أبيدجان (ا ف ب) - ساد الهدوء صباح أمس أبيدجان غداة معارك عنيفة دارت بين قوات الحسن وتارا الرئيس المعترف به دوليا وتلك التي ظلت وفية للوران جباجبو الرئيس المنتهية ولايته في حي كوكودي حيث يتحصن هذا الأخير. فيما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات كل من وتارا وجباجبو بارتكاب مجازر في غرب البلاد، مؤكدة أن لديها أدلة تثبت تلك الفظاعات.
وأعلنت قيادة الأركان الفرنسية في باريس أن الجنود الفرنسيين في قوة ليكورن تعرضوا الليلة قبل الماضية إلى الرصاص خلال محاولة إجلاء موظفي إحدى السفارات فردوا ودمروا إحدى مدرعات قوات جباجبو.
ولم تسمع اي طلقة نارية صباح أمس في حيي كوكودي حول المنزل الذي ما زال جباجبو يتحصن فيه، وبلاتوه حيث القصر الرئاسي. وقال احد سكان كوكودي إن “الصباح كان هادئا” متوقعا ان “تستأنف المعارك ربما بعد الظهر” في هذا الحي الواقع شمال العاصمة الاقتصادية العاجية حيث مقر الإقامة الرئاسي ومقر الإذاعة والتلفزيون العاجي ومدرسة الدرك التي تسيطر على قوات جباجبو.
وأفاد أحد سكان بلاتوه بوسط أبيدجان حيث القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه أيضا قوات جباجبو “لم نسمع عيارات نارية هذا الصباح، إننا نرى الناس يخرجون من المباني متوجهين إلى ماركوري وهو حي في جنوب المدينة أكثر أمانا، وأضاف “كانوا عالقين ويحاولون الآن مغادرة بلاتوه”.
واستعاد جباجبو أداة الدعاية التلفزيون الذي عاد يبث مجددا أمس الأول في بعض الأحياء بعد انقطاع بثه مساء الاثنين الماضي إثر قصف قوات الأمم المتحدة في ساحل العاج وقوة ليكورن الفرنسية. وتقاتل قوات جباجبو بشراسة في المعاقل التي احتفظت بها وتتمتع فيها بقدرة نسبية على التحرك، حتى باتت المدينة شبه مقسمة. وتحاول قوات الحسن وتارا تأمين بقية أنحاء العاصمة الاقتصادية التي تعاني من نقص في الأغذية. وأعلنت السفارة الفرنسية الجمعة ان منزل السفير تعرض الى هجوم للمرة الثانية في ظرف 48 ساعة شنته قوات جباجبو لكن معسكر جباجبو نفى ذلك. وأوضح الناطق باسم الأركان الفرنسية الكولونيل تيري بوركهار أن القوات الفرنسية لم ترد بمروحيات ليكورن على منزل جباجبو.
واضاف المتحدث لفرانس برس إنه خلال عملية إجلاء موظفي سفارة أخرى تمت “بناء على طلب من حكومة بلد حليف” لم يذكر اسمها لأسباب أمنية، تعرض الجنود الفرنسيون إلى الرصاص. وقال إن مروحيات قوة ليكورن دمرت حينئذ آلية مدرعة لقوات جباجبو في منطقة المقرات الدبلوماسية، وأصاب الرصاص اثنتين من المروحيات دون خطورة.
وعلاوة على الأزمة السياسية المنبثقة عن الانتخابات الرئاسية في 28 نوفمبر وما آلت اليه من صراع عسكري، تعاني أبيدجان من النهب ومن أوضاع إنسانية كارثية، وأعلن ممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في ساحل العاج كارلوس جحا أمس الأول أن “أبيدجان فاجعة إنسانية”.
وفي غرب البلاد قالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي إن المعلومات التي جمعها محققو المنظمة الدولية حول حقوق الإنسان تشير إلى أوضاع “مروعة تماما”. واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس قوات كلا من الحسن وتارا وجباجبو بارتكاب مجازر في غرب البلاد، مؤكدة أن لديها أدلة تثبت تلك الفظاعات.
وفي تقرير نشر في نيويورك اكدت المنظمة ان قوات الرئيس الحسن وتارا المعترف به دوليا قتلت واغتصبت مئات الأشخاص وأحرقت قرى نهاية مارس في غرب البلاد. وأضافت المنظمة إن لديها أيضا أدلة تثبت الفظائع التي ارتكبتها قوات لوران جباجبو الرئيس العاجي المنتهية ولايته في مجزرة في بلوليكين في 28 مارس سقط فيها أكثر من مئة رجل وامرأة وطفل يتحدرون من شمال ساحل العاج والبلدان المجاورة.
طائرة تعيد 55 لبنانياً من أبيدجان
بيروت (الاتحاد) - تواصلت عملية إجلاء الرعايا اللبنانيين من ساحل العاج حيث وصلت أمس طائرة خامسة على التوالي تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط إلى بيروت قادمة من أكرا وعلى متنها 277 راكبا 55 منهم بينهم أطفال حضروا مع عائلاتهم من أبيدجان إلى أكرا ثم انتقلوا إلى بيروت. وعلم أن طيران الشرق الأوسط ستسير خلال الساعات القادمة طائرتين أخريين إلى أكرا لإحضار عدد آخر من اللبنانيين الذين انتقلوا من ساحل العاج إلى غانا.
وكان رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت قد اتفق، مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، على تسيير رحلات بطائرات الشركة مباشرة إلى مطار أبيدجان الدولي ابتداء من اليوم الأحد للمساعدة في إجلاء اللبنانيين الراغبين في مغادرة ساحل العاج، وذلك إضافة إلى الرحلات الخاصة التي كان تم تسييرها بين أبيدجان ومدينة أكرا في غانا ومن هناك إلى بيروت.
عدد اليوم
