القاهرة (الاتحاد)
«ليل وقضبان» فيلم درامي رومانسي مهم تناول فترة ما قبل ثورة 23 يوليو 1952، وألقى الضوء بشكل رمزي على الظلم الواقع في السجون، وعلى الديكتاتورية والبيروقراطية والعجز والأمل الضائع.
ودارت الأحداث حول مدير سجن ظالم «توفيق»، ينقطع التيار الكهربائي عن منزله، وتقوم زوجته «سميرة» بالاتصال به ليرسل من يصلح الكهرباء، ويحضر السجين «أحمد»، وتعرف أنه كان في نهائي كلية الهندسة وسجن ظلماً، وتتطور العلاقة بينهما، وتتعمد بعد ذلك قطع الكهرباء لتراه، وفي إحدى المرات يشاهدهما العسكري «حسنين» الذي كان بصحبته، ويبلغ الشاويش «شلقامي»، الذي يبلغ مدير السجن، فيتظاهر أنه سيذهب في مأمورية ليتأكد من شكوكه، خصوصاً وأنها طلبت الطلاق منه، ويبيت في غرفته في السجن، وتتصل «سميرة» مدعية انقطاع الكهرباء، فيذهب أحمد بصحبة «شلقامي» ويتبعهما مدير السجن ويتأكد من الأمر بنفسه، ويحاول قتل «أحمد»، فيمنعه الشاويش خوفاً عليه من الفضيحة، ويقترح عليه تجويع كلاب السجن لمدة يومين، ويدعي هروب «أحمد» ويطلق عليه الكلاب، التي تقوم بمطاردته وتمزقه حتى الموت.
وعرض الفيلم في 26 فبراير 1973، وشارك في بطولته سميرة أحمد ومحمود مرسي ومحمود ياسين وتوفيق الدقن ومجدي وهبة ومحمد السبع وعلي الشريف عن قصة لنجيب الكيلاني وسيناريو وحوار مصطفى محرم وإخراج أشرف فهمي، واحتل المركز 43 في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، وكان آخر أفلام الأبيض والأسود.
وقال الناقد طارق الشناوي إن «ليل وقضبان» يعد فيلماً استثنائياً، حيث التقى فيه محمود ياسين مع النجمة الخامسة في العنقود الذهبي للسينما في الخمسينيات، وكان الفيلم الرابع لأشرف فهمي، وهو الذي حدد له مكانته كواحد من أفضل مخرجي السبعينيات، والتقى فيه ياسين مع محمود مرسي للمرة الثانية بعد «شيء من الخوف»، وهذه المرة كان هو البطل أمامه، فهو المسجون ومرسي هو السجان، وسميرة زوجة السجان، والعلاقة تبدأ خافتة وعلى استحياء حتى تزداد سخونتها مع تتابع الأحداث ليقفز ياسين كعادته بهذا الفيلم درجات أخرى لنجم ممثل، يعرف بالضبط كيف يعبر بأستاذية عن مشاعره التي يزداد معدلها الانفعالي لحظة بلحظة.
وقال الناقد محمد زيدان إنه من أفضل الأفلام، ليس فقط لأنه كان إبداعاً من مخرج امتلك أدواته وأسلوبه، وممثلين تميزوا بالقوة في الأداء، وليس للديكور الرائع أو السيناريو المحكم، ولكن لوجود الرمزية التي تعد أجمل ما فيه.
عدد اليوم
