الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدواء فيه سم قاتل

5 ابريل 2015 22:57
لكل داء دواء ولكل مرض أو علة العلاج المناسب له، ومن المعروف أن الأدوية مواد كيماوية مصنعّة ولو استخدمت في غير الغرض الموصى به قد تسبب أضراراً بالغة لمتعاطيها لذا يجب عدم تناول أي عقار إلا بأمر الطبيب ولكن في بعض الأحيان قد نلجأ إلى استعمال بعض الأدوية بشكل عشوائي ونحن في الحقيقة لا ندري مدى خطورة هذا الأمر على صحتنا. ومن أكثر الأخطاء الصحية شيوعاً في مجتمعاتنا العربية كثرة الاستعمال الخاطئ أو العشوائي للأدوية، خاصة المضادات الحيوية والمسكنات والفيتامينات وأدوية الحساسية دون استشارة الطبيب. وكشفت دراسات عن أن الاستخدام الخاطئ لبعض هذه الأدوية يمكن أن يقود الفرد إلى الدخول في عالم الإدمان، فهناك أدوية تعطي تأثيرات معينة، وتؤثر على الحالة المزاجية أو النفسية أو الإحساس أو زيادة النشاط الذهني أو العضلي أو كليهما، وهذه الأدوية تؤدي إلى إحساس كاذب بالسعادة يساعد الذين يتعاطونها على الهروب من مشاكلهم وضغوط الحياة. ومن بين هذه الأدوية التي يساء استخدامها وبالتبعية قد تؤدي إلى الإدمان العقاقير المهدئة والمنومة، والمواد المنبهة للجهاز العصبي المركزي. نقول ذلك بسبب الحقائق والأرقام الصادمة حول التعامل الخاطئ مع الأدوية ففي كل يوم على سبيل المثال تحدث حالة وفاة في أميركا بسبب الاستخدام الخاطئ، و13 مليون حالة وفاة في العالم سنوياً تعود للسبب نفسه، وبسبب الاستخدام الخاطئ للأدوية تحدث أيضاً 255 ألف حالة تسمم في العالم سنوياً. ويرى خبراء في مراكز منع الأمراض بأميركا أن معرفة متى نتناول المضادات الحيوية ومتى نرفضها قد يساعد في محاربة انتشار أنواع من البكتيريا القاتلة، وأشاروا إلى أن الإكثار من المضادات أسهم في خلق أنواع من البكتيريا لا تستجيب للعقاقير التي توصف لقتلها. وتؤكد النتائج الأبحاث الجارية في معظم دول العالم أن الاستخدام الخاطئ والعشوائي للمضادات الحيوية أدى إلى استفحال الميكروبات وظهور أجيال قوية منها تستعصي على الدواء، لذا يقول علماء الصيدلة أن المضاد الحيوي سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من كونه رصاصة ذهبية لقتل الميكروب إلا أنه من الوجه الآخر سلاح لتمرد الميكروب واستفحاله إذا ما أسيء استخدامه. والاستخدام الخاطئ للدواء تتعدد صوره منها استخدام الدواء لعلاج حالة أو حالات مرضية معينة مع العلم أن هذا الدواء لا يقدر على معالجتها، هذا من ناحية، وكذلك استخدام الدواء لعلاج الحالة المرضية المناسبة، ولكن بجرعة أقل أو أكبر من الجرعة المقررة لعلاج هذا المرض، إلى جانب استخدام الدواء لفترات زمنية أطول أو أقصر من الفترة المقررة لعلاج حالة مرضية معينة وهو ما يعتبر من صور الاستخدام الخاطئ للدواء. فالأدوية على اختلاف أنواعها لها تأثيرات متفاوتة على الأشخاص بمختلف فئاتهم العمرية، ورغم أنه يتم تناولها بهدف تحسين الحالة الصحية، إلا أنها قد تتسبب في مخاطر إضافية إذا لم يتناولها المريض وفقاً للتعليمات المذكورة في الوصفة الطبية. من هنا يكمن دور الأطباء بشكل عام، وطبيب الأسرة بشكل خاص، في العمل على تغيير الممارسات الصحية الخاطئة وتشكيل الوعي السليم مجتمعياً وتعزيز حملات التوعية. لذلك نؤكد أهمية موضوع السلامة الدوائية لأنه يصب في مصلحة المريض بشكل خاص ومصلحة المجتمع بشكل عام، فالأخطاء الدوائية والأعراض الجانبية للأدوية الناتجة عن سوء استخدام الدواء من أكثر الأسباب المؤدية إلى تعريض عملية رعاية المريض للخطر، وارتفاع الكلفة المادية، وهو ما يؤكد ضرورة إنشاء مركز متخصص لتلقي التقارير الخاصة بالأخطاء الدوائية وتوثيقها وإنشاء وتطوير مراكز لعلاج السموم. عمر أحمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©