الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خمس أساطير حول «النووي» الإيراني

خمس أساطير حول «النووي» الإيراني
19 أكتوبر 2009 23:37
يمثل برنامج إيران النووي أحد أكثر التحديات إزعاجاً بالنسبة لإدارة أوباما في مجال السياسة الخارجية؛ ولكن لحسن الحظ أن الفرص الممكنة اليوم لاحتواء جهود طهران قد تكون أفضل مما كانت عليه قبل سنوات؛ حيث أدى الكشف مؤخراً عن منشأة نووية سرية في إيران إلى ما يبدو اتفاقاً يسمح بدخول المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة، وبإرسال بعض اليورانيوم إلى خارج البلاد؛ كما أن موقفي الولايات المتحدة وأوروبا باتا متقاربين على ما يبدو بشأن الحاجة إلى حزمة عمل من العقوبات والمفاوضات. والمشكلة طبعاً ما زالت بعيدة عن الحل، حيث ترسل روسيا والصين إشارات متباينة بخصوص موقفهما، في حين ما زال النظام الإيراني يتبنى ازدواجية في الخطاب؛ غير أن آفاق تطوير استراتيجية لديها حظوظ قوية للنجاح تزداد، مع ذلك، إذا تخلصنا من خمس أساطير بشأن برنامج إيران النووي. وهي أساطير سنشير إليها هنا تباعاً: 1- إيران على وشك تطوير سلاح نووي: الواقع أن الطريق الأرجح إلى القنبلة بالنسبة للنظام الإيراني يبدأ في «نتانز»، موقع المنشأة التي تم فيها على مدى السنوات الثلاث الماضية تخصيب نحو 1500 كيلوجرام من غاز اليورانيوم إلى مستويات منخفضة. والواقع أن إيران تستطيع طرد المفتشين الأمميين، والتخلي عن اتفاقية حظر الانتشار النووي، وإعادة معالجة الغاز وتحويله إلى يورانيوم عالي التخصيب في غضون حوالي ستة أشهر؛ ولكن تحويل ذلك اليورانيوم إلى الشكل المعدني المطلوب لإنتاج قنبلة سيستغرق ستة أشهر أيضاً على الأقل. على أن المشاكل التقنية المتعلقة بالعمليتين قد تمدد هذه الفترة إلى ثلاث سنوات. ثم إن إيران ستحتاج ربما إلى خمس سنوات إضافية -وعدد من اختبارات التفجير- لتطوير قنبلة من قبيل تلك التي ألقيت على هيروشيما، والتي يمكن حملها على صاروخ باليستي. وبالطبع، فإن الولايات المتحدة وأطرافاً دولية أخرى، سترى طهران تتحرك في ذلك الاتجاه وتمنعها؛ كما أن من شأن الكشف عن منشآت مشتبه فيها أن يعقّد الأهداف الإيرانية. ثم إننا نستطيع أن نزيد من تمديد هذه الفترة عبر منع إيران من الحصول على المادة الأساسية لصنع قنبلة: اليورانيوم منخفض التخصيب. وعلاوة على ذلك، فقد وافقت إيران في الأول من أكتوبر على إرسال معظم هذا اليورانيوم إلى روسيا من أجل تحويله إلى وقود للمفاعل النووي؛ وسنعرف في الأسابيع القليلة المقبلة ما إن كانت ستفي بهذا التعهد أم لا. أما إذا فعلت، فإن قدرتها على «الهروب» -القدرة على إنتاج قنبلة بسرعة- ستكون قد انتفت، على الأقل بالنسبة للعامين المطلوبين اللذين يستلزمهما تخصيب مزيد من اليورانيوم. 2- إن من شأن ضربة عسكرية أن تقضي على برنامج إيران: الواقع أن ضربة عسكرية قد تؤدي بأثر عكسي إلى إمكانية تطوير إيران لقنبلة نووية. وقد قال وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس الشهر الماضي: «إنه لا يوجد خيار عسكري يفضي إلى شيء أكثر من كسب الوقت». ثم إن «التقديرات تشير إلى ما بين سنة وثلاث سنوات أو نحو هذه الفترة»، وذلك فقط في حال ضربت الولايات المتحدة مئات من الأهداف. أما في حال حصول ضربة إسرائيلية أقل قوة، فلن تستطيع سوى إلحاق الضرر بمنشآت إيران النووية، ولن تدمرها كلياً. 3- نستطيع إعاقة إيران بواسطة العقوبات: الواقع أن العقوبات قلما تنجح بمفردها، إن كانت تنجح أصلا. صحيح أن بعض العقوبات المختلطة -سواء كان ذلك فرض قيود على سفر المسؤولين، أو إعاقة نشاط وعمل البنوك الإيرانية، أو فرض مزيد من القيود على الاستثمارات الأجنبية، أو حتى حرمان الإيرانيين من بعض الحاجيات الأساسية مثل الوقود- قد يكون ضرورياً في حال لم تكبح طهران برنامجها النووي أو تفِ بتعهداتها. ولكن الحل هو دمج مثل هذه الضغوط مع طريقة للخروج تحفظ ماء الوجه بالنسبة لجميع الأطراف. ومثلما جاء في تقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية لعام 2007 حول إيران، فإن أي استراتيجية عقوبات يجب أن تتضمن «فرصاً بالنسبة لإيران لتحفظ أمنها وسمعتها وأهدافها من أجل تأثير إقليمي بطرق أخرى». ويمكن أن يشمل ذلك ضم إيران في محادثات أمنية إقليمية، وتعليق العقوبات، وإمداداً آمناً بوقود المفاعلات، تمهيداً لتطبيع العلاقات مع الغرب. 4- إن من شأن حكومة جديدة في إيران أن تتخلى عن البرنامج النووي: يعتقد البعض أن سياسة غير براجماتية تحكم إيران اليوم، وأن تغير النظام هو الحل الوحيد؛ والحال أن ثمة تأييداً عبر ألوان الطيف السياسي الإيراني لحق البلاد في الاستعمال السلمي للطاقة النووية. ثم إنه حتى في حال وصول حكومة إصلاحية إلى الحكم مستقبلا، فقد لا يكون من المرجح أن طهران ستقوم بإنهاء برنامجها النووي بسرعة. 5- إيران هي التهديد النووي الرئيسي في الشرق الأوسط: إن التهديد الحقيقي الذي يطرحه برنامج إيران النووي يتمثل في أن دولا أخرى في المنطقة قد تشعر بجسامة التحدي. والواقع أن السباق بدأ قبل حين، بيد أن الخطر الحقيقي ليس هو إيران نووية فقط، وإنما شرق أوسط فيه عدد أكبر من الدول الممتلكة للسلاح النووي، ونزاعات سياسية واقتصادية كثيرة لم تحل. وتلك في مجملها وصفة للكارثة. جوزيف سرينسيوني رئيس صندوق «بلاوشيرز» ومؤلف كتاب «رعب القنبلة: تاريخ الأسلحة النووية ومستقبلها» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©