الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء: الأقليات المسلمة قوة للأمة واستثمارها واجب

علماء: الأقليات المسلمة قوة للأمة واستثمارها واجب
17 ابريل 2014 21:20
ينتشر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ويعيش الكثيرون منهم في دول غير إسلامية يشكلون فيها أقليات عددية، وقد وصل عدد أبناء الأقليات المسلمة المنتشرة في قارات العالم الست إلى أكثر من 450 مليون نسمة، وهم بذلك يشكلون قوة عددية لا يستهان بها، ومن هنا كانت المطالبات بالعمل على الاستفادة من هذه القوة لصالح قضايا الأمة الإسلامية من خلال دعم هذه الأقليات، ومساعدتها على مواجهة التحديات التي تتعرض لها في المجتمعات التي تعيش فيها. أحمد مراد (القاهرة) أوضح الدكتور محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر أن عدد الأقليات الإسلامية في شتى دول العالم غير الإسلامية يصل إلى 450 مليون نسمة، مشيراً إلى أن قارة آسيا لها النصيب الأكبر من الأقليات الإسلامية، حيث يقدر عدد هذه الأقليات بين 250 إلى 300 مليون، تليها قارة إفريقيا التي بها أكثر من 150 مليوناً، ثم أوروبا، ثم أميركا وأستراليا، وينتقد أبو ليلة الخلاف والتفرق الحادث بين الأقليات الإسلامية على عكس ما يحدث في الأقليات الأخرى التي تجتهد وتحاول أن توحد صفوفها. ويقول: علينا أن نحافظ على الأقليات المسلمة حتى تكون قوية ومؤثرة، وهذا لا يكون إلا بالتعاون والتخطيط الجيد، وقوة الأقليات لا تأتي من خلال العزلة، لكن من خلال العمل المتواصل على تطوير أبناء المسلمين وتعليمهم في الجامعات حتى يُشاركوا في نهضة بلادهم. ولا بد من فض النزاعات بين أبناء الجاليات الإسلامية، وعلى المسلمين أن يضعوا نصب أعينهم هدفاً واحداً، وهو نصرة الدين، وألا تكون نصرة الأحزاب والطوائف على حساب الدين، وعلى أبناء الأقليات الإسلامية أيضاً أن يسيروا على المعادلة التي تقول «نتعاون فيما اتفقنا عليه ونتسامح فيما اختلفنا فيه»، حيث لا يمكن للناس جميعا التوافق على فكر واحد ومنهج واحد. مستوى الأبناء ويشدد على ضرورة أن تهتم الأقليات الإسلامية برفع مستوى أبنائها في التعليم والصحة ومستوى الحياة، موضحاً أن حكومات هذه الأقليات إذا كانت لا توفر لهم سبل العيش الكريم، فإنه ينبغي على الدول المسلمة الغنية أن تقوم بهذا الدور، وأن توزع الأدوار على بعضها حتى يتم التكافل والتفاعل بين المسلمين في كل بلدان العالم. ويقول الدكتور أحمد سليمان العميد الأسبق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط: ينبغي على المسلمين، الذين يعيشون في بلدان غير إسلامية العمل بتعاليم الإسلام وأوامره من الأحكام الشرعية في الاعتقادات والعبادات والأحوال الشخصية والمعاملات المالية. الأحوال الشخصية ويضيف: المشكلة الأساسية التي تواجه الأقليات الإسلامية تكمن أحياناً في الأحوال الشخصية، ومن أهم قضاياهم مسألة تسوية النزاعات وفصل الخصومات، وما دام لا يتواجد لهم جهاز قضاء خاص مستقل لا يتمكنون من العمل بالأحكام الشرعية في معاملاتهم وشؤونهم لا سيما أحوالهم الشخصية، من أجل ذلك أوجب الفقهاء أن يولوا أمورهم قاضيا من بينهم. وقال: المسلمون الذين يتعايشون مع غير المسلمين المتمتعين بالأغلبية العددية تحت ظل دستور ومجموعة قوانين للدولة ما، هم كمعاهدين فيما بينهم، والإسلام دين عالمي لا تحده حدود جغرافية واستراتيجية، لذا يجب على المسلم أن يوطد علاقته ويطبع صلته الدينية بمسلمي العالم مع الالتزام بقوانين دولته ووطنه، ومن الضروري الاهتمام بالأقليات المسلمة في أنحاء العالم، والانتفاع بها. أما برامج العمل التي تستهدف مواجهة التحديات أمام الأقليات الإسلامية في شتى بلاد العالم، فتتمثل كما ذكر الدكتور محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر في العمل المشترك، والوحدة، وقبول الآخر، والتعايش السلمي، والحوار، والخلاف المشروع، بالإضافة إلى إقامة دورات وورش عمل، ومؤتمرات، وتشكيل لجان عمل دائمة، ومجلس للحكماء داخل كل أقلية يضم ممثلي كل الطوائف والأحزاب والمذاهب، والاتفاق على مجمع فقهي يمثل الأقلية المسلمة في كل بلد، ووضع برامج عملية لمحو الأمية الدينية، وإنشاء مدارس وجامعات إسلامية، والسعي إلى زيادة عدد الخريجين من هذه المدارس وتلك الجامعات، وإنشاء البنوك الإسلامية وشركات التأمين التكافلي والتمويل والاستثمار. تحقيق الذات فيما تطالب الدكتورة آمنة نصير الأستاذ بجامعة الأزهر بالعمل على تطوير المؤسسات الدينية والاجتماعية الخاصة بأبناء الأقليات المسلمة في الخارج، والوصول إلى اعتراف رسمي من الدول التي يعيشون فيها بالدين الإسلامي، وتحقيق الحرية الدينية والسماح للمسلمين بإقامة شعائرهم، والاحتكام إلى الشريعة الإسلامية، وبخاصة في مجالات الأحوال الشخصية والميراث وغير ذلك. ويجب أن تسعى الأقليات المسلمة إلى تحقيق الذات من خلال توحيد صفوفهم، واتفاقهم على الثوابت العامة والمصالح المشتركة، وأن تؤمن بأن الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب والدول في ظل العدل والمساواة هما الطريق الوحيد الأسلم إلى الحياة الهادئة. وتشدد على أهمية العمل في إطار الإسلام الجامع بعيداً عن الحزبية والطائفية مع احترام كل الطوائف الأخرى، مشيرة إلى ضرورة السعي إلى تخفيف حدة المعاناة والمشاكل التي تواجهها الأقليات الإسلامية في بلدانهم التي يكون بعضها بسبب خلافاتهم وصراعاتهم الداخلية، أو بسبب الاضطهاد الذي قد يعاني منه بعضهم في الدول التي يعيشون فيها. وتطالب الدول الإسلامية أفراداً وحكومات، بدعم هذه الأقليات بإنشاء المدارس والجامعات ومراكز التدريب لرفع مستوى المسلمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©