الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بعد الفرار من «داعش».. أوبئة وزواحــف سامة تهاجم نازحي الموصل

بعد الفرار من «داعش».. أوبئة وزواحــف سامة تهاجم نازحي الموصل
8 يونيو 2017 23:46
خازر (العراق) (أ ف ب) في مخيم الخازر لنازحي الموصل، جعل لؤي محمد يوسف من صندوق خضار بلاستيكي سريراً لطفلته الرضيعة وعلقه بحبال مربوطة بهيكل خيمته المتواضعة، خوفاً عليها من الأفاعي والعقارب التي تغزو المخيم مع ارتفاع درجات الحرارة. وارتدت الطفلة سهام البالغة من العمر أربعين يوماً ملابس قطنية تكشف يديها ورجليها. وغفت داخل السرير الذي زينته والدتها بغطاء براق، بينما تزيد أشعة الشمس الحارقة اللهيب داخل الخيمة حيث استحدث لؤي، البالغ من العمر 22 عاماً، فتحة للتهوية. ويقول الوالد وهو يهز السرير «صنعته لها لأنه ليس بإمكاني شراء سرير»، مضيفاً: «عندما تنام فيه ترتاح وتتوقف عن الصراخ». وقرر لؤي الذي وصل إلى مخيم الخازر برفقة زوجته وابنته قبل شهر، تعليق السرير بعدما رأى حشرة «حريشة» تقترب من طفلته أثناء نومها على الأرض. ويقول «رفعتها لأنني أخاف عليها من الحشرات الموجودة، ولا تستطيع الحشرة الوصول إليها هنا، لكن على الأرض يمكن أن تلدغها أو تدخل في أذنها وتؤذيها». ويضيف: «نرى هنا كل شيء من عقارب وأفاع، إضافة إلى الحشرات الصغيرة التي تتطاير علينا»، ويضيف بأسى «لكننا صامتون». وعلى مساحة شاسعة في منطقة قاحلة، على بعد 133 كيلومتراً من مدينة الموصل، أقيمت سبعة آلاف خيمة تؤوي عائلات نازحة وصلت على مراحل منذ بدء القوات العراقية هجوماً لطرد تنظيم «داعش» من المدينة الواقعة في شمال العراق. وعلى غرار لؤي، يشكو عدد كبير من نازحي المخيم الذي يؤوي، وفق القيمين عليه، 32 ألف شخص على الأقل، من ازدياد ظاهرة انتشار العقارب والأفاعي بين الخيم بشكل لافت في الأسابيع الأخيرة مع ارتفاع درجة الحرارة التي أدت كذلك إلى انتشار أمراض معدية. ويقول نوار حسن حسين، البالغ من العمر 22 سنة، وهو يتصبب عرقاً داخل خيمته بالقرب من طفلته التي لم تتجاوز عاماً، النائمة على فراش على الأرض: «نرى أفاعي وحشرات سامة، وأبقى حارساً لحماية الأطفال خلال الليل». وجراء وجودهما داخل الخيمة باستمرار وسط الطقس الحار، أصيب طفلاه بالمرض. ويقول نوار إنهما يعانيان من «التيفوئيد لكن العلاج لا يفيدهما»، مضيفاً: «الطفلة مريضة من شدة الحرارة، ونأخذها إلى المستشفى وعلاجها البرودة»، وهو ما لا يتوافر في الخيمة. كما يعاني ابنه البالغ عامين، من طفح جلدي أدى إلى ظهور بقع على وجهه. ورغم وجود مبرِّد في خيمته من إدارة المخيم، التي وزعت مبردات على سكان المخيم، إلا أن تشغيله ليس متاحاً في ظل عدم توفر الكهرباء معظم ساعات النهار. وإضافة إلى الزواحف والحشرات السامة، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة في ظل نقص مستلزمات النظافة الشخصية والمياه إلى انتشار عدد من الأمراض المعدية في صفوف النازحين. وفي عيادة تابعة لمنظمة «إنترناشونال ميديكال كوربس»، التي تعنى بتقديم الخدمات الطبية في مناطق النزاع، يعاين طبيب الأطفال مهند أكرم عشرات المرضى يومياً في مخيم الخازر بينهم عدد كبير من الأطفال. ويقول: «إنه عاين في الأسابيع الأخيرة كثيراً من اللدغات جراء انتشار بعض أنواع الحشرات والزواحف، التي تزداد خلال فصل الصيف، كان آخرها قبل أيام إصابة طفل بلدغة عقرب في إصبع يده». وينتظر عدد كبير من المرضى على باب العيادة. ويتحدث الطبيب من جهة ثانية، عن إصابة المئات من النازحين بمرض الجرب المعدي، الذي غالباً ما ينتشر مع ارتفاع درجات الحرارة والعرق وقلة النظافة الشخصية. ويقول: «رصدنا مئات الإصابات وقدمنا لهم العلاج المناسب مع النصائح الضرورية للقضاء على المرض وأبرزها غسل الثياب مرارا بمياه مغلية». ويضيف «حتى لو أصيب شخص واحد في الخيمة، تعد كل العائلة مصابة كون المرض معدياً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©