ثورة «الصغار» تطيح «الكبار» في «موسم المفاجآت»

من استراليا الى البرازيل.. بدأ الحلم.. وفي أبوظبي تحين لحظة الوداع لبطولة العالم لـ”الفورمولا - 1” وعبر 180 يوما كانت الافراح وخيبات الأمل والفضائح أهم عناوين جولات عرس الفورمولا - 1 وباحت البطولة بآخر أسرارها في البرازيل الاحد الماضي عندما توج بلقب بطولة العالم عن جدارة في “ثورة الصغار” التي اطاحت بالكبار. انطلق موسم 2009 على وقع بداية نارية لفريق براون جي بي، الذي حل بدلاً من هوندا هذا الموسم، بعدما احتل سائقاه البريطاني جنسون باتون والبرازيلي روبنز باريكيللو المركزين الأول والثاني على التوالي، في جائزة أستراليا الكبرى، الجولة الافتتاحية لهذا الموسم التي استضافتها حلبة البرت بارك في ملبورن. وصعد باتون في سباقه الـ154 الى الدرجة الاولى من منصة التتويج للمرة الثانية في مسيرته بعد الاولى في اغسطس 2006 عندما أحرز المركز الاول في جائزة المجر الكبرى. واستحق باتون الفوز، لأنه سيطر على السباق منذ اللفة الاولى بعدما حافظ على مركزه الاول عند الانطلاق، أمام باريكيللو والايطالي يارنو تروللي، سائق تويوتا، الذي خطف المركز الثالث من بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون سائق ماكلارين ـ مرسيدس في الأمتار الاخيرة. وكان الالماني سيباستيان فيتل سائق ريد بل - رينو والبولندي روبرت كوبيتشا (بي إم دبليو ـ ساوبر) في طريقهما للحصول على المركزين الثاني والثالث، إلا أن المنافسة المحتدمة بينهما في اللفات الاخيرة تسببت باصطدامها قبل لفتين على ظهور العلم الشطرنجي، فخرجا معاً من السباق. هذا الحادث تسبب في دخول سيارة الامان حتى النهاية، وسمح هذا الامر في منح باريكيللو فريقه ثنائية رائعة في بدايته في رياضة الفئة الاولى بعدما اشتراه مديره روس براون من شركة هوندا التي انسحبت قبل انطلاق الموسم بسبب الازمة المالية الاقتصادية. ولم يأت تواجد الثنائي براون جي بي وتويوتا على منصة التتويج مفاجئاً، لأن الفريقين أظهرا خلال فترة التجارب الشتوية أنهما سريعان جداً وأنهما الأكثر تحضيراً وانسجاماً مع التعديلات التقنية والانسيابية التي أدخلت على بطولة هذا الموسم. في ماليزيا، الجولة الثانية من البطولة، أعاد باتون الكرّة بانتزاعه فوزه الثاني على التوالي على حلبة سيبانج في كوالالمبور، في سباق لم يكتمل بعدما أوقف بسبب الامطار الغزيرة التي هطلت وحولت الحلبة الى برك مياه. وتوقف السباق في اللفة الثالثة والثلاثين من أصل 56 لفة، وكان باتون متصدراً أمام الالماني تيمو بلوك (تويوتا) والالماني نيك هايدفيلد (بي أم دبليو ـ ساوبر). وانتظر السائقون وجماهير الفورمولا - 1 نحو 50 دقيقة قبل أن يعلن الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” قراره النهائي عدم إكمال السباق. ورفع باتون رصيده الى 15 نقطة، أي أنه حصل على خمس نقاط فقط من 10، لأن قوانين البطولة تقضي بعدم احتساب كامل النقاط في حال عدم اكتمال اكثر من 75 في المئة من السباق (42 لفة من أصل 56 في ماليزيا). في الصين، وخلال الجولة الثالثة، تواصلت “ملحمة الصغار” في الفورمولا - 1 بعدما أنهى فيتل (ريد بل – رينو) السباق في المركز الاول تحت الامطار الغزيرة التي أغرقت حلبة شنغهاي. وأكد فوز فيتل البداية النارية للفرق الصغيرة التي استعدت لهذا الموسم، خلافاً للفرق الكبيرة التي انشغلت العام الماضي بمنافستها على اللقب، وتوج بلقبه الثاني بعد الاول على حلبة مونزا الايطالية الموسم الماضي وتحت الامطار أيضا، حين أصبح أصغر سائق يحرز المركز الاول وهو في سن الـ21 عاما و73 يوماً، متفوقا على الاسباني فرناندو ألونسو الذي كان عمره يزيد قليلا على 22 عاما عندما فاز بسباقه الاول في 2003. واكتفى باتون بالمركز الثالث خلف فيتل وزميل الاخير الاسترالي مارك ويبر اللذين منحا ريد بل الثنائية الاولى والفوز الاول للفريق النمساوي في سباقه الـ74، لان الفوز الذي حققه الالماني في 2008 كان على متن سيارة تورو روسو الفريق الثاني للشركة النمسوية في بطولة العالم والذي يتخذ من ايطاليا مركزاً له. وتواصلت معاناة فيراري، أبطال الصانعين، في أسوأ بداية لها منذ 1992 اذ خرج الفريق الايطالي خالي الوفاض مجدداً بعدما أنهى الفنلندي كيمي رايكونن المنافسات خارج جدول النقاط بحلوله عاشراً، بينما خرج زميله البرازيلي فيليبي ماسا باكراً بسبب عطل في سيارته فيراري إف60. صعود إلى العتبة الأولى في صخير انتقل السائقون الى الخليج لخوض الجولة الرابعة على حلبة صخير في البحرين، وحجز باتون لنفسه أعلى عتبة في المنصة للمرة الثالثة هذا الموسم، وللمرة الرابعة في مسيرته الاحترافية، كما انه الفوز الثالث لفريقه. وهي المرة السابعة عشرة التي يصعد فيها باتون إلى منصة التتويج في مشواره في الفورمولا - 1 الذي انطلق عام 2000. باتون تقدم منافسه الاعتيادي فيتل، والايطالي يارنو تروللي سائق تويوتا الذي غادر في سن الـ 34 عاماً، أن ينطلق من المركز الاول للمرة الرابعة في مسيرته، وأن يصعد الى منصة التتويج للمرة التاسعة في مسيرته في الفورمولا واحد. وكان يمني النفس بلقبه الثاني بعد الاول عام 2004 في جائزة موناكو الكبرى. ومرة أخرى أكدت الفرق الصغرى تفوقها في الموسم الجديد، لان ثلاثي المقدمة ينتمي الى فرق براون جي بي وريد بل ـ رينو وتويوتا، بينما كان أول سائقي الفرق الكبيرة في السباق البريطاني لويس هاميلتون (ماكلارين ـ مرسيدس)، وذلك بحلوله رابعاً، وسائق فيراري الفنلندي كيمي رايكونن بحلوله سادساً، فنجح الاخير بالتالي في منح النقاط الاولى لـ”سكوديريا” فيراري في البطولة بعدما خرج الفريق الايطالي خالي الوفاض في السباقات الثلاثة. الفوز الرابع في كاتالونيا في جائزة إسبانيا الكبرى، الجولة الخامسة من بطولة العالم للفورمولا - 1 على حلبة كاتالونيا في برشلونة حقق باتون الفوز للمرة الرابعة، متقدماً على زميله باريكيللو وسائق ريد بل - رينو ويبر. وهي الثنائية الثانية لفريق براون جي بي بعد الاولى في جائزة استراليا الكبرى، عندما حل باتون أول امام باريكيللو. ورفع البريطاني رصيده الى 5 انتصارات في مسيرته الاحترافية ورصيد فريقه الى 4 انتصارات هذا الموسم، وهي المرة الثامنة عشرة يصعد باتون الى منصة التتويج في مشواره في الفورمولا - 1. وابتعد فريق براون في صدارة ترتيب الصانعين بـ68 نقطة بفارق 30 نقطة امام أقرب مطارديه فريق ريد بل. ظلت الفرق الكبيرة تتحرك في الظل على غرار فيراري وماكلارين ـ مرسيدس فخسر كل منهما احد السائقين بسبب الانسحاب، بينما حقق ماسا المركز السادس على غرار زميله الفنلندي كيمي رايكونن في سباق جائزة البحرين، بينما ودع الفنلندي السباق من اللفة الثامنة عشرة. أما هاميلتون فاكتفى بالمركز السادس وانسحب الفنلندي كيمي كوفالايين من اللفة الثامنة. وكان ماسا في طريقه الى انهاء السباق في المركز الرابع بيد انه عانى الامرين في اللفات الاربع الاخيرة فتراجع الى المركز السادس بعدما تجاوزه كل من ويبر والونسو. باتون تابع مسلسل انتصاراته في الإمارة موناكو، الجولة السادسة من البطولة، محققاً فوزه الخامس في 6 جولات، وتقدم للمرة الثالثة زميله باريكيللو. وكان باتون أول المنطلقين للمرة الرابعة هذا الموسم والسابعة في مسيرته، وهو حافظ على صدارته طوال فترات السباق باستثناء توقفه في المرآب، ليفوز في موناكو للمرة الاولى في مسيرته. وحل ثنائي فيراري الفنلندي رايكونن والبرازيلي ماسا في المركزين الثالث والرابع على التوالي، وحافظا على ادائهما التصاعدي بعد البداية المتعثرة للفريق الايطالي هذا الموسم. واحتل الاسترالي مارك ويبر سائق ريد بول المركز الخامس في الوقت الذي خرج فيه زميله الالماني سيباستيان فيتيل (21 عاما) من السباق بسبب حادث تعرض له، أما المركز السادس فذهب الى الألماني الآخر نيكو روزبرج سائق ويليامس تويوتا.