الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحق الضائع!

8 يونيو 2010 22:12
تشير كل التقارير الواردة من الهيئات السياحية الأوروبية إلى أن السائح الخليجي هو أحد أهم سياح العالم، والسبب ببساطة هو أن نسبة إنفاق السائح الخليجي مرتفعة، وعدد الليالي السياحية التي يقضيها أكثر من أي سائح آخر، كما أنه يسافر ويصطحب معه غالبا عائلته، وعددهم عادة ما يكون كبيرا، مقارنة بالعائلات المسافرة من دول أخرى. كل هذه الأسباب تجعل دول أوروبا وآسيا وغيرها تركز على الترويج السياحي في منطقة الخليج، وتعدد كل دولة مميزاتها ومقوماتها السياحية، وتعمل على اجتذاب السائح الذي يدر عليها الملايين كل عام، طبقا لتقاريرهم. كل هذا جميل، ولكن الغريب والعجيب أن الأمر يكون مختلف تماماً عندما تذهب لاستخراج تأشيرة الدخول إلى إحدى الدول الأوروبية! هناك لن تجد أساليب الترويج والترغيب والتسهيلات التي يتحدثون عنها، لن تجد إلا معاملة سيئة، طلبات غريبة وتعجيزية، نظام تضعه كل سفارة طبقا لمزاج السادة الموظفين الذين هم غالبا لا يحملون جنسية تلك البلد! ينتابك الشعور بأنك تقدم على طلب صك غفران! تشعر كأنك ذاهب إلى هناك للبحث عن عمل، أو الهروب والنوم على الأرصفة، لا يتم التعامل معك على أساس أنك سائح محترم تدر عليهم دخلا بالملايين كل عام، ولا يتم التعامل معك بناء على التقارير الواردة من طرفهم، ولا تجد لهجة الاستجداء التي يستخدمونها عند الترويج والتسويق لبلادهم. تنتظر ساعات وساعات ثم تصل إلى الموظف الذي ينظر إلى أوراقك بازدراء؛ لأنك سبب تعاسته في الدنيا بطلبك لتأشيرة سياحية، ثم يرمي إليك الأوراق لأن أوراقك ناقصة توقيع! توقيع من؟ توقيع ابنك الصغير الذي لا يتجاوز عمره 7 سنوات! ولكن الدولة تصدر له جواز السفر بدون توقيع لأنه طفل. وهنا يبدأ في التذمر منك لأنك تضيع وقت سيادته الثمين، وعندما تطلب منه أن يأخذ الأوراق فقط، وسوف تحضر الطفل للتوقيع، فيرد بعد أن ينفذ صبره: لا أستطيع..! وهنا عليك أن تأتي في يوم ثانٍ وتنتظر ساعات أخرى في الطابور، وقد يتهمك بالتزوير في المرة القادمة، لأن طفلك موقع في جواز سفر وهو طفل. هذه فقط عينة من حالة المعاناة التي يعانيها السائح الإماراتي كل صيف لإصدار تأشيرة، ناهيك عن طلبات غريبة مثل التذكرة التي يجب أن تشتريها أولاً وحجز الفندق، رغم أنه قد يرفض تأشيرتك، وقد تخسر سيادتك التذكرة وثمن حجز الفندق! كل دول العالم تحدد الجنسيات التي تحتاج إلى تأشيرات لدخول بلادها على أساسين، الأول هو مدى احتياجها للسياح من تلك الجنسية، والثاني هو المعاملة بالمثل، وفي حالتنا ستجد أن حقوقنا ضائعة بكل المقاييس والمعايير! فهم في حاجة إلى السائح الخليجي، ومع ذلك يضنون عليه بالتأشيرات، وعلى الجانب الآخر نسمح لهم بدخول بلادنا بدون تأشيرات، بل وبدون حتى رسوم على التأشيرات، يعني الواحد منهم يستطيع ركوب الطائرة والدخول من مطارنا، وقد يكون سائحا أو غير ذلك، المهم أنه يحمل جواز دولته، ألا نحصل منه على رسوم على الأقل، خاصة أنهم يطلبون الآن حوالي 500 درهم على الشخص الواحد رسوم تأشيرة، غير الصور التي يحددون حتى ألوانها. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©