الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

منصة هيدروليكية بجامعة الإمارات لقياس تأثير الزلازل على المنشآت

منصة هيدروليكية بجامعة الإمارات لقياس تأثير الزلازل على المنشآت
5 ابريل 2012
محسن البوشي (العين) - بدأت جامعة الإمارات تركيب وتجهيز أكبر منصة هيدروليكية من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، تستخدم في محاكاة تأثير الزلازل على المنشآت والهياكل الخرسانية والتحقق من مدى قدرتها على مقاومة الهزات التي تتعرض لها الإمارات ومنطقة الخليج. وقال الدكتور رياض المهيدب عميد كلية الهندسة في الجامعة، إن المنصة تعد إحدى الوسائل الشائعة التي تستخدم في بحوث ودراسات قياس مقاومة المباني للزلازل، وهي عبارة عن طاولة مستطيلة متحركة قادرة على الاهتزاز والانزلاق بحرية في كل الاتجاهات. ويرتكز عمل المنصة إلى حركتها الهيدروليكية من خلال مجموعة من المحركات، تقوم بتحريكها في مختلف الاتجاهات، وتتضمن آليات عملها زيادة شدة الزلزال تدريجياً للتعرف بدقة إلى المواضع الضعيفة في نموذج الهيكل الخرساني أو المنشأة، ومدى التلف الذي قد يلحق بها نتيجة الحركة الديناميكية للزلزال، والتي قد تؤدي في النهاية لانهيار المنشأة أو المبنى. وتبلغ أبعاد المنصة المتحركة، التي وصلت مكوناتها إلى مختبرات الجامعة مؤخراً، 3 أمتار للطول ومثلها للعرض، وتقدر تكلفتها بحوالي 5 ملايين درهم، وتستطيع أن تتحمل نماذج لهياكل إنشائية يصل وزنها إلى 10 أطنان، وتتعهد بتوريدها وتركيبها، إحدى الشركات الأميركية العالمية المتخصصة في صناعة المنصات. وأشار المهيدب إلى أن المنصة تستخدم في اختبار نماذج هيكلية مختلفة للمنشآت والمباني تحت تأثير مجموعة من الزلازل، وفق شدتها المسجلة بمحطات الرصد أو المبرمجة على الحاسوب، وذلك من خلال تثبيت نموذج الهيكل الخرساني المراد اختباره على المنصة، والبدء بتحريكه بواسطة الحاسب الآلي والمحركات الهيدروليكية، وذلك لمحاكاة زلزال طبيعي واختبار مدى تأثيره على هيكل المبنى أو المنشأة. وأوضح أن الجامعة قامت ضمن جهودها لترسيخ مكانتها كجامعة بحثية بالتعاقد على تجهيز معامل قسم الهندسة المدنية والبيئية بهذه المنصة المتطورة لتفعيل جهود البحث العلمي في مجال مقاومة المباني بالدولة للزلازل. وقال إن الجامعة تعول كثيراً على المنصة في تعزيز جهود التعليم والتدريب والبحث العلمي لطلبة بكالوريوس الهندسة المدنية والدراسات العليا والباحثين المتخصصين فيها، وفي وغيرها من مؤسسات التعليم العالي الأخرى بالدولة ودول الخليج العربي. من جهته، قال الدكتور عمرو صلاح الديب استاذ تكنولوجيا الخرسانة والهندسة الإنشائية رئيس قسم الهندسة المدنية والبيئية في الجامعة، إن تفسير السلوك الديناميكي للهيكل الخرساني أو المنشأة التي خضعت للاختبار يتم من خلال البيانات المسجلة على أنظمة الحاسوب المرتبطة بالمنصة، والتي تتضح من خلالها التغيرات التي طرات على نموذج الهيكل أو المبنى، ومقارنتها بالحدود المسموح بها. وأشار إلى أن المنصة المتحركة ثلاثية الأبعاد من النوعية ذاتها التي تم تجهيز المعهد الوطني لبحوث علوم الأرض والوقاية من الكوارث في اليابان بها، إلا أن تلك الأخيرة تعد من أكبر المنصات المتحركة في العالم، حيث يمكنها اختبار منشآت كاملة الأبعاد. وأوضح أن استخدامات المنصة ترتكز بالأساس على تاريخ الزلازل في الدولة والمنطقة، من حيث الموقع والشدة، وتهدف إلى دراسة المباني والمنشآت والتغيرات والأضرار التي قد تلحق بها، ومدى قدرتها على الصمود في مواجهة الهزات، ما يصب في جهود تطوير الأبحاث والدراسات في مجال الزلازل وقطاع الإنشاءات وتطوير وتحسين أداء المنشآت في مقاومة الزلازل بوجه عام. وأشار الديب إلى أن تزويد مختبرات جامعة الإمارات بأكبر منصة هيدروليكية لقياس تأثير الزلازل على المنشآت، يأتي في إطار خطط الجامعة لتحديث وتطوير مختبراتها ومعاملها البحثية، لافتاً إلى أن جهاز الميكروسكوب الإلكتروني الذي تم تزويد مختبرات الهندسة المدنية في الجامعة به في الآونة الأخيرة، يعد أحد أهم الأجهزة الحديثة التي ساهمت في توفير الفرص للطلبة والباحثين للدراسة العلمية للبنية الدقيقة لمكونات المواد الإنشائية، بهدف تطوير وتحديث هذه المواد بتغيير خصائصها ما يسهم في خدمة الأغراض الأكاديمية والبحثية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©