الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«دَيلي إكسبريس»: بريطانيا تُكثف ضغوطها على قطر لوقف جرائمها بحق العمالة الوافدة

2 مايو 2018 23:35
دينا محمود (لندن) كشفت وسائل إعلام بريطانية النقاب عن ضغوطٍ تمارسها حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي على النظام القطري لإجباره على احترام حقوق العمالة الوافدة التي يُقدر عددها بنحو مليوني شخص، وتضطلع بالدور الأكبر في تهيئة البنية التحتية في الدويلة المعزولة، لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها هناك أواخر عام 2022. وفي هذا السياق، أبرزت صحيفة «دَيلي إكسبريس» - ذات توجهات أقصى يمين الوسط - تصريحاتٍ أدلى بها متحدثٌ باسم وزارة الخارجية البريطانية أكد فيها اعتزام حكومة ماي مواصلة ضغوطها في هذا الشأن على نظام تميم بن حمد آل ثاني، لإرغامه على التحرك بشكلٍ فعلي، على طريق وضع حدٍ للانتهاكات التي تطال العمال المهاجرين، الذين يأتي الجانب الأكبر منهم من دولٍ آسيوية فقيرة مثل بنجلاديش ونيبال. وفي تقريرٍ إخباري أعده أنتوني هاروود، نقلت الصحيفة عن المتحدث - الذي لم تكشف عن هويته - قوله إن المملكة المتحدة «ستواصل الضغط على الحكومة القطرية من أجل اتخاذ مزيدٍ من الخطوات المتعلقة بالتعامل مع مشكلة حقوق العمال»، التي باتت تحت المجهر بشكلٍ أكبر منذ أن أُسنِدَ إلى هذا البلد المنبوذ خليجياً وعربياً حق تنظيم المونديال الكروي، عبر تصويتٍ أجرته اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم الـ(الفيفا) أواخر عام 2010 في أجواء مُفعمة بروائح الرشوة والفساد. وأشار المتحدث الرسمي البريطاني في تصريحاته إلى أن حكومة ماي «تنخرط في (اتصالاتٍ) مع نظيرتها القطرية» بشأن ملف العمالة الوافدة، لافتاً الانتباه ضمنياً إلى العبء الكبير الملقى على عاتق العمال المهاجرين، على صعيد التحضير للحدث الكروي الأبرز في العالم، وذلك عبر قوله إن «استضافة قطر لكأس العالم 2022 تحظى باهتمامٍ كبيرٍ من جانب هذا البلد، وهو مهمٌ كذلك لازدهار المملكة المتحدة». ولم يتردد الناطق باسم الخارجية البريطانية في التأكيد على وجود ما يبدو أنه «رقابةً» تفرضها لندن على التصرفات القطرية حيال العمال الأجانب والتي تثير انتقاداتٍ دولية واسعة النطاق، إذ قال في التصريحات التي نقلتها عنه «دَيلي إكسبريس» إن فريق العمل «في السفارة البريطانية في الدوحة يلتقي اللجنة العليا المسؤولة عن تنظيم كأس العالم 2022 بصورة منتظمة». وفي الإطار نفسه، أبرز تقرير الصحيفة البريطانية تشكيل حكومة تيريزا ماي «قوة مهام» مع مسؤولي النظام القطري «للتحقق من أنه يتم ضمان حقوق العمال، في الفترة التي تشهد التحضيرات الخاصة بإقامة» المونديال الذي لم تتبق سوى أقل من خمس سنوات على انطلاق مبارياته. وفي تأكيد على تكثيف المملكة المتحدة الضغوط التي تمارسها على «نظام الحمدين» في هذا الصدد، أشار التقرير إلى زيارة قام بها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «أليستر بيرت» إلى قطر للتحقق بشكلٍ شخصي من أن سفارة بلاده هناك «تشرف على أي عقود جديدة تُمنح لشركاتٍ بريطانية في دولةٍ توظف مليوني مهاجر» في إشارة إلى الدويلة المعزولة بطبيعة الحال. وقالت «دَيلي إكسبريس» إن «بيرت» أُحيط علماً خلال زيارته بآخر المستجدات المتعلقة بالقضايا المتصلة بملف العمالة الأجنبية في قطر، وكذلك التطورات الخاصة بعمليات تشييد الملاعب المقرر أن تستضيف مباريات البطولة. وقالت «دَيلي إكسبريس» إن «النقاشات» الجارية بين وزارة الخارجية البريطانية واللجنة المُنظمة لمونديال 2022 حول وضع العمالة الوافدة، تتزامن مع ما يدعيه مسؤولو الحكومة القطرية من أنهم بصدد إلغاء «نظام الكفالة» سيئ السمعة، الذي يُلزم العمال بالحصول على موافقة أرباب عملهم قبل مغادرتهم البلاد. ويأتي الكشف عن الضغوط البريطانية التي تتعرض لها قطر لاحترام حقوق العمال ووقف الانتهاكات التي يعانون منها، في وقتٍ تتشكك فيه أوساطٌ غربية في مصداقية أي تعهدات يقطعها المسؤولون القطريون على أنفسهم على صعيد إصلاح منظومة العمل في البلاد. فقد ألمحت وسائل إعلام بريطانية قبل أيام إلى أن التلميحات الخاصة بإمكانية إلغاء «تأشيرة الخروج» نجمت عن الضغوط الهائلة التي تتعرض لها قطر. إذ قالت هذه الوسائل إن التصريحات المتعلقة بهذا الأمر وردت في وقتٍ تواجه فيه «الدويلة المعزولة» ضغطاً سياسياً إقليمياً، مُتمثلاً في التدابير الحازمة المُتخذة ضدها، من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) منذ الخامس من يونيو من العام الماضي، والتي تشمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية. كما أشار الإعلام البريطاني إلى أن قطر تتعرض كذلك لضغوطٍ دولية مكثفة وتدقيقٍ من جانب المجتمع الدولي منذ إسناد تنظيم كأس العالم لها بشكلٍ مفاجئ، رغم أنها كانت تتنافس في هذا الشأن مع دولٍ أكثر خبرة منها، في استضافة المنافسات الرياضية الدولية الكبرى، مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. وتسود الأوساط القطرية مخاوف في الوقت الحاضر من إمكانية فقدان القوة العاملة الأجنبية، التي تعتمد عليها الدوحة في تشييد المرافق والمنشآت اللازمة لاستضافة المونديال، وذلك في ظل تحذيرات أُطلقت في عدة دول مُصدرة للعمالة من مغبة مواصلة إرسالها إلى قطر، وهو ما حدث في الفلبين مؤخراً على سبيل المثال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©