الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في أوروبا.. تكرار الهجمات الإرهابية يحيي «روح القصف»!

8 يونيو 2017 23:57
لندن (د ب أ) شيعت مدينة مانشستر الأحد الماضي قتلى الهجوم الذي استهدف إحدى الحفلات الموسيقية الخيرية في الثاني والعشرين من مايو الماضي، ولكن في وقت التأبين وقع هجوم إرهابي في لندن أدى لمقتل تسع ضحايا جديدة. ويقول المثل: «البرق لا يحدث مرتين في نفس المكان»، ولكن هذا المثل لم يعد ينسحب على الإرهاب الذي أصاب لندن مرتين خلال الأشهر الثلاثة الماضية وفي المرتين دهس الجناة جموعاً بشرية على أحد الجسور ثم انهالوا ضرباً بالسكاكين على ضحايا عشوائيين. ويتسبب تراكم هذه الهجمات في مناخ من الاستنفار الدائم جعل وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير يقول في معرض رد فعله على هجوم لندن: «يبدو أننا سنضطر للعيش وقتا طويلاً مع الإرهاب» ولكنه أضاف: «لن نتعود عليه». وبالطبع لا ينبغي التعود على ذلك، غير أنه بعد كل هجوم إرهابي يتصاعد مؤشر الإثارة العام ولكن تراجع حدة الإثارة يحدث بشكل أسرع. وقد أصبحت الوسوم «هاشتاجات» التي تطلق على الإنترنت تعاطفاً مع الضحايا وذويهم من قبيل «صلواتنا من أجل الضحايا» نادرة، وإن وجدت فقد أصبحت تشبه الطقوس الروتينية. وبدأ بعضنا يلاحظ أنه لم يعد يتحدث في دائرة أصدقائه عن هذه الهجمات الإرهابية كما كان يفعل من قبل. ولكن الأمر يختلف عندما يمس الأمر أحدا بشكل شخصي. فمن شاء له القدر أن يسير بسيارته بالقرب من كنيسة الذكرى في برلين، ويرى أنه لا تزال هناك ورود ملقاة في سوق أعياد الميلاد الذي وقع فيه حادث الدهس فربما تحركت مشاعره بشكل صادق تجاه الضحايا ولو للحظة. والتوقف قليلاً ثم مواصلة الحياة وكأن شيئا لم يحدث، هذا هو الأسلوب الذي يوصي به السياسيون وخبراء الإرهاب «الزم الهدوء واستمر»، وهذا هو ما تجيده لندن. ويطلق على ذلك «روح القصف» المستوحاة من المزيج المعروف عن الإنجليز بين البرود واحتقار الموت والذي أبداه سكان لندن، أثناء القصف الألماني لمدينتهم في الحرب العالمية الثانية. ولكن وبشكل عام فإن وتيرة الهجمات الإرهابية التي يقوم بها متشددون تفوق قدرة أشد المتابعين للأخبار تحملاً لها، تلك الوتيرة التي ربما جعلت الأوروبيين لا يستطيعون الوفاء بمتطلبات الحياة اليومية. ولكن الخبير النفسي الألماني «بورفين بانديلوف» يرى أن ذلك «ليس من قبيل التبلد» وأنه «رد فعل دفاعي طبيعي». ونصح الخبير الألماني بألا يعتبر أحدنا نفسه بلا مشاعر إذا لاحظ من نفسه أنه ينتقل لجدول الأعمال اليومي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©