قال صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» [رواه النسائي وحسنه الألباني].
ونحن في هذه الأيام المباركة التي تمضي وتنقضي من شعبان، لا بد أن يكون لنا وقفة؛ فهو آخر محطات الاستعداد لدخول شهر العتق من النيران، شهر رمضان شهر القرآن، فانظر وتأمل في طالبي الفوز بالمسابقات الدنيوية وما يبذلونـه... فما بالك بطلاب الآخرة؟ ولا يقارن الثرى بالثريا؟!
كان السلف رحمهم الله بُعيد رمضان، يدعون الله أن يتقبله منهم لستِّ أشهر، ثم في الأشهر الستة الباقية، يدعونه أن يُبلغهم رمضان القادم، فانظر لمدى استشعارهم لمكانة رمضان وأيامه الغالية.
ما نبغيه ونستعد له، هي عبادات موجودة في الأصل، وليست بدعة في الدين، ولكن الهدف كيف نزيد من هذه العبادات.
قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَى? مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة آل عمران: 133].
وقال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ} [المطففين آية: 26].
نحتاج لمراجعة النفس، ولاستعدادنا للفوز برمضان، فلا تدع أيامه تمر عليك كأي أيام عادية؛ فهي أيام غاليات، إنْ ذهبت الآن قد لا تعود أبداً؛ فكم من أناس لم يكتب لهم إدراك رمضان، وكم من أناس لم يكتب لهم أن يدركوه هذا العام، فلذلك ضع من الآن خطة وهدفاً، وأصلح النية وأعدها للاستعداد لرمضان، فإن كتب الله عليك المنية قبيل رمضان، مت على نية صالحة وعمل صالح. نَمِّ في ذهنك حساسية الوقت وأهميته؛ فلا تدع دقيقة تفوتك في هذه الأيام المباركات إلا وقد اكتسبت بها ما يفيدك في دورة الإعداد لرمضان، وبإذن الله نسير على هذا الديدن طوال العام، فتصبح أيامنا جلها، كثيرة الحسنات جميلة النفحات.
هذّب نفسك وألزمها التقوى منذ الآن، فرمضان مدرسة للمتقين. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة: 183].
رونق جمعة/ أبوظبي
عدد اليوم
