الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفكر الناقد والمحتوى الإعلامي الإيجابي ضمان لتحصين وعي طلبتنا

الفكر الناقد والمحتوى الإعلامي الإيجابي ضمان لتحصين وعي طلبتنا
3 مايو 2018 00:36
آمنة النعيمي (عجمان) أكد معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، أهمية الإعلام الإيجابي، وقال إن الفكر الناقد والمحتوى الإعلامي الإيجابي ضمان لتحصين وعي طلبتنا لمواجهة الرسائل الهدامة والمضللة التي بات يحفل بها الفضاء الإعلامي، مستهدفة المجتمعات بمكوناتها كافة لاسيما النشء، داعياً إلى تكاتف الجهود بين مؤسسات المجتمع كافة للنهوض بمستوى الوعي والحس الإعلامي لدى أفراد ومكونات المجتمع، لا سيما شريحة الطلبة. جاء ذلك في كلمته الافتتاحية أمس، لفعاليات الدورة الثانية لمؤتمر التربية الإعلامية الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم في معهد تدريب المعلمين في عجمان، تحت عنوان «الإعلام الإيجابي» ويناقش محاور عدة، منها آليات وطرق إكساب الطلبة مهارات التفكير النقدي، وكيفية الاستفادة من وسائل الإعلام لخدمة الرسالة التربوية، وتعزيز قيم الهوية الوطنية عند الطلبة، إلى جانب تحصينهم ضد الرسائل الإعلامية المغرضة، كما يسعى المؤتمر إلى توحيد الجهود بين المؤسسات المجتمعية المعنية كافة من أجل تكريس مفهوم الإعلام الإيجابي. حضر افتتاح المؤتمر الذي يختتم اليوم، محمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، وحمد الكعبي المدير التنفيذي لدائرة النشر في «أبوظبي للإعلام»، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، وجمع غفير من المعلمين والطلبة. ولفت معالي حسين الحمادي، خلال كلمته، إلى الأهمية الكبيرة والتأثير المشهود لوسائل الإعلام في حياة المجتمعات، حيث باتت على تماس مباشر مع مختلف مجالات الحياة لفئات المجتمع كافة بمنْ فيهم الطلبة، وهو ما يستدعي العمل على خلق وعي كافٍ لدى طلبتنا حول كيفية التعامل مع وسائل الإعلام والتعاطي معها. وقال: «لا يكتفي الإعلام حالياً بنقل الأحداث والأخبار فقط، بل تعدى ذلك إلى الانتقال إلى تشكيل وعي المتلقين والمجتمعات، وخلق صور نمطية لا تتوخى الدقة في الطرح، وهو ما يشيع أجواء من الفوضى تهدد استقرار المجتمعات والدول». وقال معاليه: «نحن نعايش ثورة حقيقية في مجال الإعلام، الأمر الذي يدفعنا إلى تحصين أبنائنا وطلبتنا لمواجهة هذا السيل الجارف من المعلومات التي تؤثر على طريقة تفكيرهم وتعاطيهم مع محيطهم، وتنعكس على علاقتهم بذواتهم وفهمهم لثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم؛ لذلك على كاهلنا كتربويين ومشتغلين بالشأن التربوي مهمة تمكين الطلبة من التعاطي مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بقدر عالٍ من المسؤولية والثقة بالنفس». وأوضح معاليه أن العقلية النقدية أو التفكير الناقد، إلى جانب تحمل وسائل الإعلام مسؤوليتها الأخلاقية فيما تقدمه، يمثلان طوق نجاة لتفادي الرسائل الإعلامية المضللة والتي لا تسعى إلا للفت الأنظار على حساب المضمون أو لخدمة أجندات عابثة، مشدداً على أن بناء وعي الطلبة مسؤولية وطنية جامعة تتطلب تضافر الجهود بين وزارة التربية والمسؤولين عن الحقل الإعلامي، إلى جانب أولياء الأمور وبقية فئات المجتمع. واستعرض معاليه جهود وزارة التربية والتعليم لصون وعي الطلبة، مشيراً إلى ما قامت به لإكساب كوادر الميدان التربوي والطلبة مهارات التعامل مع الفضاء الإعلامي المفتوح، عبر تعزيز قيم الهوية الوطنية، إلى جانب طرح مناهج متخصصة لتمكين الطلاب من تحقيق تفاعل إيجابي عند استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي وبقية وسائل الإعلام. بدوره، استعرض محمد جلال الريسي، المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، خلال مشاركته في المؤتمر، نتائج دراسة أجرها المجلس الوطني للإعلام حول مصادر الأخبار، إذ احتلت وسائل التواصل والقنوات الفضائية النسبة الكبرى كمصادر للأخبار لأفراد المجتمع، كما تطرق إلى ما يعرف بدورة المحتوى الخبري في وسائل الإعلام المتنوعة، وكيفية تضمينها رسائل إيجابية تهم المجتمع وتخاطبه بطريقة فعالة. وذكر الريسي أنه ووفقاً للدراسة، فقد تبين أن ما نسبته 86% من الشباب الإماراتي يستخدمون أكثر من وسيلة إعلامية للحصول على الأخبار، فيما تتربع وسائل التواصل الاجتماعي لدى الغالبية على هرم مصادر الأخبار وتليها القنوات الفضائية. من ناحيته، قال حمد الكعبي، المدير التنفيذي لدائرة النشر في «أبوظبي للإعلام»، في كلمته بالمؤتمر، إن العالم بات «شاشة واحدة»، بفعل الانتشار المعرفي والانفجار الإعلامي غير المحدود، وتأثيره في الحياة اليومية، وهو ما أنتج تحديات لا نهاية لها للمجتمع والمؤسسات التربوية والإعلامية على حد سواء، مبيناً أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تشكيل أنماط التفكير والتكوين المعرفي والنفسي للمتلقين، وهو ما يضع على كاهل مؤسسات الإعلام والتعليم والتنشئة الأسرية مهمة التصدي لتوعية الأجيال الصاعدة بكيفية التعامل النقدي السليم مع كل ما قد تحمله تلك الوسائل من سلبيات ومغالطات. وأوضح الكعبي أنه يمكننا بناء الملَكة النقدية الإعلامية عند الطلبة من خلال مقرر دراسي مختص بالإعلام يطلق عليه «التربية الإعلامية»، بحيث يكون كفيلاً بإيجاد ما يعرف «بالمواطن الصحفي»، أي المواطن المتلقي ذي الحس الإعلامي النقدي في ضوء ثوابته الوطنية والمعرفية، لافتاً إلى أن الهدف من ذلك المقرر يكمن في تنمية القدرة النقدية في التعامل مع الإعلام ومحركات البحث وشبكات التواصل الاجتماعي، وهي مهمة يمكن تحقيقها تربوياً وتنميتها لدى الفرد منذ مراحل الطفولة الأولى. وذكر الكعبي في سياق حديثه عن مدى هيمنة الإعلام المفتوح على الفضاء الإعلامي، أن هناك 19 مليون شريحة اتصالات ذكية بالدولة، ويتم تداول قرابة 385 مليون رسالة «واتس أب» يومياً من خلالها. ونظمت وزارة التربية والتعليم على هامش مؤتمر التربية الإعلامية 30 ورشة تدريبية متخصصة تستهدف الطلبة وكوادر الميدان التربوي، بغية إكسابهم مهارات التواصل والاتصال الفعال والتعاطي بشكل متقن مع وسائل الإعلام المختلفة، وقدم تلك الورش نخبة من المتخصصين في مجالات الإعلام الحديث ووسائل التواصل الاجتماعي. من ناحيته، قدم الدكتور حبيب غلوم، المستشار الثقافي لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، بمشاركة المذيع الإماراتي أحمد الغفلي، حلقة شبابية ناقشت دور الإعلام الإيجابي في تفنيد المغالطات، شارك بها عدد من الطلبة.شهدت الحلقة نقاشات ثرية، واستعرضت تجارب واعدة في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال ومثمر، انعكس بكل إيجابي على فئات المجتمع كافة. الورش غطت الورش التدريبية معظم أوجه العمل الإعلامي الهادف، حيث تناولت كيفية إنتاج أفلام وثائقية تعليمية هادفة، وناقشت آليات توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة أغراض التعليم، وأساسيات الظهور الإعلامي الإيجابي، وعناصر تقديم المحتوى الخبري الإيجابي، وفن التصوير والإخراج التلفزيوني، وتطرقت إلى فن رسم الكاريكاتير وصناعة الأفلام التوعوية الموجهة، وتحدثت عن الإعلام الإيجابي وتأثيره على التربية، والمشاهدة الواعية للإعلام والقوة الناعمة، ودور الإعلام في نشر وتعزيز ثقافة التسامح والهوية والقيم الوطنية. وتناولت ورشة قدمها الدكتور إبراهيم الدبل، منسق برنامج خليفة للتمكين «أقدر»، دور المعلم في رفد الطلبة بمهارات الإعلام الإيجابي وكيفية التحقق من الأخبار والتعاطي معها، واستعرض نماذج متنوعة للإعلام الإيجابي في مختلف المجالات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©