السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قطر تكرر سيناريو «الأفغنة» في الصومال

2 مايو 2018 23:30
أحمد مراد (القاهرة) كشف الباحث في الشؤون الإفريقية، مصطفى صلاح، في ورقة تحليلية نشرها المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة عن ملامح الأطماع القطرية في الصومال، محذراً من خطورة الأطماع القطرية التي تسعى إلى تكرار سيناريو «الأفغنة» في الصومال. وأشار الباحث المصري إلى الوثائق التي كشفتها «ويكيليكس» في 8 يوليو 2017، والتي كشفت عن تقارير أميركية تثبت أن قطر ضالعة في تمويل حركة الشباب الإرهابية في الصومال، وأكدت الوثائق أن هناك العديد من الأشخاص المتورطين في التمويل المشبوه لهذه الحركة، والتي ارتبطت قديما بالقاعدة وحديثا بتنظيم داعش الإرهابي، ويأتي على رأس هؤلاء القطري عبدالرحمن بن عمير النعيمي، والذي يرتبط بزعيم حركة الشباب حسن عويس. وأوضح أنه وفق التقارير الأميركية فإن النعيمي مول حركة الشباب الإرهابية بــ 250 ألف دولار، مشيرا إلى أن السفيرة الأميركية السابقة في الأمم المتحدة «سوزان رايس» كانت قد طلبت في 2009 من تركيا الضغط على قطر لوقف تمويل حركة الشباب. وذكر الباحث أن أغلب المراقبين الأفارقة لشأن القارة السمراء، ينظرون بكثير من التوجس والريبة للحضور القطري المكثف والمتنامي في المنطقة الإفريقية، حيث لا تكاد تخلو دولة إفريقية من تواجد قطري ظاهره الاستثمار، وباطنه زرع بذور الفوضى والفتنة وعدم الاستقرار، وتشير تقارير استخباراتية إلى أن قطر تلعب دورا مشبوها في دولة مالي، علي خلفية تورط الدوحة في التنسيق مع الجماعات الإرهابية في شمال مالي ومنطقة الساحل والصحراء، ويرجع بعض الخبراء الفرنسيين تنامي قوة وسيطرة ثلاث جماعات متطرفة هي: تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وجماعة أنصار الدين، وحركة التوحيد والجهاد، في شمال مالي إلى الدعم القطري المادي واللوجستي القوي لهذه الجماعات الخطرة. وأشار إلى أن قطع موريتانيا علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، موضحة أن القرار جاء على خلفية جرائم إمارة قطر بشأن تقويض وتمزيق العالم العربي، وأشارت الحكومة الموريتانية إلى أن قطر مسؤولة عما آلت إليه الأمور في سوريا وليبيا، كما أشار إلى أن بيان وزارة الخارجية لخص الموقف الموريتاني استنادا للمصلحة الوطنية وأنه لا تهديد لأمن ومصالح موريتانيا الاستراتيجية أخطر من الدور القطري في دعم التنظيمات الإرهابية وتغذية التطرف العنيف في منطقة الساحل. وتابع: وتزايدت ردود الأفعال الإفريقية في مواجهة الدور القطري المشبوه، حيث استدعت السنغال سفيرها من العاصمة القطرية الدوحة، وحذت تشاد والنيجر وحكومة شرق ليبيا وجزر القمر حذوها، فيما اكتفت الجابون باستنكار أفعال قطر، وأعلنت جيبوتي تخفيض تمثيلها الدبلوماسي مع الدوحة، تضامنا مع الرباعي العربي، وإجمالا تظل الدلالة الأخرى الأكثر أهمية في أن الدول العربية والإقليمية والدولية تسعى إلى مواجهة الدور القطري المتوغل في القارة الإفريقية، خاصة في ظل التخوفات من تحول العديد من مناطق الأزمات إلى بؤر إرهابية جديدة على غرار ما نراه الآن في أفغانستان. وفيما يتعلق بتنامي وجود تنظيم داعش في الصومال، قال الباحث: كان للهزائم المتتالية التي تعرض لها تنظيم داعش في سوريا والعراق في ديسمبر 2017، وفقدانه العديد من مناطق النفوذ في موطن النشأة، الدافع الأكبر للكثير من الجماعات المتطرفة لتغيير وجهتها إلى العديد من المناطق وخاصة أفغانستان في آسيا والصومال في إفريقيا والتي تعاني حرباً أهلية منذ عام 1991، ولعل هذا التوجه الجديد تجاه هذه المناطق يأتي من خلال بعدين أساسيين، أولهما: يتمثل في البعد عن دول الطوق المواجه لتلك الجماعات، وثانيهما: يتمثل في توافر البيئة الجهادية الحاضنة لتلك التنظيمات. وأضاف: لقد شكل فقدان الحكومة الصومالية لسلطتها المركزية منذ أكثر من عِقدين من الزمن، الفرصة الذهبية أمام العديد من التنظيمات المتطرفة للانتشار وتوفير الملاذات الآمنة، حيث برزت حركة الشباب الصومالية كأول تنظيم مسلح يعلن انتماءه لتنظيم القاعدة، خاصة بعد هزيمة اتحاد المحاكم الإسلامية، وهي مجموعة من المحاكم الصومالية تأسست في مواجهة زعماء الحرب - بعد سقوط نظام محمد سياد بري- وكانت تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وبسط الأمن، وتوحدت فيما عرف بـ«اتحاد المحاكم الإسلامية» برئاسة الشيخ شريف شيخ أحمد. وأوضح أن داعش الصومال ما يزال في طور التشكيل، رغم إعلان وجوده في الصومال في أكتوبر 2015، إلا أنه برز بشكل كبير بعد اغتيال أحمد عبدي غوداني، الزعيم الروحي لـ«حركة الشباب»، في غارة جوية أميركية، في سبتمبر 2014، وكان لمقتل «غوداني» الأثر الكبير على حركة الشباب الصومالية والتي تعرضت للعديد من الانشقاقات والانقسامات الداخلية داخل الحركة، حيث أدت تصفية الحسابات الداخلية إلى تعميق الخلافات، هذا التصدع الذي شق صفوف الحركة أدى إلى مبايعة العديد من المقاتلين المنشقين تنظيم داعش وزعيمه أبو بكر البغدادي، كما أصبح تنظيم داعش يجتذب أعدادا متزايدة من المقاتلين من الخارج، كما تبايعه مجموعات مسلحة أخرى مثل جماعة «بوكوحرام» في نيجيريا. وتابع: ورغم قلة حيلة داعش في شمال شرقي الصومال، وعدم وجود بصمات له كبيرة، إلا أن ناقوس خطره المحدق بالمنطقة أثار قلقا محليا ودوليا، كما أن الضربات الأميركية جاءت لإلقاء الضوء على هذا التخوف، في رسالة قوية للرد على صعود مفترض لأتباع «داعش» في الصومال، وللفت أنظار العالم إلى مدى خطورة التنظيمات المتطرفة في دول منطقة القرن الإفريقي ومنها الصومال، وعليه أكد «عبدالفتاح نور»، وزير الدولة للإعلام في حكومة إقليم «بونتلاند»، أن مقاتلي التنظيم يتمركزون في منطقة جبلية ووعرة «جبال عيل مدو» ساعدتهم على البقاء واستمرار نشاطهم الإرهابي من هذه المنطقة، رغم الضربات العسكرية التي يتعرضون لها من الادارة المحلية والشركاء الدوليين، وإن وجود داعش في الصومال يشكل تهديدا أمنيا للمنطقة، وخاصة الصومال، إذ أن ثقله القتالي لا يقل خطورة عن الجماعات المتشددة الأخرى، كحركة الشباب، التي أربكت أمن الصومال ودول الجوار، جاء ذلك في الوقت الذي استولى فيه عشرات المسلحين على بلدة «قندالة» الساحلية في منطقة بونتلاند الشمالية ووصفوها بأنها مقر «الخلافة الإسلامية في الصومال»، وقتلوا عددا من المدنيين ما أدى إلى فرار أكثر من 20 ألف ساكن واحتجزوا المدينة منذ أسابيع كما اقتحموا فندقا شعبيا في مركز «بوصاصو» التجاري في بونتلاند.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©