج للمكتب لكننا لاحظنا أن البيت مطوق بالجنود المدججين بالسلاح· وبعد فترة قصيرة دخل الكثير من هؤلاء الجنود وطلبوا من الرئيس أن يرافقهم، لكنه رفض في البداية فطلبوا منه ألا يرغمهم على استخدام القوة ضده وعندها خرج معهم وكان ذلك آخر عهد لنا به''· من جانبه، أعلن رئيس ''المجلس الأعلى للدولة'' في موريتانيا الجنرال ولد عبد العزيز أنه تفاوض مع سيدي ولد الشيخ قبل اطاحته كي يلغي مرسومه القاضي بإقالة قادة الجيش ولكنه رفض ذلك قطعياً· وقال في مقابلة مع قناة ''الجزيرة'' الفضائية القطرية مساء أمس الأول ''اتصلت به هاتفياً وشرحت له خطورة مرسومه واقترحت عليه سحبه لتحاشي الأسوأ''· وأضاف ''شرحت له كيف يمكن أن يكون لهذا المرسوم نتائج خطيرة وقد يؤدي هذا الأمر إلى تحركات عسكرية وسقوط قتلى ووقوع خسائر خصوصاً أن أحد الضباط المعنيين كان غائباً ولكنه تشبث برأيه''· واوضح ''كان من واجبنا أن نضعه هكذا أمام مسؤولياته الإنسانية لثنيه عن قراره ولكنه اختار أن يقيلهم وبنفس الطريقة التي تصرف بها لتدمير البلاد وعرقلة مؤسساتها ومن واجب الجيش التدخل من أجل انقاذ البلاد ومؤسساتها''· وتابع ''إن الرئيس المخلوع هو الذي قام بانقلاب باصداره مرسوماً في الليل وخارج أي عمل يتم حسب الأصول من قبل الإدارة''· ووصف الانقلاب بانه ''ردة فعل على فشل الرئيس في تسيير شؤون البلاد ، حيث كان في حالة عجز تام وان الاقتصاد كان في حالة إفلاس''·