فهد الأميري (أبوظبي)
ارتفع حجم التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وانتشرت وسائل الدفع الإلكتروني، وأصبح بإمكان المستخدم أن يشتري ما يشاء عبر الإنترنت أو يدفع فواتير الخدمات من مياه وكهرباء وهاتف محمول وثابت، وغيرها من الأمور الكثيرة.
بيد أن المتسوق الإلكتروني أصبح في حاجة إلى حماية من العديد من المخاطر التي قد يواجهها من أهمهما الاستيلاء على بطاقة الدفع أو سرقة المعلومات الشخصية، أو عدم تطابق السلعة التي اختارها عبر الإنترنت مع تلك التي وردت إليه.
أوضح تقرير لشركة برامج مكافحة الفيروسات على الإنترنت «كاسبرسكى لاب» أن الكثير من الذين يتسوقوا عبر الإنترنت في الإمارات قد خسروا أموالاً بسبب عمليات الاحتيال. وبحسب دراسة أجرتها الشركة فإن أكثر من نصف الإماراتيين الذين شملتهم الدراسة، 56%، قالوا إنهم خسروا أموالاً بسبب تسوقهم عبر الإنترنت.
ورغم أن الكثير من المؤسسات المالية تعلن استعدادها لرد الأموال التي يخسرها العميل بسبب قرصنة الإنترنت، فإن 44% ممن شملهم المسح في الإمارات قالوا إنهم تمكنوا من استرداد كامل الأموال التي فقدوها وقال 28% من الضحايا إنهم استردوا جزءاً من الأموال على سبيل التعويض من المؤسسة المالية.
وبحسب الدراسة فإن متوسط الخسارة الناتجة عن جرائم الإنترنت بالنسبة للعميل الواحد قد بلغ 243 دولاراً، في حين قال 22% ممن شملهم المسح إن خسارتهم تجاوزت 1000 دولار. وذكر موقع «بى. سى ماجازين» المتخصص في موضوعات التكنولوجيا، أن الموقف يزداد سوءاً لأن كل مستخدمي خدمات التسوق الإلكتروني لا يعرفون مخاطر الاحتيال عبر الإنترنت، حيث قال 28% ممن شملهم المسح إنهم يعتقدون أن جرائم الإنترنت التي تنطوى على سرقة أموال نادرة الحدوث ولن تحدث معهم. وقال 24% فقط منهم إنهم يخشون التعرض لجريمة قرصنة مالية عبر الإنترنت.
في المقابل، أجمع عاملون في أسواق إلكترونية أن الإمارات استطاعت أن تضع اسمها بقوة على خريطة السوق الإلكترون في مجمل القطاعات الإلكترونيات والأدوات والأجهزة المنزلية، والمجوهرات ومنتجات الصحة والجمال والسيارات.
وقال مديرو مواقع إن التسوق عبر الإنترنت آمن وسهل وسريع مؤكدين وجود خدمة ما بعد البيع لضمان تحقيق رضا العملاء باعتباره الطريق الصحيح في إنجاح إي مشروع.
وحول الإقبال على الشراء من المتاجر الإلكترونية المحلية أوضح هؤلاء أن ما نسبته 30% من زوار هذه المتاجر يتخوفون من الإقبال على الشراء في البداية، لذا يطرحون الكثير من الأسئلة والاستفسارات ولكن ما أن يشتروا للمرة الأولى تتولد لديهم الثقة ويعاودوا الشراء مرة أخرى.
وكانت، دائرة التنمية الاقتصادية بدبي أطلقت مؤخراً شعبة الرقابة الإلكترونية لممارسة الأعمال، إضافة إلى شعبة حماية الملكية الفكرية الإلكترونية، وتتبع الشعبتين الجديدتين لقطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك في الدائرة.
وتتلخص مهام شعبة الرقابة الإلكترونية في التأكد من تصاريح التنزيلات التي يجري الترويج لها عبر الشبكة العنكبوتية، وذلك بهدف ضمان حفظ حقوق المستهلكين والتأكد من مصداقية ودقة العروض، كما تتولى الشعبة التصدي للمظاهر التجارية السلبية في الفضاء الإلكتروني على غرار بيع وترويج خدمات أو منتجات مضللة للمستهلك من دون الحصول على موافقة الجهات المعنية للنشاط في الدولة وتم التعاون مع جميع المواقع الإلكترونية، التي تتخذ من دبي مقراً لها لوضع أرقام حماية المستهلك بشكل واضح لزوار الموقع، ما يعزز ثقة العملاء».
كما عمدت الدائرة لي اتباع آليات متنوعة لحماية المستهلك مع التركيز على العامل التوعوي، على غرار توضيح أهمية وجود آليات واضحة للتواصل وخدمة ما بعد البيع على أي موقع للتجارة الإلكترونية إضافة إلى التأكد من عامل الأمان في طريقة الدفع والسداد، والتأكد من أن الموقع يوفر الحد الأدنى من حماية البيانات الشخصية للمستهلك سواء داخل أو خارج الدولة، إضافة إلى حث المستهلكين على تجنب حفظ وتخزين معلوماتهم وبياناتهم الشخصية في المواقع الإلكترونية وخصوصاً تفاصيل الحسابات والبطاقات البنكية. وأكد خبراء أن التجارة عبر منصات إلكترونية تفرض تحديات لجميع الأطراف، إذ يعاني المستهلك من عدم وجود آلية لحفظ حقوقه، حيث إن هذه القنوات لا تقدم فواتير نظامية، فضلاً عن عدم وجود آليات للتواصل المباشر والقانوني مع البائع.
منصة موحدة
وقال عبدالله طوقان، رئيس قسم العلاقات العامة والتواصل الإعلامي في دوبيزل، إن الموقع الإلكتروني للإعلانات المبوبة «دوبيزل»، أطلق مؤخراً مبادرة «أنا أعرف حقوقي»، بدعم من مؤسسة التنظيم العقاري في دبي «ريرا»، من خلال تفعيل صفحة إلكترونية تحمل اسم (knowyourrights.dubizzle.com)، لتكون بمثابة منصة موحدة تتيح لزوارها كافة المعلومات القانونية والإجابات عن الأسئلة الشائعة المتعلقة بقانون الملكية في الإمارات.
وأضاف: تستهدف المبادرة خلق بيئة أكثر شفافية بين المشترين والمستأجرين من جهة، وأصحاب العقارات أو البائعين من جهة أخرى، لحماية أنفسهم من التعرض لمواقف وأوضاع غير منصفة. كما أن الإدارة تحرص على خلق بيئة شفافة بينها وبين (الرواد) في كافة الإعلانات المطروحة على المنصة.
وقال:إن الموقع يقدم حزمة من النصائح للزوار مثل لا تُشارك معلومات تسجيل الدخول إلى حسابك مع أحد. اختر كلمة سرّ صعبة، تتألّف من 6 حروف وأرقام وعلامات ترقيم على الأقلّ. لضمان حمايتك، لا تختر ميزة حفظ كلمة السر في متصفح الويب، إذا لاحظت أنّ أحداً يعرف كلمة السر الخاصة بك، سارع إلى تغييرها.
مراحل احترازية
من جانبها، أكدت لمى جاسم بورسلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع KOOOT.com
أن ضمان التسوق الإلكتروني الآمن هو من أهم الركائز التي يعتمد عليها السوق الإلكتروني الناجح. وقالت: لتحقيق ذلك نعتمد حزمة معايير أهمها/ بيانات العميل حيث نضمن الحفاظ التام على بيانات العميل، حتى في حال نسيانه لبيانات الولوج للحساب الشخصي على سبيل المثال، فإن الموقع يؤمن مراحل احترازية تضمن أن العميل نفسه يقوم بتجديد بياناته الشخصية. كما نحتفظ ببيانات التواصل الخاصة بكافة مشتركينا ونحرص حرصاً تاماً على عدم مشاركتها لأية جهة خارجية. وتابعت: يقدم الموقع خيارين للدفع إما الدفع نقداً عند التسليم، أو الدفع عبر الموقع باستخدام بطاقة الائتمان. بالنسبة للخيار الثاني، ولضمان أمان عملية الدفع وسهولتها في آن واحد، فقد اعتمدنا في نظامنا الأساسي التوافق مع المعايير العالمية (PCI DSS) من حيث معالجة المعاملات المالية وذلك من خلال شريكنا المعتمد PayTabs الحاصل على شهادة نورتون العالمية والذي يؤمن نظام حماية ضد عمليات الاحتيال والغش مشتملاً على طبقة داخلية للحماية ضد الاحتيال وكذلك نظام الأمن ثلاثي الأبعاد (3D Secure).
وأضافت:هذا النظام المكون من طبقتين من الحماية يضمن توفير معاملات مالية آمنة للغاية وخالية من المتاعب، وبهذا نكون قد وفرنا لعملائنا عمليات شرائية آمنة من جهة ويسيرة من جهة أخرى.
ونوهت إن يسرع عملية الشراء مرحلة مهمة جداً في رحلة العميل بالسوق الإلكتروني، وقد أدركنا أهمية ذلك وحرصنا على ألا يخرج العميل من صفحة إلى أخرى لإتمام عملية الشراء. فخطوات عملية الشراء واضحة وسهلة.
الدفع الآمن
بدوره، قال رونالدو مشحور، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ« سوق.كوم»، إن الموقع يوفر خيارات واسعة من حلول الدفع الآمنة والمضمونة مثل الدفع عند الاستلام، أو خيارات الدفع الإلكتروني عبر ماستر كارد، وفيزا، وكاش يو، وباي بال، وحتى التحويلات البنكية الإلكترونية. ويعد خيار الدفع عند الاستلام أحد أكثر الخيارات تفضيلاً لدى عملائنا في المنطقة. علماً بأننا نشهد اليوم تحوّل المزيد من العملاء نحو خيارات الدفع الإلكتروني بالتزامن مع تنامي ثقتهم بتقنيات الدفع الإلكتروني الآمن عبر بطاقاتهم الائتمانية. وتجاوباً مع هذه التغييرات في سلوك عملائنا، عقدنا شراكات مع مزودي البطاقات الائتمانية المرموقين حتى يتمتع مستخدمو خيارات الدفع الإلكتروني بتجربة سلسة وخيارات دفع أسهل وأسرع. وأضاف أن سوق.كوم يعتمد على مستويات مضاعفة من حماية بيانات المتعاملين، حيث يتم تشفيرها جميعاً. كما يتطلب دخول العميل إلى بياناته على الموقع والتطبيق الخاص بالأجهزة المتحركة إعادة إدخال كلمة السر الخاصة به إذا ما توقف عن الاستخدام لفترة زمنية معينة حتى لو كان قد سجلّ الدخول من قبل، وذلك من أجل حماية بياناته، وتضمن تقنية البنية التحتية التي نطبقها آليات تحكم متقدمة تضمن حماية أمن البيانات. أكدا أن ،سوق، توفر خدمات ما بعد البيع، ومنذ مارس 2016، وقد طورت سياسة لاسترجاع المنتج خلال 14 يوماً من شرائه، وذلك ما يمنح العميل خيار إعادة السلعة لأي سبب مع استعادته لكامل المبلغ الذي دفعه. وتجيب قناة التواصل الرئيسة سوق.كوم مع عملائها.
عدد اليوم
