الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البعد العالمي للمسؤولية البيئية

8 يونيو 2010 21:44
في أواخر مارس الماضي ساد الظلام، معالم عالمية بارزة مثل جسر ميناء سيدني وبرج "سي. إن" في تورونتو، وجسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو ومبنى الكولوسيوم في روما والأهرامات في مصر، ومعها أكثر من أربعة آلاف مدينة في 128 دولة أطفأت أنوارها الكهربائية للتعهد بدعمها لهذا الكوكب، حيث شكّلت "ساعة الأرض 2010" أكبر مبادرة عالمية تتعلق بتغيير المناخ. بدأت الرغبة في إيجاد مجتمع عالمي جديد يرتكّز ليس على العمل السياسي وإنما على المسؤولية البيئية التي تعمل على توحيد خبراء ومنظمات ونشطاء البيئة من الغرب والشرق الأوسط. نفكّر عادة في الدفاع والأمن والاقتصاد على أنها القضايا الرئيسية بين الغرب والشرق الأوسط، إلا أن الحفاظ على كوكبنا وحمايته قد يثبت أنه هو ما يربطنا معاً بالفعل. كان لمصر، على سبيل المثال، حضور قوي في "ساعة الأرض" هذه السنة، حيث توجّه المئات إلى الأهرامات لتشجيع العمل لصالح البيئة في وجه التغير المناخي. انطفأت أنوار الأهرامات في الساعة المحددة، وتوقّف الناس في مصر للتفكير بالجهود الدولية لإنقاذ الكوكب. عندما يعود الأمر إلى حماية البيئة، فمن السهل تحديد الأهداف، وهي متماثلة بشكل شامل: محاربة التغيّر المناخي والحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري وحماية النظام البيئي العالمي والحياة في البحار وإنهاء الاعتماد على النفط والضغط على الشركات التي تفشل في تلبية الاحتياجات البيئية العالمية المعترف بها دولياً. وحيث يفشل العمل السياسي في جَسر الصدوع الدولية، تحقّق حماية البيئة النجاح. على سبيل المثال، تُستَخدم السياسة والدين في الشرق الأوسط أحياناً عديدة كمصدر تفرقة أو صراع، خاصة عندما يتعلق الأمر بدورها المتصارَع عليه في السياسة. إلا أن العمل البيئي، هنا في الشرق الأوسط وفي الغرب، يشكّل أحياناً كثيرة قوة موحِّدة. فعندما يتكلم مسلم عن الحاجة لحلول مستدامة في مجال الطاقة البديلة على سبيل المثال، يستطيع المسيحي أو اليهودي أن يحدّد احتياجات مماثلة. ربما يكون هذا هو سبب تحوّل بعض الناشطين السياسيين الذين يركّزون على التغيير السياسي والديمقراطية وحقوق الإنسان ليصبحوا بيئيين. كان لديهم شعور بوجود مهمة ورسالة، إلا أن الإحباط المتعلق بالعمل نحو إيجاد حلول والاتفاق على هذه القضايا كان أكثر مما يستطيعون تحمّله. تركوا المظاهرات في الشوارع وهم الآن يعملون بنفس النشاط على إيجاد مكان أفضل يعيش فيه الناس. زياد حسين هو واحد من هؤلاء الناشطين السياسيين السابقين الذين دعموا عدداً من القضايا في بلده الأصلي لبنان، إلا أنه جعل من العمل البيئي مستقبله. وهو يعيش اليوم في كاليفورنيا ويعمل مع منظمات مثل Greenpeace، وهي منظمة عالمية مستقلة تشن حملات من أجل الحماية البيئية والسلام لحماية الغابات من الدمار. ويقول زياد حسين إن عمله سوف يعود به إلى لبنان في المستقبل القريب، حيث يأمل بتحريك وتوحيد مواطنيه حول حماية أنظمة لبنان البيئية. يشير زياد حسين إلى أصدقائه وزملائه في لبنان، الذين يسمعون كيف أصبحت البيئة قضية عامة حاسمة. فرمزهم الوطني، شجرة الأرز، تموت. وفي غياب جهود لحماية هذه الشجرة وإنقاذها فسوف تذهب إلى الفناء. ويقول حسين إنه من خلال حديثه مع الزعماء والناشطين اللبنانيين، يأمل أن يتمكّن من إلهام حشد على مستوى الجذور لتثقيف الزعماء الحكوميين المحليين والوطنيين حول الحاجة لسنّ قوانين وأنظمة جديدة صديقة للبيئة. "يقول الكثير من الناس بوجود شرخ ضخم بين الشرق والغرب، ولكنني لم ألمس ذلك في العمل الذي أقوم به في كاليفورنيا. لدينا جميعاً نفس الأهداف، وهي أهداف يسهُل إحضارها إلى الشرق الأوسط"، يضيف حسين. أثبتت نظرة سريعة على المشاركين في ساعة الأرض أن الناس من كافة الجنسيات والثقافات يرتبطون معاً بقلقهم المشترك على مصير العالم. وبعكس أية حركة أخرى تقريباً، يثبت العمل البيئي أنه هدف مشترك يستحق التعب، وأنه نشاط يتعدّى الحدود والثقافات والشعوب في الشرق الأوسط والغرب وما ورائهما. جوزيف ميتون رئيس تحرير منظمة «بِكِ يا مصر» الإخبارية ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©