من المنتظر أن تكشف شركة بي جي النقاب عن عقد لعشرين عاماً يبلغ حجمه 20 مليار دولار لتوريد غاز طبيعي مسال إلى ولاية جوجارات الهندية المتسارعة النمو.
وكانت بي جي شركة النفط والغاز البريطانية الكبرى قد أبرمت عام 2011 اتفاقية ابتدائية مع شركة ولاية جوجارات بتروليم العاملة في مجال التوزيع في نطاق الولاية، لدراسة توريد 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً.
وينتظر قريباً أن توقع الشركة البريطانية عقداً نهائياً يؤكد حجم الصفقة وتاريخ بدايتها حسب مصادر مطلعة.
وقال محللون إن حجم الصفقة قد يبلغ 20 مليار دولار وإن كان حجمها النهائي سيعتمد على سعر الغاز الطبيعي المسال المتقلب.
وتعتبر هذه أول صفقة من هذا النوع تعقدها الشركة في الهند، لتلحق بعقود توريد طويلة الأجل مع عملاء آسيويين آخرين مثل كنوك الصينية وطوكيو جاز اليابانية. وتشهد هذه الصفقة أحدث مرحلة في مساعي بي جي إلى التخلي عن توزيع الغاز في دول صاعدة مثل الهند والبرازيل والتوجه نحو توريد الغاز الطبيعي المسال إلى هذه الأسواق.
وضمن هذه الاستراتيجية، باعت بي جي حصتها الغالبة في شركة جوجارات جاز للتوزيع إلى شركة ولاية جوجارات بتروليم مقابل 24.6 مليار روبية هندية (470 مليون دولار) في شهر أكتوبر الماضي. كما أنها باعت حصتها العام الماضي في شركة كومجاز للتوزيع البرازيلية مقابل نحو 1.8 مليار دولار.
ورغم أن بي جي رفضت التعليق على الصفقة الجديدة إلا أن مصادر مطلعة قالت إنها حريصة على توسيع وجودها كمورد للغاز الطبيعي المسال في الهند.
وتتوقع الشركة أن تصبح الهند ثالث أكبر مستورد عالمي للغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2025 بعد اليابان والصين، مع تزايد طلبها السنوي إلى 50 مليون طن ما يساوي ستة أمثال طلبها عام 2012.
واعتبر سير فرنك تشابمان رئيس تنفيذي بي جي صفقة 2011 الابتدائية اتفاقية هامة لشركة بي جي تكفل مبيعات غاز طبيعي مسال طويلة الأجل في واحدة من أكبر أسواق الطاقة في العالم وأسرعها نمواً.
وتعتبر الواردات الهندية مرشحة للزيادة نظراً لأنه من المتوقع ألا تلبي إمداداتها المحلية سوى أقل من نصف إجمالي الطلب بحلول عام 2015 حسب تحليلات مؤسسة بوسطن الاستشارية.
وقال خبراء: «يتطلع العديد من الشركات الدولية الآن إلى الهند نظراً لأن في إمكانها الحصول على أسعار مغرية في السوق واستغلال طلب الدولة المتزايد مستقبلاً».
ورغم أن الهند تعتبر اقتصاداً أقل اعتماداً على الغاز من معظم الدول النامية الكبرى الأخرى إلا أن جوجارات تعد سبَّاقة سواء من حيث استيراد الغاز الطبيعي أو توريده للشركات والمستهلكين في الولاية.
وينتظر أن تتزامن صفقة بي جي مع زيارة وزير مكتب الخارجية البريطاني هوجو سواير ضمن مساعي إعادة بناء العلاقات بين المملكة المتحدة، وحكومة الولاية الهندية.
يذكر أنه في أكتوبر الماضي أعادت بريطانيا العلاقات مع ناريندرا مودي رئيس وزراء جوجارات المثير للجدول وكذلك مع المرشح المحتمل لرئاسة وزراء الولاية بعد مقاطعة دامت عشر سنوات أعقبت الاضطرابات الدينية عام 2002 التي قتل خلالها نحو ألفي مسلم.
نقلاَ عن: «فاينانشيال تايمز»
عدد اليوم
