لقي 116 شخصا على الأقل حتفهم وأصيب أكثر من 250 آخرين عندما ضربت عواصف رملية عاتية وصواعق مناطق في أنحاء الهند فيما حذر خبراء الأرصاد، اليوم الخميس، من احتمال استمرار الأحوال الجوية السيئة.
واجتاحت عواصف رملية مساحات من شمال الهند وأغرقتها في الظلام. ودمرت الرياح، التي بلغت سرعتها أكثر من 130 كلم بالساعة، منازل مبنية من الطين وأودت بعدد كبير من سكانها أثناء نومهم.
كذلك، دمرت العواصف الجدران واقتلعت الأشجار وأعمدة الكهرباء في أماكن في ولايات أوتار براديش وراجستان والبنجاب فيما قال المسؤولون إن حصيلة الضحايا يمكن أن ترتفع.
وأعقبت العواصف المدمرة صواعق عنيفة وأمطار غزيرة.
وتشهد الهند عواصف مماثلة كل سنة تودي بمئات الأشخاص لكنها هذه السنة تعتبر الأقسى مقارنة مع العقود الماضية.
وقال شيفان لوهيا، وهو صاحب فندق في الوار في شمال راجستان، إنه اضطر لترك سيارته في الطريق والركض للاحتماء بسبب سرعة الرياح.
وأضاف "لم أشهد مثل هذه العاصفة المدمرة منذ 25 عاما على الأقل. كل الناس خائفون ويبحثون عن مكان للاحتماء فيما تتطاير الأشجار وتدمر المنازل. إنه كابوس".
وأكدت السلطات مقتل 65 شخصا في اوتار براديش بشمال البلاد و35 في ولاية راجستان الصحراوية إلى الغرب، وشخصين في بنجاب جراء العواصف أمس الأربعاء.
وقبل يوم قضى 14 شخصا على الأقل في ولاية اندرا براديش بجنوب الهند والتي ضربتها أكثر من 41 ألف صاعقة خلال ساعات، بحسب ما أعلن مسؤولو الإغاثة من الكوارث اليوم الخميس.
وسجلت منطقة اغرا في ولاية اوتار براديش أسوأ الأضرار ومقتل أكثر من 40 شخصا. ويقع المعلم السياحي تاج محل في مدينة اغرا لكن المسؤولين أكدوا عدم تعرضه لأضرار.
وتسببت عاصفة مماثلة الشهر الماضي بمقتل 15 شخصا على الاقل في اوتار براديش وتدمير عمودين حجريين عند مداخل تاج محل.
وقال المسؤولون إن عددا كبيرا من الضحايا قضوا أثناء نومهم لدى انهيار منازلهم، أو سحقا تحت الأشجار والجدران والأعمدة الكهربائية المتطايرة. وعدد كبير من الناس في الهند يباتون الليل في العراء خلال أشهر الصيف لتجنب الحرارة المرتفعة.
ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث بين أنقاض المنازل التي انهارت الخميس.
وقال تي.بي. غوبتا المسؤول في مكتب مفوض عمليات الإنقاذ "يمكننا تأكيد 65 حالة وفاة على الأقل في حوالى 40 مقاطعة في الولاية". وأضاف إن حصيلة القتلى "غير مسبوقة" جراء عواصف كهذه في السنوات العشرين الأخيرة.
وقال غوبتا إن 43 وفاة سجلت في مقاطعة اغرا. كما نفق أكثر من 150 رأس ماشية في أنحاء الولاية.
وأضاف "تشير الأرصاد إلى مزيد من العواصف في الساعات ال48 القادمة في أنحاء الولاية وعلى الناس التيقظ".
وقال مدير هيئة المساعدات وإدارة الكوارث في راجستان هيمانت غيرا، إن خدمات الطوارئ مستنفرة وعلى الناس أن لا يناموا في الخارج.
في ولاية البنجاب، قال نائب مفوض مقاطعة باتاليا كومار آمين إن شخصين قتلا في انهيار جدار.
وتوقعت هيئة الأرصاد الهندية أن تجتاح مزيد من العواصف مناطق أخرى حتى السبت.
وسجلت أسوأ الأضرار، أمس الأربعاء، في ثلاث مقاطعات في ولاية راجستان، الوجهة المفضلة للسياح بقصورها التاريخية.
وقال غيرا "معظم القتلى ال35 والإصابات ال205 في أنحاء الولاية كانت في ثلاث مقاطعات هي الوار ودولبور وباراتبور".
وقال مسؤولو هيئة الأرصاد الجوية في نيودلهي إن العاصفة نتجت عن التقاء منخفضين جويين شرقي وغربي فوق السهول الشمالية الرطبة الأجواء.
وقال شاران سينغ، الخبير لدى هيئة الأرصاد الهندية إن رياحا بسرعة 132 كلم ضربت غرب اغرا فيما شهدت العاصمة نيودليي عواصف بسرعة 59 كلم بالساعة.
وقطعت الكهرباء في معظم أنحاء راجستان إثر تدمير عشرات آلاف الأعمدة الكهربائية. وقال المسؤولون إن إعادة التيار ستستغرق أكثر من يومين.
وسارعت حكومة الولايات إلى تخصيص الأموال لدفع تعويضات لأهالي الضحايا والمتضررين. ويمكن أن تحصل أسرة القتيل على 6 آلاف دولار تقريبا.
وكتب رئيس الوزراء ناريندرا مودي على "تويتر"، "أشعر بالحزن للوفيات التي تسببت بها العواصف الرملية في أنحاء مختلفة من الهند. أعزي العائلات المنكوبة وآمل بتعافي المصابين قريبا".
وأضاف "طلبت من المسؤولين التنسيق مع حكومات الولايات المعنية والعمل على مساعدة المتضررين".