الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الِحنَّة» عشق لن تمحوه السنون

«الِحنَّة» عشق لن تمحوه السنون
20 أكتوبر 2009 23:19
«حِنَّة، يا حِنَّة يا قطر الندى»، تغنى بها الشعراء، تأبى الحزن والتعاسة، والأفراح ملفاها، تهوى السعادة والأهازيج والزغاريد، هي الحنَّاء شغف النساء وولعهن، ارتبطت بالأحداث السعيدة، واستمدت مباركتها من الأحاديث النبوية الكريمة، عرفت في البلدان العربية حيث عشقتها النساء واستعملنها للدواء والزينة، وشغفت بها إناث الخليج خصوصاً، تغيرت استعمالاتها، واختلفت من مكان لمكان ومن زمان لآخر. عنها يقول علي آل سلوم، باحث في الترات الشعبي والموروث الثقافي: «الِحنَّة مثل أدوات أخرى تم استقطابها منذ القدم من بلدان مختلفة، كالعود والصندل، وهي نبات معروف منذ القدم، لطالما كانت المادة التجميلية الأولى للسيدات، حيث تقوم المرأة بمعالجتها وسحقها ومزجها، لتتحول إلى مستحضر تجميلي. في بلاد الشام سموها «القطب»، وفي اليمن «الحنون»، وفي النوبة «الكوفرية»، جاء ذكرها في الأحاديث النبوية الكريمة، وتغنى بها الشعراء القدماء، وهي الخلطة الدوائية والتجميلية الأولى للمرأة في الخليج، وتعتبر مباركة وفألاً حسناً، لهذا خصصت لها ليلة كاملة تسبق ليلة الزفاف، وتسمى في كثير من البلاد العربية بـ«ليلة الحناء»، حيث تتزين العروس بأبهى حللها، وتلبس الثوب الأخضر، وتضاء الشموع من اللون نفسه، ويتم في هذه الليلة عجن الحناء، وتوزيعها على الحاضرات، وعمل نقوش خاصة للعروس والمدعوات، وهناك طقوس خاصة بهذه الليلة في الدول العربية، فهي في نظر المرأة العربية فاتحة خير وعطاء وخضار دائم وحنو من الزوج ومودة ورحمة ووئام بين العائلات». ويضيف آل سلوم: «استعملت الحناء كدواء في السابق، وذكرت في السيرة النبوية الشريفة، حيث روي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم، كان يحني لحيته، وهي من أكثر المواد الطبيعية التي تستعملها حواء في التجميل؛ لأنها تحتوي على مادة ملونة، وتخضب بها الأيدي على شكل نقوش ورسومات مختلفة حسب الطلب. وتشمل الرسومات الأحرف والورود النقوش المتعددة والطيور، ومما يزيد من إقبال السيدات عليها أنها ليست لها أي آثار جانبية، ولا تؤثر في صفات الشعر الطبيعية، ويمتد تأثيرها لعدة أسابيع، ولها خواص دوائية مفيدة في علاج قشرة الشعر، كما تستخدم في علاج تشقق القدمين، وكانت الحناء في البداية حكراً على المناسبات العائلية، حيث تصنف ضمن العادات الاجتماعية ثم انتقلت إلى صالونات التجميل، وأصبحت السيدات يستخدمنها في النقش على مناطق متعددة من الجسم، وقد أخذت هذه الطريقة تنتشر بشكل واسع بين السيدات والشابات والمراهقات، وقد أصبحت الفتيات يستخدمنها في أوقات الأفراح والأعياد والمناسبات. في السابق، لم تكن تستعملها الفتيات غير المتزوجات إلا في مناسبات قليلة جداً كالأعياد، وكان يُعاب على البكر أن تضعها على رجليها، أما اليوم فصارت تستعمل في كل المناسبات، وحتى من دون مناسبات، وتخطت حدود استعمالاتها راحة اليد إلى جميع تفاصيل الجسد». ويضيف آل سلوم: «استعملت في الإمارات كمادة للزينة، وكمادة مباركة تمت زراعتها في البيوت الخليجية، وكذا استعملت للتبريد من حرارة الجو، وكمثل بسيط، فإن الخليجيين يضعونها في أقدام كلاب السلوقي لتخفيف الحرارة عنها أثناء الصيد، وتحنى بها بعض الحيوانات لمباركتها. وفي السابق، كانت الحنة تدقها النساء في البيت وتخلط بالماء مع إضافة بعض المواد الطبيعية كالليمون، والشاي، ومواد أخرى لتركيز لونها، أما اليوم فاختلفت المواد التي تضاف إليها، بحيث صارت مواد كيماوية تضر بالجسد، واختلفت استعمالاتها كمادة للزينة، ولكنَّها ظلت محتفظة برونقها على مر الزمان، ولم تنل من قوتها وشغف الناس بها صالونات التجميل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©