الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مرسي: التكامل السوداني المصري يواجه أعداء

6 ابريل 2013 00:17
الخرطوم (وكالات) - اختتم الرئيس المصري محمد مرسي مساء أمس زيارة للسودان استغرقت يومين. وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم مباحثات موسعة بين الجانبين المصري والسوداني برئاسة الرئيسين محمد مرسي وعمر حسن البشير، تناولت ملف العلاقات الثنائية إلى جانب مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال مرسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني بمطار الخرطوم في ختام زيارته لها أمس إن بلاده ستواصل الجهود الرامية إلى تسوية قضايا عالقة بين الخرطوم وجوبا والوساطة من أجل تسوية أزمة إقليم دارفور. وأضاف مرسي: «أن مصر ستسعى لفتح حوار بين جوبا والخرطوم للوصول إلى علاقات قوية ووثيقة بين الجانبين». ومن جانبه، أعلن الرئيس السوداني في المؤتمر الصحفي المشترك مع مرسي عن إقامة منطقة صناعية مشتركة مع مصر. وكان الرئيس المصري قد ألقى كلمة أمام المصلين عقب صلاة الجمعة أمس بمسجد النور بمنطقة كافوري بالخرطوم، كشف فيها عن الاتفاق مع الجانب السوداني على الكثير من الأمور التي تصب في مصلحة الشعبين، وقال: «سنربط شعبي مصر والسودان ليكونا شعبا واحدا وقيادة واحدة.. وسنفتح الطريق الشرقي والساحلي وكل الطرق ليعود الخير على الشعبين الكريمين اللذين يستحقان كل خير». وقال أيضاً: «نحن في مصر والسودان متكاملان... وسنجد لذلك أعداء». ولم يتضح من هم «الأعداء» الذين أشار إليهم. وقال مرسي «هذا التعاون ليس موجهاً ضد أحد»، مضيفاً أن الدولتين «لا تريدان حرباً أو عدواناً» ضد الآخرين. وتطرق عصام أحمد البشير إمام مسجد النور في خطبة الجمعة إلى تاريخ مصر منذ عهد الأنبياء والمرسلين مروراً بعهد الخلافة الإسلامية حتى مرحلة التاريخ الحديث، مشيراً إلى المعاناة والابتلاءات التي أصابت شعبها وصبره على المحن والمصائب. وتواجه كل من مصر والسودان مشكلات داخلية. فقد هوجم أكثر من 30 مكتباً للإخوان في مصر في تظاهرات احتجاج ضد الرئيس مرسي في الأسابيع القليلة الماضية. ويتهم المنتقدون الجماعة ومرسي باستخدام أساليب مبارك ضد المعارضة. وقتل 11 شخصاً على الأقل في اشتباكات أمام القصر الرئاسي في ديسمبر الماضي بعد أن أصدر مرسي قراراً دستورياً منحه مزيداً من السلطات قبل أن يتم إلغاؤه فيما بعد. والبشير الجنرال السابق في الجيش الذي وصل الحكم في انقلاب عام 1989، انتخب في 2010، لكن المراقبين الأجانب يقولون إن الانتخابات لم ترق للمعايير الدولية. وتسعى أحزاب المعارضة ومتمردون مسلحون لإنهاء حكمه. والتقى مرسي أمس في فندق فخم شخصيات من المعارضة ومن بينهم الزعيم الإسلامي المعارض حسن الترابي. وقال الترابي في وقت لاحق لوكالة «فرانس برس»: إن النظام المصري «الثوري» ينبغي أن يقيم علاقات أوثق بين شعبه والشعب السوداني. وأضاف الترابي أنه يتعين إقامة علاقات راسخة لأن نظام مرسي «حكومة شعبية انتخبها الشعب». وقال «على الشعب أن يرتبط بالشعب. هذا أكثر ديمومة من ارتباط حكومة بحكومة، خاصة عندما تكون واحدة ثورية والأخرى ديكتاتورية» التي وصف بها حكومة البشير. وأكد أن كلاً من الأحزاب المعارضة والمشاركة في الحكومة أعطيت نحو عشر دقائق لإجراء محادثات وجيزة مع مرسي. والتقى مرسي كلاً من النائب الأول للرئيس علي عثمان طه والأمين العام للحركة الإسلامية السودانية الزبير أحمد الحسن، الذي نفى أن يكون مرسي قد بحث المصالحة بين الإسلاميين في السودان الذين تخاصموا إثر المفاصلة الشهيرة بين مؤيدي البشير والترابي منذ عام 1999. وكان الرئيس المصري بدأ بعد ظهر أمس الأول، أول زيارة رسمية له إلى السودان وصفتها الخرطوم بأنها «تاريخية»، واستهلها بلقاء نظيره عمر البشير الذي ينتمي على غراره إلى التيار الإسلامي. وفور وصول مرسي عقد الرئيسان جلسة مباحثات بحضور عدد من الوزراء من الجانبين. وأوضحت وكالة الأنباء السودانية الرسمية سونا أن «اللقاء تناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات المختلفة، كما تناول اللقاء القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك». ونقلت الوكالة عن مرسي قوله إن مصر «تتطلع لأن تشهد المرحلة المقبلة تضافراً للجهود بين السودان ومصر لوضع أسس شراكة اقتصادية حقيقية في ضوء الإمكانيات والموارد التي يمتلكها البلدان». وشدد الرئيس المصري على «ضرورة الارتقاء بمشروعات البنية التحتية الأساسية خاصة فيما يتعلق بالربط البري والربط الكهربائي والطاقة»، مشيراً إلى أن «افتتاح طريقين بريين خلال المرحلة المقبلة يعد خطوة للارتقاء بمنظومة التعاون الثنائي». وأكد مرسي «حرص بلاده على تقوية أواصر التعاون في المجال الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي وتصدير الفوائض من المحاصيل والمنتجات الصناعية، إلى جانب تقوية التعاون في مجال التعليم ونقل المعرفة والمجال الصحي». وأضافت الوكالة السودانية أن الرئيس المصري شدد في كلمته في الجلسة الأولى للمباحثات على «دور قطاع الأعمال في البلدين في الارتقاء بمسيرة التعاون»، ودعا «القطاع الخاص المصري إلى توجيه المزيد من الاستثمارات للسودان». وأكد مرسي أيضاً بحسب سونا «دعم مصر للسودان في المحافل الإقليمية والدولية تعزيزاً لأمنه واستقراره، فضلاً عن دعمه المستمر لجهود السودان ودولة الجنوب من أجل تسوية كافة القضايا بينهما بشكل توافقي مما يعزز السلام والاستقرار»، مؤكداً «استعداد مصر لتقديم كل عون ممكن لتعزيز الحوار بين الخرطوم وجوبا». كما أكد مرسي أن القاهرة «ستواصل دعم اتفاق سلام دارفور والعمل على حث كافة الحركات والفصائل الدارفورية على الانضمام لهذا الاتفاق، مما يحقق التسوية السياسية الشاملة لقضية دارفور فضلاً عن دعم مصر لمؤتمر المانحين المزمع عقده بالدوحة الأسبوع القادم والرامي لدعم التنمية وإعادة الإعمار بدارفور»، وكذلك دعمها «لعملية إعادة الإعمار في شرق السودان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©