12 أغسطس 2008 23:14
أذكر عندما كنت صغيرة مرور ''الليلام'' من أمام منازلنا وتهافتنا على الشراء منه·· ولمن لا يعرفه هو عبارة عن بائع متجول يطرق الأبواب ويعرض لنا بضاعته الرخيصة التي تشبع عيوننا وتلبي احتياجاتنا·· كالقمصان والألعاب والألوان وغيرها·
وبعدما كبرنا اختفى ''الليلام'' من الوجود واتجهنا إلى الأسواق والمراكز التجارية مع احتفاظنا بذكريات الشراء في الزمن القديم··· لكن ما أذهلني هو عودة هؤلاء الباعة إلينا من جديد· ولكنهم في هذه المرة متطورون أكثر· فقد استبدلوا الفراش الذي يجمع أغراضهم بحقيبة كبيرة من البلدان الآسيوية·· وقاموا ببيع كل شيء·· ابتداءً من الملابس وانتهاءً بشرائط الفيديو·
وقد صدمت عندما رأيت ابن جيراننا وهو يرى شريطاً لا يليق أبداً بسنه الصغير، كان قد اشتراه من البائع المتطور· وأتساءل أين رقابة المسؤولين والجهات المختصة عن هؤلاء الذين يبيعون الفساد لأبنائنا؟·· فهم يتحينون الفرص عند غياب الأهالي أو عند وجود الأطفال أمام المنزل حتى يقنعوهم بشراء ما يحملونه· وأطفالنا للأسف يصدقون أنها بضاعة لا تقدر بثمن وأنهم لن يروا مثلها في الأسواق فيسارعون بالشراء من أموالهم الخاصة·
نتمنى من المسؤولين مراقبة الأحياء والمنازل الشعبية لأنها تجذب العديد من المتسولين والباعة المتجولين الذين قلبوا حبنا ''لليلام'' إلى كره نتيجة انزعاجنا من تصرفاتهم التي تتجاوز الخطوط الحمراء·
مريم الحمادي
عدد اليوم
