الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الاتحاد» الصحيفة واكبت مسيرة «الاتحاد» الدولة

«الاتحاد» الصحيفة واكبت مسيرة «الاتحاد» الدولة
20 أكتوبر 2009 01:54
الكاتب الصحفي عباس الطرابيلي رئيس التحرير السابق لصحيفة «الوفد» المصرية، كان أحد أفراد الكتيبة الاولى التي شهدت ولادة صحيفة «الاتحاد»، يروي في هذه السطور قصة البداية ولحظة الميلاد ولحظات الترقب ودقات القلوب انتظارا لرد فعل القراء على العدد الأول، الذي صدر مع خيوط الفجر الاولى في 20 اكتوبر 1969. مرت صحيفة «الاتحاد» بمحطات رئيسية، وكانت مواكبة لفكرة اتحاد دولة الإمارات، وجاءت «الاتحاد» لتعبر عن نشأة هذه الفكرة العظيمة التي وقف وراءها شيوخ عظام أعطوا عمرهم وجهدهم وفكرهم لتحقيق هذه الفكرة الرائدة. وليس سرا ان اختيار اسم «الاتحاد» انما جاء ليعبر عن الحلم الذي قاده، وحققه الراحل العظيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن هنا لا يمكن الفصل أبدا بين «الاتحاد» الصحيفة، والاتحاد الحلم والدولة، الذي يحياه أبناء الإمارات الان، ومن هنا صدرت الصحيفة لتسجل حلم الشعب، وحلم زايد الكبير في إنشاء أول دولة اتحادية تضم إمارات الساحل المتصالح. فـ«الاتحاد الصحيفة» التي واكبت «الاتحاد الدولة» كانت ومازالت السجل الصحيح لمولد وانطلاقة دولة الإمارات العربية المتحدة، يؤكد ذلك الخريطة التي تعتبر خلفية اسم الصحيفة، إذ كانت هذه الخريطة تمثل إمارات، أو مشيخات ساحل عمان المتصالحة، ولكنها سرعان ما تغيرت منذ إعلان قيام الدولة الاتحادية، الى خريطة تلغي الحدود بين هذه الإمارات، لتظهر «كل» الإمارات كدولة واحدة هي: الإمارات العربية المتحدة، وكان هذا هو المعنى الحقيقي المقصود من إطلاق اسم «الاتحاد» على هذه الصحيفة الكبيرة، فأحسنت «الاتحاد» في تقديمها للمولد العظيم للاتحاد الدولة، ثم كانت خير معبر ومسجل لكل مسيرة دولة الإمارات حتى الآن. محطات «الاتحاد» الصحيفة: هي إذن ـ كما يقول الطرابيلي ـ 5 محطات رئيسية مرت بها «الاتحاد» منذ أكتوبر 1969. المحطة الأولى: الميلاد في مثل هذا اليوم من أكتوبر 1969. المحطة الثانية: تجربة الإصدار اليومي الأولى في ديسمبر 1971 لتعلن الاستقلال، ومولد دولة الإمارات. المحطة الثالثة: التحول من الحجم النصفي «التابلويد» لتصدر «الاتحاد» كصحيفة أسبوعية كل يوم خميس بالحجم العادي «الاستاندرد» ثم لتصدر بعدها كأول صحيفة يومية في أبوظبي، وفي كل إمارات الدولة. المحطة الرابعة: في أواخر سبعينيات القرن الماضي عندما توسعت لتزداد صفحاتها عددا ومادة وتتعدد ملاحقها، ويتميز عددها الاسبوعي عن العدد اليومي، شكلا وموضوعا. المحطة الخامسة: وهي أساسية لتواكب عصر الطفرة البترولية الكبرى وانطلاقة الدولة عمرانيا وعلميا وإعلاميا. فماذا في كل مرحلة؟ المولد.. البداية صدرت «الاتحاد» في 20 أكتوبر 1969 عن دائرة الإعلام والسياحة في إمارة أبوظبي، وواكب هذا الصدور أيضا إنشاء تلفزيون أبوظبي، ليقدم إمارة أبوظبي كجهاز إعلامي للشعب وللخارج، وكانت تصدر لتعبر عن حلم الشيخ زايد بعد أن تولى حكم أبوظبي يوم 6 أغسطس 1966. وكانت «الاتحاد» بسبب جهازها الصحفي البسيط تعتمد فيما تنشر من أخبار على النشرة التي تعدها إذاعة أبوظبي، لأنها كانت تنشر -في تلك الفترة الأولى- المراسيم الأميرية والأخبار الرسمية، أي كانت تعلن للناس أخبار الدولة الوليدة (حكومة إمارة أبوظبي). ومن أبرز الأخبار في تلك الفترة ما نشرته في عدد خاص يوم الاثنين 5 يوليو 1971م (الموافق 12 جماد الأولى 1391هـ) وكان هذا العدد بمناسبة إعلان تشكيل أول وزارة في أبوظبي، وكان مانشيت الصحيفة: من زايد إلى الشعب أول تشكيل وزاري في أبوظبي أول مجلس استشاري وطني الاتحاد هدفنا القومي والأسمى ونشرت الصحيفة صورة بعرض الصفحة كلها تجمع وزراء أول حكومة لأبوظبي، يتوسطهم الشيخ زايد وعلى يمينه الشيخ خليفة وعلى يساره الشيخ حمدان بن محمد، وهي الحكومة التي كان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أول رئيس لها، وكان برتبة فريق. كما نشرت كلمة للشيخ زايد إلى الشعب يقول فيها: «أبنائي وإخواني، إنني إذ أزف إليكم هذه البشائر لأبارك لكم ولنفسي هذا العهد الجديد، أدعو الله تعالى أن يوفقنا الى المزيد من العمل والبناء من أجل الوطن». ثم سطر تحت الصورة يعلن أن القوانين الجديدة تهدف الى قيام تنظيم ديمقراطي نيابي في البلاد. «الاتحاد» وافتتاح المجلس الاستشاري ويأتي يوم 30 سبتمبر 1971 ليحمل العدد رقم 96 من السنة الثانية في صدر صفحته الأولى السطور التالية: الشيخ زايد يفتتح المجلس الاستشاري الوطني ويتحدث الى المواطنين. أما المانشيت فجاء باللون الأحمر : أبوظبي تدخل الحياة النيابية المجلس يعقد أولى جلساته يوم الأحد القادم ويستمع الى بيان الحاكم. وتضمنت الصفحة الأولى مقالا على عامود بعنوان «مواقف» كتبه رئيس التحرير الراحل مصطفى شردي، وكان شعار «الاتحاد»: الاتحاد صحيفة أسبوعية سياسية جامعة تصدر صباح كل خميس. الاستقلال وإعلان قيام دولة الإمارات وجاءت المحطة الرئيسية الثانية من حياة «الاتحاد»، مواكبة لاستقلال الإمارات، وإعلان قيام الدولة الاتحادية. وفي هذه المحطة اتخذت الصحيفة عدة قرارات: الأول: أن تصدر يوميا لتنشر أخبار الاستقلال وإعلان مولد أول دولة اتحادية في المنطقة. الثاني: أن تغير من شكلها وطريقة كتابة اسمها، اذ تخلت الصحيفة عن الشكل النصفي «التابلويد» لتصدر بالحجم الطبيعي للصحف «الاستاندرد». وهكذا خرجت «الاتحاد» بالشكل الجديد يوميا صباح الاربعاء أول ديسمبر 1971 بالعدد رقم 108 من السنة الثالثة. وبالمناسبة كانت الصحيفة تباع بسعر 50 فلسا أي نصف درهم، وكانت إمارة أبوظبي تتعامل وقتها بالدينار البحريني، بينما دبي وباقي الإمارات الشمالية تتعامل بريال قطر، ولم يكن درهم الإمارات صدر بعد. وصدرت «الاتحاد» يومها في 8 صفحات. لكن ماهي المناسبة التي قررت الصحيفة على اثرها ان تصدر بهذا الشكل؟ كانت المناسبة اجتماع حكام الإمارات في دبي ليعلنوا من هناك -في اليوم التالي- قيام الدولة الاتحادية . وفي ذلك اليوم، الاول من ديسمبر جاء المانشيت كلمة واحدة باللون الأحمر: الاستقلال وكان السطر الثاني: أبوظبي والامارات تعلن اليوم إنهاء الاتفاقيات الخاصة مع بريطانيا ثم سطر يقول: خطوات إقامة الدولة الجديدة، وفود إعلامية تصل دبي لتسجيل الحدث الكبير. وكانت تتوسط النصف العلوي من الصفحة الاولى خريطة لإمارات دولة الاتحاد. وكانت حكمة العدد الآية القرآنية «بسم الله الرحمن الرحيم، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، صدق الله العظيم». وكان الخبر التالي على يسار الصفحة الاولى يعلن: سمو ولي العهد رئيس الوزراء يفتتح المشروعات السياحية في العين، وهو عن قيام الشيخ خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بافتتاح فندق هيلتون العين في الساعة 11 من صباح الثلاثاء 30 نوفمبر 1971. وكان في استقباله الشيخ طحنون بن محمد ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية ووزير البلديات والزراعة والشيخ سلطان بن سرور الظاهري رئيس المجلس الاستشاري. وفي أعلى الصفحة جاء خبر إذاعة راديو إسرائيل عن اندلاع نيران شديدة في دير سانت كاترين في سيناء. وكانت «الاتحاد» تصدر وقتها عن وزارة الإعلام والسياحة في أبوظبي، وكان موقعها في نفس مقر الوزارة بطريق المطار وكان يرأس تحريرها مصطفى شردي، وكان خطاط الجريدة وقتها الاخ السوداني سيف الذي كتب بخط يده مانشيت الصحيفة واسمها بالشكل الجديد. وجاءت عناوين اليوم التالي: العدد 109 من السنة الثالثة الخميس 2 ديسمبر 1971 الموافق 14 شوال 1391هـ : تم امس التوقيع على وثائق إنهاء جميع العلاقات التعاقدية الخاصة بين أبوظبي وبريطانيا. وكان المانشيت الرئيسي باللون الأحمر : أمس الاستقلال، واليوم الاتحاد وتحته سطر يقول: حكام الإمارات العربية المتحدة يعلنون اليوم في دبي قيام الدولة الاتحادية وجاء الموضوع الرئيسي على 3 أعمدة: اليوم يتحقق الأمل العظيم، ويعلن قيام الدولة الاتحادية المستقلة، وبجواره صورة على 5 أعمدة للشيخ زايد يوقع وثائق إنهاء اتفاقية العلاقات الخاصة بين أبوظبي وبريطانيا وظهر في الصورة الشيخ زايد وهو يوقع وبجواره الشيخ خليفة ثم أحمد خليفة السويدي، ويقدم الوثائق للتوقيع محمد الحبروش وعلى يمين زايد جلس ممثل الحكومة البريطانية وسفيرها. وجاء يوم 3 ديسمبر 1971 لتحمل «الاتحاد» العناوين التالية: قامت دولة الإمارات العربية. وتحته سطران يقولان: في يوم من أيام التاريخ تم إعلان الدولة العربية رقم 18 دولة مستقلة، ذات سيادة، جزء من الوطن العربي الكبير تحمي حقوق وحريات شعبها. ثم تحتهما سطر أحمر يقول: زايد رئيسا للاتحاد، راشد نائبا للرئيس ثم سطر أسود: تعيين الشيخ مكتوم بن راشد رئيسا لمجلس الوزراء الاتحادي الاتحاد يستنكر استخدام القوة ويأسف لاحتلال إيران جزءاً من الوطن العربي وجاءت حكمة العدد لتعبر عن واقع الحال والحلم الكبير: «بسم الله الرحمن الرحيم، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، صدق الله العظيم». وبعد هذه الأخبار العظيمة والتاريخية عادت «الاتحاد» لتصدر كجريدة أسبوعية كل يوم خميس، لكنها استمرت تصدر بالحجم الطبيعي «الاستاندرد» الذي مازالت تصدر به حتى الان. وتمضي محطة لتجيء محطات أخرى حيوية من حياة ومسيرة «الاتحاد» لتأتي فكرة صدورها يومية، اذ لم تعد الظروف ولا الأحداث تحتمل الانتظار حتى كل خميس أسبوعيا لتنقل للشعب أحداث الدولة الوليدة. الاستعداد للإصدار اليومي كان قرار تحويل «الاتحاد» الى صحيفة يومية قرارا مهما، لتتوافق الصحيفة مع متطلبات عصر «الاتحاد الدولة». ووافق الشيخ زايد رحمه الله على الفكرة، وكلف الشيخ احمد بن حامد وزير الإعلام والسياحة بالتنفيذ، الذي تولاه وأشرف عليه سعادة راشد عبدالله وكيل الوزارة، وتوالت الاجتماعات في أبوظبي وتم الاتفاق على اختيار مجموعة من الصحفيين الشبان من مصر، لا تتعدى 5 أشخاص وأثنين من صحفيي لبنان. وجاء الى القاهرة في نوفمبر 1971 الزميل الراحل مصطفى شردي لكي يختار مجموعة القاهرة، وكان قد سبقنا الى أبوظبي، قبل نحو عامين، وفي فندق بشارع شريف، وبالقرب من مقر البنك المركزي المصري، تم اللقاء بين مصطفى والمجموعة التي اختارها، وهو بعد في أبوظبي. وكانت تضم جمال بدوي وعباس الطرابيلي وأحمد عمر وابراهيم سعدة ويحيى بدر الذي سيتولى إنشاء قسم التصوير وكان -في نفس الوقت- قد تم الاتصال بالزميل عبدالنبي عبدالباري وكان معارا للعمل في الصحف الليبية، ليزامل جلال عارف، سكرتير التحرير الذي كان سبقنا إلى أبوظبي. وبعد أيام شهد فندق هيلتون النيل بالقاهرة اللقاء بين هذه المجموعة، وسعادة راشد عبدالله ليتعرف علينا، وحضر اللقاء مصطفى شردي وتم الاتفاق على الاستعداد للسفر أي انه في الوقت الذي تستكمل فيه دولة الاتحاد ميلادها كانت خطوات الاعداد لميلاد الصحيفة اليومية للاتحاد. ومن لبنان تم الاتفاق مع الزميلين اسحق منصور نقيب المحررين اللبنانيين السابق، وفيصل المقهور لينضما لمجموعة مصر، والتقينا كلنا في أبوظبي يوم 27 فبراير 1972 وكانت البداية. وفي البداية تم تنظيم رحلة استكشافية تقوم بها هذه المجموعة لزيارة اهم مدن ومناطق الدولة لنعرف نوعية الارض التي سنعمل عليها. وزرنا فيها دبي والشارقة وعجمان وام القيوين ورأس الخيمة بعد ان زرنا مدينة العين، والتقينا بعدد من حكام وشيوخ هذه الامارات. تثبيت دعائم «الاتحاد» الاسبوعية كان مخططا ان نعمل اولا على تدعيم قوائم الصحيفة الاسبوعية وان نقوي عودها، لنبني «الاتحاد» اليومية على أسس سليمة، وكنا نعد كل شيء، كنا نكتب ونجلب الأخبار ونتولى إعدادها في المطبعة وكانت مجرد دار طباعة مسطحة يملكها احمد بن دسمال وولده محمد وكنا نريد ان نقدم للقارىء صحيفة جديدة تختلف كليا عما كانت عليه، وكانت السيادة المطلقة في سوق الإمارات للصحف اللبنانية. وبالمناسبة كان النصف الاول من «الاتحاد» يحرر في أبوظبي ثم يسافر احد العاملين فيها إلى بيروت ليتولى اعمال الجمع والصف والتوضيب ثم الطباعة في مطابع العاصمة اللبنانية. ومرت اسابيع وجاءت مناسبة زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس السوداني الراحل جعفر محمد نميري، ورأت القيادة السياسية والاعلامية ان هذه الزيارة تصلح لتكون بداية طيبة لصدور «الاتحاد» كأول صحيفة يومية تصدر في أبوظبي، وقد كان. وتم تقسيم العمل وتقرر ان يبدأ الصدور يوم السبت 22 أبريل 1972 لتغطي زيارة الرئيس السوداني، وكُلفت بتغطية الزيارة مع الزميل حمدي تمام مندوب «الاتحاد» في الديوان الاميري، واتفقنا على ان تصدر «الاتحاد» اليومية 6 أيام اسبوعيا، اما اليوم السابع فيكون اجازة رسمية للعاملين. وبدأت «الاتحاد» مسيرتها وتقرر ان يتولى احد كتاب الصحيفة كتابة نوع من اليوميات فيما اطلقنا عليه اسم «واحة الاتحاد» كما تقرر ان نقوم بجولات في الامارات الشمالية لنكتب ونسجل صور الحياة هناك، ليتعرف أبناء الدولة - من خلال الصحيفة - على كل مظاهر الحياة هناك. وأصبحت «الاتحاد» الاولى، ليس لكونها الصحيفة الرسمية للدولة، ولكن لأنها استطاعت منافسة الصحف اللبنانية التي كانت تصل إلى البلاد في صباح اليوم التالي، هي والصحف المصرية والكويتية. ومن المؤكد ان نجاح «الاتحاد» الصحيفة شجع الكثير من المواطنين على إصدار العديد من الصحف المحلية مثل «الوحدة» و»الفجر» و»الوثبة» وغيرها، وعادت صحيفة «الخليج» للصدور في الشارقة بعد ان كانت توقفت فترة طويلة، ثم صدرت صحيفة «البيان» من دبي وكانت بجوار «الاتحاد» وشقيقتها باللغة الانجليزية «أبوظبي نيوز» التي تغير اسمها الى «إمارات نيوز»، وكان يتولى تحريرها صحفي هندي الاصل يحمل الجنسية البرتغالية اسمه «فرنانديس». المحطة الرابعة بدأت المحطة الرابعة لمسيرة «الاتحاد» أواخر سبعينيات القرن الماضي، مواكبة للطفرة البترولية، التي شهدت طفرة اتحادية رائعة في كل المجالات، وبرزت دولة الإمارات إقليميا وعربيا ودوليا، وكان لابد من ان تواكب الصحيفة كل هذا النشاط، لتعبر افضل تعبير عن الدولة وسياستها. وتم تطوير إخراج الصحيفة وتحسين موادها، واستكتبت الكثير من الكتاب في الوطن العربي، بحيث أصبحت «الاتحاد» تنافس الصحف العربية الكبرى. واقتضى ذلك أن تصبح للصحيفة مطابعها الخاصة في مبناها الجديد، وكانت لها مطبعة في دبي تتولى طبع الكميات المخصصة للتوزيع في الإمارات الشمالية. وتبع هذه الخطوة إنشاء العديد من المكاتب في كثير من العواصم العربية والأجنبية. ودخلت «الاتحاد» في منافسة حامية حتى مع الصحف الكويتية التي كانت رائدة للصحافة الخليجية، وأصبحت «الاتحاد» توزع في كل منطقة الخليج، في نفس موعد توزيعها بأبوظبي. وزاد الهيكل الصحفي، فبعد أن كان العدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، أصبح العدد كبيرا، بل زاد عدد الصحفيين من المواطنين. وتعددت إصدارات «الاتحاد» التي كانت أول صحيفة في الدولة تدخل النظم الحديثة في جمع وإعداد وطبع الصحف في الخليج كله. وكان ذلك بداية للمحطة الخامسة في مسيرتها الصحفية، وهي المرحلة التي شهدت إصدار العديد من الملاحق الفنية والرياضية والاقتصادية فضلا عن إدخال احدث ما وصل اليه الفن الصحفي. وتمضي مسيرة «الاتحاد» الصحيفة، ويزداد تطورها لتواكب التطور الهائل للدولة التي ما كان اكثر المتفائلين يتوقع ان تنجح كل هذا النجاح، لولا الدعم الرائع الذي قدمه الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان، راعي الاتحاد الدولة الذي كان راعي «الاتحاد» الصحيفة ثم الدعم الكبير الذي كان يقدمه ومازال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله -
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©