الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خليفة يخصص طائرة لنقل جثمان درويش

خليفة يخصص طائرة لنقل جثمان درويش
12 أغسطس 2008 00:59
أعلن السفير الفلسطيني في الأردن عطا الله خيري أمس لوكالة الأنباء الفرنسية أن جثمان الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش سيصل غداً إلى مطار ماركا العسكري شرق العاصمة الأردنية عمان على متن طائرة خصصها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''· وأضاف أنه ستقام مراسم استقبال رسمية في عمان بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الذي سيلقي كلمة تأبين باسم الرئيس محمود عباس· وتابع ''بعد ذلك تنقل مروحيتان عسكريتان أردنيتان خصصهما الملك عبد الله الثاني، الجثمان إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية حيث سيوارى الثرى''· واختارت السلطة الفلسطينية تلة جنوب رام الله تطل على مدينة القدس وتبعد عنها بضعة كيلومترات، لدفن محمود درويش إلى جانب قصر الثقافة الذي أقام فيه الشاعر الفلسطيني الراحل آخر أمسياته الشعرية· وقررت السلطة دفن الشاعر درويش في رام الله بعد أن قام وفد من الرئاسة الفلسطينية بالطلب من أسرة الشاعر التي تسكن في الجليل، السماح بدفنه في رام الله بناء على رغبته· وسيصل جثمان الشاعر درويش إلى الأرض الفلسطينية ظهر غدٍ على متن مروحية أردنية الى مقر الرئاسة الفلسطينية قبل دفنه في الموقع المخصص لذلك· وقال مستشار الرئيس الفلسطيني أحمد عبد الرحمن، ''جثمان الشاعر محمود درويش سيصل من الولايات المتحدة صباح غدٍ إلى الأردن ثم سينقل بمروحية أردنية إلى رام الله'' في الضفة الغربية''· وأضاف أن ''الطائرة ستهبط في مقر الرئاسة في رام الله ثم ستجرى مراسم ينقل بعدها الجثمان في جنازة مهيبة إلى موقع الدفن جنوب غرب رام الله''· وسيشارك رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء في الجنازة في رام الله التي من المتوقع أن تكون الأضخم منذ وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في نوفمبر ·2004 وكانت مصادر ألمحت إلى تأجيل موعد الجنازة إلى الأربعاء في حال لم يصل جثمان درويش في الوقت المحدد من الولايات المتحدة حيث وصل وفد فلسطيني للإشراف على عملية نقله إلى رام الله عبر عمان· وتبرعت بلدية رام الله بقطعة الأرض التي سيقام عليها ضريح درويش في مكان قريب من قصر الثقافة الذي شيد قبل سنوات وأقام فيه الشاعر الراحل آخر أمسياته الشعرية قبل أقل من شهر في مهرجان ''وين ع رام الله'' الذي نظمته البلدية في ذكرى مرور مئة عام على إنشائها· وبدأت وزارة الأشغال العامة ومسؤولون من مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ إعلان وفاة محمود درويش السبت العمل على تجهيز الأرض لدفنه ورفعت آلاف الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء على طول الطريق المؤدية الى موقع الدفن· وقالت مصادر إن السلطة الفلسطينية طبعت أكثر من خمسة آلاف علم عليها صورة درويش لكي يتم توزيعها خلال التشييع في رام الله التي أطلقت خلال الاحتفالات التي نظمتها بلديتها وانتهت الأسبوع الماضي قبل وفاته، اسم محمود درويش على إحدى ساحات المدينة· وعقدت الحكومة الفلسطينية التي يترأسها سلام فياض أمس الاثنين جلسة خاصة ''وفاء للشاعر درويش'' كما وصفها فياض· وقال رئيس الوزراء الفلسطيني في كلمة في بداية الجلسة إن محمود درويش ''سجل بكلماته فصول النكبة وصراع البقاء وملحمة البطولة الطويلة في الصمود''، مؤكداً أن ''أشعاره باتت جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية الحية''· وأشار فياض إلى ''رواية درويش في رحلته القاسية والجميلة، التي حملته طفلاً من البروة إلى الجديدة التي كبر وعاش شبابه فيها لتصبح كل البيوت والقرى والبلدات والمدن والمخيمات مسقطا لرأسه''· ورأى أن الشاعر الراحل ''احضر كل اللغات إلى فلسطين ومعاناة أهلها وإصرارهم على الحياة واستحق مكانته حاملاً قضية شعبه ومكانتها في رحب الإنسانية والانتصار للحق والعدالة وحق الحياة''· وتابع فياض أن ''أرض فلسطين ستحتضنك، لينمو ربيعها بالثقافة وإبداع الأغاني لكلمات قصائدك الجميلة''· واكد رئيس الوزراء الفلسطيني أن الشعب الفلسطيني ''الذي أحببت سيودعك بما يليق بك وبشعبك كما شعوب الأمتين العربية والإسلامية وكل أحرار البشرية والمدافعون عن العدالة والحرية''· من جهته، أعرب العاهل الأردني الملك عبدالله والملكة رانيا أمس عن حزنهما لوفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي حمل هموم الشعب الفلسطيني، وقالا إنه شكل علامة فارقة في الإبداع العربي· وبعث الملك عبدالله برقية تعزية إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإلى أسرة الفقيد· وفي برقية العزاء إلى أسرة درويش وصفاه بأنه ''شكل علامة فارقة في مسيرة الإبداع العربي''· وفي البرقية التي أرسلاها إلى الرئيس الفلسطيني قال العاهل الأردني وعقيلته: ''إن الراحل درويش كان صوتاً ينبض بالإنسانية تجاوز بحضوره الثقافي وعطائه الشعري المتميز الجغرافيا العربية نحو آفاق العالمية''· ووصف وزير الثقافة الفلسطيني السابق إبراهيم براش في مقال له أمس الأول درويش بأنه ''ليس شاعر فلسطين ولا شاعر العرب فقط بل رسول الشعر ليعبر عن الإنسانية بكل ما فيها من معاني الجمال والحب والحزن والمعاناة والتضحية''· واقتبس أحمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي وصديق درويش اسم قصيدته الأخيرة (لاعب النرد) عنواناً لمقال له أمس الأول دعاه فيه إلى النهوض وقال: ''انهض··· فلسطين كلها والعرب تحمل قلوبها إليك·· لتنهض·· حاصر حصارك واقهر مرضك وانهض وقم من نومك المؤقت وانهض· فمن سيكتب يا محمود قصيدة النصر غيرك''· وقال الشاعر مراد السوداني رئيس بيت الشعر الفلسطيني ''نسأله بحسرة يا محمود درويش لماذا تركت حصان الشعر وحيداً في هذا الزمن الصعب الذي يحتاج فارساً للكلمة ينازل هذا النقيض بالكلمة والحربة''· وقال الكاتب الفلسطيني محمود شقير ''تعتبر وفاته ''درويش'' خسارة كبرى للحركة الثقافية الفلسطينية والعربية··· ولكل الناس المحبين للسلام في العالم''· من جانب آخر، وجه الروائي الإسرائيلي الشهير ابراهام يهوشوا والشاعر حاييم غوري التحية لذكرى الشاعر الفلسطيني محمود درويش· وقال الروائي يهوشوا في مقال نشرته صحيفة ''معاريف'' الإسرائيلية أمس الأول ''محمود درويش قبل كل شيء شاعر كبير كان يمتلك قدرة شعرية حقيقية''· وأضاف: ''سرعان ما أصبح شاعر الفلسطينيين، شاعر المنفى واللاجئين''· وأشار الكاتب الذي يدافع منذ سنوات عن قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل إلى مبادرة يوسي ساريد وزير التعليم في العام 2000 والذي اقترح حينها إدراج قصائد درويش ضمن البرنامج الأدبي للمدارس الإسرائيلية· وأثار الاقتراح حينها ضجة في إسرائيل ولم يتم اعتماده· وأضاف مؤلف ''العروس المحررة'' الذي صور فيه شاعراً مستوحى من صورة محمود درويش ان الشاعر الفلسطيني ''كان خصماً على المستوى السياسي وصديقاً لأنه كان جاراً''· وسبق ليهوشوا أن التقى محمود درويش لأول مرة في حيفا في 1960 وللمرة الثانية في حيفا أيضاً في ،2007 حيث خصه العرب واليهود ''باستقبال حافل''· ومن جانبه، عبر حاييم غوري، أحد كبار الشعراء الإسرائيليين، البالغ من العمر 85 عاماً، عن ''حزنه'' لوفاة درويش الذي وصفه بأنه ''شاعر رائع''· وكان غوري التقى درويش في الستينات خلال تظاهرة ضد الرقابة التي كانت تمنع المنشورات العربية· وقال غوري ''أشعر بالألم لوفاته لأنه يجسد شخصية مأسوية، رجلاً في منفى دائم، ارغم على العيش بعيداً عن قريته''· وتابع الشاعر الإسرائيلي انه ''مع ذلك، في كتابه حالة حصار كان هناك بصيص أمل، أمل بان تنتهي الحرب بين الشعبين''·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©