الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تتهم قطر بتصعيد الخــلافـات والاستقواء بالخارج

9 يونيو 2017 02:39
أبوظبي، الدوحة (الاتحاد، وكالات) اتهم معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أمس، قطر، بتصعيد الخلافات والاستقواء بالخارج عبر طلبها الحماية من دولتين غير عربيتين (في إشارة إلى تركيا وإيران) بما يشكل فصلا جديدا مأساويا هزليا. وقال في تغريدات على «تويتر» «التصعيد الكبير من الشقيق، المربك والمرتبك، وطلب الحماية السياسية من دولتين غير عربيتين والحماية العسكرية من إحداها لعله فصل جديد مأساوي هزلي». وأضاف «طالما تدخل الشقيق، المربك والمرتبك، في شؤون العرب مقوضا استقرارهم، متناقضا بين ممارسته الداخلية وسياسته تجاههم، والآن خلاصه في الدعم الخارجي». وقال قرقاش «كنت أتمنى أن تتغلب الحكمة لا التصعيد، أن يراجع الشقيق حساباته لصالح موقعه الطبيعي في محيطه، الهروب إلى الأمام والحماية الخارجية لا تمثل الحل»، وأضاف «السؤال المحيّر منذ عقدين ما زال قائما حول التوجه الذي تبناه الشقيق وكيف تقرر الأهواء الشخصية توجهات الدولة وتستعدي الأشقاء والمنطقة». وتابع قائلا «الحكمة ومعالجة مشاغل الأشقاء هو الطريق الصحيح لحل الأزمة ويسهل مهمة الوساطات، فغريب من يطلب احترام استقلاليته ويهرع للحماية الطورانية». وأوضح قرقاش «الأزمة مع الشقيق أغرب ما فيها من يقف معه، الإيراني والتركي والحمساوي والثوري والحزبي والإخونجي، ويسعى الخليجي والعربي بأن يغير الشقيق مساره»، وأضاف «مجددا ندعو إلى تغليب العقل والحكمة ونبذ المكابرة والعناد، فالتصعيد لا ينفع، والاستقواء بالخارج لا يمثل حلا، المخرج في منهج جديد شفاف صادق». وكان لفت في وقت سابق إلى «أن الأزمة الحالية في الخليج كشفت موقع تنظيم الإخوان المسلمين من السعودية والاعتدال والتطرف، لهم أجندتهم الخاصة بهم، وموقفهم التكتيكي مع من يمولهم». وكان قرقاش شدّد في مقال رأي ضمن صحيفة «ذا تايمز» البريطانيّة على وجود تشابه بين الوضعين الإماراتي والبريطاني في مواجهة الإرهاب. فكما كان ردّ رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على اعتداء جسر لندن، كذلك شعرت الإمارات بأنّ الكيل طفح في ما يخص أولئك الذين يشجعون الإرهاب ويمولونه في منطقتنا. وقال «بات واضحاً، بعد قمة الرياض الشهر الماضي أن القطريين كانوا يحاولون تقويض التوافق الذي توصلنا إليه والقاضي بالوقوف بقوة ضدّ التطرف»، وأضاف «إن إجراءاتنا ضدّ قطر هذا الأسبوع إجراءات قاسية، لكنّها تأتي بعد سنوات من الجهد لإبعاد قطر عن عقدين من السياسة المفلسة في دعم الإسلام الراديكالي». وذكّر بأنّه في سنة 2014، صنفت وزارة الخزانة الأميركية قطر بأنها تدعم حماس التي يعمل قادتها في الدوحة والثاني وبأنها مصدر لتمويل القاعدة. ومع ذلك، لم يتغير أي شيء منذ ذلك الحين. فحماس ما زالت «الضيف المفضل» للحكومة القطرية التي فشلت في ضرب تمويل الإرهاب. فهي تستضيف وتمول الإخوان المسلمين الذين لم يوقفوا حملتهم لزعزعة استقرار العالم العربي وحولوه إلى قضية للجهاد. وبرر يوسف القرضاوي، داعية الإخوان المسلمين، فتاوى الجهاد، وهو ولا زال يقيم صلات وثيقة مع الحكومة القطرية. ولفت إلى أن الرابط بين الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش واضح، مشيراً إلى أنّ زعماء القاعدة وداعش تخرّجوا من «مدرسة الكراهية» التابعة للإخوان. ويبدو أنّ هنالك صلة بين الإخوان وواحد من المشتبه بهم على الأقلّ في تفجيرات مانشستر. وأكد قرقاش استغلال قطر رعايتها للمتطرفين كأداة للسياسة الخارجية، وقال «نحن نرى الإرهاب والتطرّف كتهديد مهلك لنا وكذلك للغرب أيضاً، فالصلة بين العقيدة المتطرفة والعمل الإرهابي واضحة جداً، ومواجهة دعم قطر للإرهاب هو دفاع عن النفس»، وأضاف «لقد حاولنا اللجوء إلى الوساطة لحلّ  خلافنا في سنة 2014..قال لنا القطريون شيئاً وجهاً لوجه وتصرفوا عكس ذلك مواربة. فقد استمروا بدعم القاعدة في سوريا وليبيا كما ظلّوا يأوون الإخوان المسلمين وحماس. لقد دفعوا فدية كبيرة بطريقة متهوّرة للعصابات الإسلاميّة في العراق وسوريا. أرادت الدوحة امتطاء نمر التطرّف الإسلامي بدون أن تبالي بالعواقب». وأضاف «لقد بات واضحاً، بعد قمة الرياض مع ترامب الشهر الماضي أن القطريين كانوا يحاولون تقويض التوافق الذي توصلنا إليه والقاضي بالوقوف بقوة ضدّ التطرف. وخلص إلى أن العقوبات كانت إجراءً قوياً لاتخاذه، وقال «نأمل بعدم وجود حاجة للّجوء إلى المزيد، وأن تنجح الحكمة في السيطرة على قطر» ، مؤكداً «أن لا نية لأحد لتفتيت مجلس التعاون الخليجي الذي هو مفتاح للاستقرار في هذه المنطقة. لكنّنا مع ذلك، لن نقبل بمزيد من الوعود الفارغة»، وأضاف «كفى يعني كفى. على قطر أن تقطع صلاتها مع الإرهاب وشبكات التطرف والكراهية التي تنتج الإرهاب».    وكانت قطر اختارت أمس طريق التصعيد وضربت بعرض الحائط كل دعوات الدول العربية والأجنبية التي قاطعتها دبلوماسيا وطالبتها بالتخلي عن الجماعات والتنظيمات الإرهابية ولاسيما «الإخوان المسلمين» و»حماس»، وقالت على لسان وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «إنها ترفض أي تدخلات في سياستها الخارجية، ولن تقدم أي تنازلات، ومستعدة للصمود إلى ما لا نهاية في مواجهة الإجراءات الاقتصادية الخليجية والعربية. وقال وزير الخارجية القطري في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» «لا يحق لاحد التدخل في سياساتنا الخارجية..نحن بلد مستقل ولدينا سيادة ونرفض أي وصاية»، وأضاف «نحن لسنا على استعداد لنسلم ولن نسلم أبدا استقلالية سياستنا الخارجية..لقد تم عزلنا لأننا ناجحون وتقدميون..نحن منصة لسياسة بديلة في المنطقة..منتدى للسلام لا للإرهاب». وتابع قائلا «هذا النزاع يهدد استقرار المنطقة بأسرها»، لكنه استبعد أن يصل الخلاف إلى مرحلة التصعيد العسكري، وقال «لا نرى في الحل العسكري خيارا للازمة، مضيفا «أن قطر لم ترسل مجموعات إضافية من الجنود إلى حدودها مع السعودية، لكنها ستقوم بكل ما يلزم لضمان امن شعبها». وأضاف إن قطر لم تصلها قائمة بمطالب من الدول التي قطعت علاقاتها معها يوم الاثنين الماضي، لكنه أكد على ضرورة حل النزاع سلميا. واعتبر أن الاتهامات الموجهة إلى بلاده لا أساس لها من الصحة»، مضيفا «نحن نتعاون مع الحكومة الأميركية في مجال مكافحة تمويل الإرهاب. بالطبع، على الجميع أن يقوموا بالمزيد في هذا الإطار». وتابع «إذا قام مواطن بتمويل منظمة إرهابية بمبلغ 10 آلاف دولار و20 ألف دولار فهذا ليس معناه أن قطر تمول الإرهاب. حصل هذا الأمر للأميركيين والبريطانيين لكن هذا الأمر لم يكن يعني أن بريطانيا أو الولايات المتحدة كانتا تقومان بتمويل الإرهاب». وقال الوزير القطري إن جماعة الإخوان المسلمين ليست مصنفة إرهابية في قطر، وليست منظمة سياسية هنا. وقال أن مكتب حماس في الدوحة له هدف وهو العمل على المصالحة بين الفلسطينيين ووضع حد للانقسامات. وتابع «حماس ليست مصنفة منظمة إرهابية في الخليج. فليصنفوها هكذا أولا، ثم يطلبوا منا أن نطردها». وأشار إلى أن ممثلين عن حركة طالبان الأفغانية يتواجدون في الدوحة بالتنسيق مع الأميركيين. هم هنا من أجل محادثات السلام». وشدد على أن الدوحة مستعدة للحوار، موضحا «إذا كانت هناك مسائل تتعلق بأمن دول الخليج فنحن مستعدون لمناقشتها. وعندما يثبتون أننا قمنا بأمر خاطئ، فسنتحلى بالشجاعة اللازمة لنقول انه خطأ وأننا على استعداد لنصححه». وقال «إن القوات التركية القادمة إلى قطر هدفها مصلحة أمن المنطقة بأسرها». وأضاف إن إيران أبلغت الدوحة باستعدادها لمساعدتها في تأمين الإمدادات الغذائية وأنها ستخصص ثلاثة من موانئها لقطر، لكنه قال إن بلاده لم تقبل العرض بعد. في وقت كشفت قناة «برس.تي.في» الإيرانية، في تغريدة على حسابها بموقع تويتر أن إيران أرسلت طائرة شحن إلى قطر محملة بمواد غذائية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©