نتمنى من الأشقاء الخليجيين أن يدعمونا ولا يمنون علينا

عندما صعدنا سلالم الطائرة التي ستحلق بنا إلى جوهانسبرج، حيث المكان الذي سيكون محط أنظار العالم في الأيام المقبلة، على اعتبار أن هذه العاصمة الاقتصادية لجمهورية جنوب أفريقيا تحتضن افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم أعظم حدث رياضي على سطح الكرة الأرضية، وعلى هذه السلالم بدا لي شخصاً مألوفاً، وهو أحمد العيسى رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم والذي يذهب إلى هناك، من أجل حضور اجتماعات كونجرس الاتحاد الآسيوي الذي سيقام قبل أيام قليلة من انطلاق كونجرس الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما سيحضر المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم بين جنوب أفريقيا والمكسيك، ولذا كانت الفرصة متاحة لمحاورة الشخص الذي يجلس على سدة رئاسة اتحاد الكرة اليمنية، والأنظار أيضاً تتجه إلى هناك وتترقب اليمن على اعتبار أنها المكان المنتظر لاستضافة كأس الخليج القادمة لكرة القدم وسط تكهنات وأنباء متضاربة حول قدرة اليمن على الوفاء بتعهداتها تجاه استضافة البطولة وأخبار تأتي من هنا وهناك تلمح بتأجيل البطولة أو نقلها إلى مكان آخر، وبعد أن أقلعت الطائرة كان لنا هذا الحوار بين السماء والأرض مع الرجل القوي في الكرة اليمنية. وحول هذه الأنباء والتكهنات قال أحمد العيسى، إن موقف اليمن خلال الانتخابات الآسيوية على مقعد المكتب التنفيذي للفيفا، والتي كانت بين محمد بن همام والشيخ سلمان إبراهيم، له دور كبير فيما تقوم به بعض وسائل الإعلام في التشكيك بقدرة اليمن على استضافة البطولة، تارة بالقول إن البنية التحتية غير جاهزة وتارة في الملاعب، ومن ثم الأوضاع الأمنية، ونحن نستغرب ذلك فنحن لم نجد قيادي واحد، أو أي مسؤول في دول المنطقة يتحدث عن عدم قدرة اليمن، أو يعارض استضافتها البطولة أو يرمي إلى الأمور الأمنية، والكل يؤيد ويمنحنا الدعم، ويضع أمامنا كافة الإمكانيات من أجل إنجاح البطولة، وهذا ليس وليد اليوم، ولكنه بدأ في أثناء "خليجي 18" وتأكد في "خليجي 19" وفي الاجتماعات المختلفة في مايو وديسمبر 2009 في صنعاء وفي الدوحة، ولكن هناك سر ما وهناك من لا يرغب في إقامة البطولة في اليمن. قال أحمد العيسى، إن البطولة ستقام في موعدها المحدد مسبقاً في اليمن، وهو ما اتفق عليه رؤساء الاتحادات الخليجية خلال الاجتماع الأخير الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور كل القيادات الخليجية والعراق واليمن، وأكد العيسى علمه بوجود أناس يعارضون إقامتها في اليمن أو يرغبون بتأجيلها دون أن يدرك السر وراء ذلك، مضيفاً أن اليمن على أرض الواقع جاهزة، وأنفقت الحكومة اليمنية مليارات الريالات، من أجل الإعداد لهذه الاستضافة وإنجاح البطولة، والتي تهم اليمن قيادة وشعباً، ولذلك فكل المؤشرات تقول إن البطولة ستقام في المكان والموعد المحددين مسبقاً، وهو يعد الجميع ببطولة ناجحة فنياً وتنظيمياً. وقال العيسى، إن هناك العديد من الأخبار التي تخرج من حين إلى آخر من بعض وسائل الإعلام في البحرين، فتقول إن اليمن غير جاهزة، وأن الوضع الأمني يهدد إقامة البطولة، وأن مسألة نقلها من اليمن هي مسألة وقت، ومع ذلك لم يخرج أي مسؤول بحريني ليقول هذا الكلام، وهذا تناقض غريب، ففي حين تؤكد القيادات البحرينية وقوفها مع اليمن وتقديم كل الدعم من أجل استضافة ناجحة للبطولة يكون موقف بعض وسائل الإعلام البحرينية على النقيض، وهذا يوجد الكثير من الغموض حول الموقف. وحول ازدحام الأجندة في الموسم القادم ووقت إقامة البطولة قال العيسى، إن الموعد المحدد تم اختياره بعد دراسة مستفيضة ونقاش مع كل رؤساء الاتحادات الخليجية، والجميع اعتبره الموعد الأنسب خلال اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية في صنعاء في مايو العام الماضي، وتم تثبيت الموعد خلال الاجتماع الأخير الذي عقد في الدوحة، وهذه النقاط لا يمكن مخالفتها، فالجميع كان يعلم بازدحام الأجندة فلماذا قبلوا بالموعد، ولا أعتقد أن التأجيل مقبول الآن، فالحماس الآن كبير من قبل الجميع في اليمن من قيادة ورجال أعمال وجماهير، فالكل يترقب وينتظر أن تقام البطولة في هذا الوقت، والتأجيل كفيل بإدخال الشك في قلوب الناس، كما أنه سيجعل الدول الراغبة في سلب اليمن حق الاستضافة تتحرك مجدداً. وأكد العيسى أهمية البطولة بالنسبة للشعب اليمني، حيث قال، إن من أهداف استضافة البطولة زيادة الترابط بين شباب الخليج والجزيرة العربية واللقاء المستمر يزيد من هذا الإخاء والتلاحم، وهذا يأتي في المقام الأول، وأضاف: كما أننا نسعى إلى تجهيز ملاعبنا وإعداد منشآتنا الرياضية، وهي التي ستعود بالمنفعة على أنديتنا ومنتخباتنا، من أجل تطوير ورفع مستوى الكرة اليمنية، لكي تواكب شقيقاتها في دول الخليج، كما أنها ستقود إلى المزيد من الترابط بين القيادات السياسية في اليمن، وستعود علينا بالفائدة في تطور الرياضة اليمنية. وقال إن هذه البطولة كان له الدور الرئيسي في تطوير المنشآت الرياضية في دول الخليج، وأصبحت تضاهي أعلى المعايير العالمية، وهو ما انعكس بالإيجاب على مســتوى اللعبــة في هذه الدول، ومن حق اليمن أن تحصــل على هــذه الفرصــة لكي تسهم في تطوير المنشآت والمرافق، لكي يكون لها دور في تطوير اللعبة في اليمن. وعن الأنباء التي تم تداولها مؤخراً حول الانفجار الذي حدث في ملعب أبين استغرب العيسى من هذا التضخيم في وسائل الإعلام وقال: نحن موجودون في الملاعب بشكل شبه يومي، ونتابع حجم الإنجاز لحظة بلحظة واستغرب من الأنباء التي تخرج من هنا وهناك والتي تتحدث عن انفجار في ملعب أبين، وحقيقة الأمر أن الصوت الذي كان شبيهاً بصوت الانفجار كان ناجماً عن عطل فني ولم يكن هناك انفجارات أو شيء من هذا القبيل، مضيفاً أن هناك من يبحث عن الإثارة بكل طريقة وبأي وسيلة، وفي أحد اللقاءات التلفزيونية كان أحد المذيعين الذي سألني عن حقيقة وجود مطار في مدينة عدن قادر على استقبال وفود الدول المشاركة، ولعله لا يعلم أن المطار الموجود في عدن هو أقدم مطار في الجزيرة العربية، وهذه النوعية من الأسئلة لا تخدم الناس في شيء ولكنها نوع من أنواع الإثارة الإعلامية. وعن تأجيل اجتماع أمناء السر لدول الخليج واليمن، والذي كان من المفترض عقده في اليمن خلال الفترة الماضية وتم تأجيله قال العيسى، كان من المفترض أن يكون اجتماع أمناء السر من 23 إلى 27 مايو، ولكن نظراً لعدم ملاءمة ظروف بعض الأعضاء، وتوالي الاعتذارات فقد تم تأجيل الموعد إلى منتصف يوليو القادم، ومع ذلك قلل العيسى من مسألة تأجيل الاجتماع، والذي ليس له رابط بمسألة إقامة البطولة في اليمن من عدمها، على اعتبار أنه لن يكون له أي دور في تحديد مصير البطولة، فقد قامت اللجنة الثلاثية بزيارة اليمن في 20 أبريل، وقامت بإعداد تقرير تم عرضه أمام رؤساء الاتحادات الخليجية وبناء عليه تقرر تثبيت موعد البطولة، خلال اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية في الدوحة. وحول عدم مشاركة بعض الدول بالمنتخبات الأولى، والأنباء التي تتردد حول نية السعودية والإمارات المشاركة بالمنتخب الأولمبي نفى العيسى هذه الأنباء، وأكد أنه يثق أن كل الدول سوف تأتي بكامل نجومها وبفرقها الأولى، مؤكداً أن السعودية نفت نيتها المشاركة بالمنتخب الأولمبي، وأكد العيسى ثقته التامة في دعم الأخوة الخليجيين من قيادات وإعلام وجماهير، وقال "نريد الدعم، ونتمنى ألا يشعرونا بأنهم يمنون علينا". بطولة ناجحة تنظيمياً مقدماً جوهانسبرج (الاتحاد) - أكد العيسى أن البطولة ستقام في موعدها وستقدم اليمن بطولة ناجحة تنظيمياً، معلناً أن قرعة البطولة ستقام بعد نهاية شهر رمضان، متمنياً أن يحقق المنتخب مستويات طيبة، وخصوصاً أن البطولة تقام في اليمن للمرة الأولى، ولكن في الوقت نفسه لا يطالب لاعبيه بالمستحيل، قائلاً: نحن نعلم قوة المنتخبات الخليجية، وهم يسبقوننا، ومع ذلك فلن يكون المنتخب اليمني خصماً سهلاً، ونحن نعده ونجهزه بشكل جيد لهذه المشاركة المهمة. الأمن وراحة الضيوف في مقدمة أولوياتنا جوهانسبرج (الاتحاد) - عن الجانب الأمني قال العيسى إن الأمن وتأمين الضيوف هو مسؤولية الدول المستضيفة، ونحن لا نرضى أن يتعرض ضيوفنا للأذى كما أن الشعب اليمني كريم ومضياف، ولا يمكن أن يقبل المساس بضيوفه، لذا وضعنا الأمن وراحة الضيوف في مقدمة أولوياتنا، وفي طليعة أهدافنا، مضيفاً أنه في السابق كانت الأوضاع الأمنية في اليمن مقلقة نوعاً ما، ولكن منذ ثلاثة أشهر فقد هدأت الأمور واليوم فالأوضاع الأمنية مستتبة وهادئة، كما أن الزيارات من الفرق الأخرى مستمرة، ولن تنقطع وكلها جرت في أوضاع رائعة، وأقمنا في الفترة الماضية بطولة الوحدة اليمنية الودية وشاركت فيها منتخبات عمان ومقدونيا وبوركينا فاسو، بالإضافة إلى المنتخب اليمني، ونجحت تنظيمياً وفاز بها المنتخب اليمني ولم يحدث فيها ما يعكر الصفو. «المونديال» خير دليل جوهانسبرج (الاتحاد) - استشهد أحمد العيسى بإقامة كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا رغم كثرة الأقاويل والتقارير التي تتحدث عن انعدام الأمن وقال: إننا نتوجه من خلال هذه الطائرة إلى جنوب أفريقيا، وحسب ما تتناقله وسائل الإعلام ويردده الجميع فالوضع غير مستقر وخطير بصورة كبيرة، ومع ذلك يضع الاتحاد الدولي لكرة القدم ثقته الكاملة في جنوب أفريقيا، وهي تستضيف بطولة بحجم كأس العالم وهي أكبر بطولة كروية، ولم تكن هناك في السابق أو الحاضر أي نية لتغيير مكان البطولة لأسباب أمنية، لأن “الفيفا” يضع كل ثقته في قدرة الدولة المستضيفة على توفير الأمن وإقامة بطولة ناجحة، واعتقد أن المسألة شبيهة بما هو حاصل بالنسبة لكأس الخليج، ونحن نطلب من الأخوة الخليجيين أن يضعوا ثقتهم فينا، فنحن قادرون على تقديم بطولة ناجحة على الصعيد التنظيمي.