الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

5 أشباح تطارد الإسبان في رحلة البحث عن لقب المونديال

5 أشباح تطارد الإسبان في رحلة البحث عن لقب المونديال
8 يونيو 2010 23:02
تتأرجح آمال القوى الكروية الكبرى المشاركة في مونديال جنوب القارة السمراء بين الحصول على اللقب للمرة السادسة، كما يعتقد أبناء السامبا، وبين تتويج وجه جديد على العرش العالمي للساحرة المستديرة، كما تحلم كل من إسبانيا وهولندا، وللمرة الأولى تصب الترشيحات في مصلحة فريق لم يكن له شرف الحصول على اللقب في أي مناسبة سابقة منذ انطلاقة كأس العالم عام 1930، وهو المنتخب الإسباني بطل أوروبا 2008، والذي يضم في صفوفه مجموعة متجانسة من اللاعبين الذين يجمعهم التناغم الفني وعقلية البحث الفوز بفضل اندماجهم في تشكيلة واحدة منذ 3 أو 4 سنوات، وبفضل وجودهم في أكبر ناديين في العالم وهما البارسا والريال، حيث البحث الدائم عن الألقاب والبطولات واعتبار المركز الثاني مثل الأخير. ولكن الجانب الآخر من الصورة قد لا يخلو الأمر من بعض المنغصات، وإن شئنا الدقة بعض الأشباح والكوابيس التي قد تقوض دعائم الحلم الإسباني في معانقة المجد المونديالي، ومن أبرز هذه الأشباح الصورة الباهتة التي ظهر عليها "الماتادور" في بطولة كأس العالم للقارات، والمبالغة في تقدير قيمة الإنجاز الذي تحقق بالفوز بلقب أمم أوروبا، حيث لم يسبق لبطل أوروبا الفوز بالمونديال عقب فوزه باللقب القاري، كما أن شبح الإصابات والفشل في التألق في المناسبات الكبيرة تظل من بين الأسباب التي قد تتسبب في حرمان منتخب إسبانيا من تتويج قد يكون متوقعاً من وجهة نظر البعض بلقب كأس العالم 2010. والأشباح الخمسة التي تطارد الحلم الإسباني في جنوب أفريقيا هي: الفشل في كأس العالم للقارات: قد يكون الفشل في الظفر بلقب كأس العالم للقارات 2009 دافعاً للمنتخب الإسباني للتألق في جنوب أفريقيا، ولكن شبح الفشل في كأس القارات، وهو النسخة المصغرة من المونديال قد يظل ملازماً لمنتخب ديل بوسكي، وفي كرة القدم يجب الاعتراف بتأثير العامل النفسي، والخوف المتجدد من تكرار الفشل، وقد يكون للهزيمة على يد المنتخب الأميركي بثنائية نظيفة والعجز التام عن التعامل مع الانضباط التكتيكي لمنتخب أبناء العم سام الذي أنهى مسيرة الإسبان في مطاردة الأرقام القياسية، وأجهز على أسطورة المنتخب الذي لم يتجرع مرارة الهزيمة على مدى 35 مباراة متتالية، قد يكون لتلك الهزيمة تأثير سلبي على الجاهزية النفسية للمنتخب الإسباني في جنوب أفريقيا، وقد يكون المنتخب الإسباني أفضل حالاً عما كان عليه قبل عام مضى، ولكن تجاوز الأدوار الإقصائية بداية من دور الستة عشر أمام منتخب على شاكلة المنتخب الأميركي يملك السرعة والقوة والانضباط التكتيكي لن يكون أمراً سهلاً على الإطلاق. الوصول إلى القمة في يورو 2008: على الرغم من أن المنطق يقول إن بطل أوروبا هو بطل العالم الذي لم تتح له فرصة ملاقاة الأرجنتين والبرازيل والفوز عليهما، في إشارة إلى قوة التنافس في بطولة أمم أوروبا، إلا أن هناك من يعتقد أن المنتخب الإسباني قد وصل إلى القمة في "يورو 2008"، ووفقاً لأحكام المنطق فإن من يصل إلى القمة لا يمكنه أن يحافظ عليها طويلاً، وقد يبدأ الهبوط التدريجي في مستوى "الماتادور"، وهو ما لم يتم التأكد منه بشكل قاطع حينما ندقق النظر في مسيرة تصفيات المونديال، أو من خلال المباراة الودية الأخيرة للمنتخب الإسباني، وإن كانت المؤشرات المبدئية تقول إن هبوطاً في المستوى بدأ يؤثر على تناغم منتخب "لافوريا روخا"، وسيكون المونديال القادم هو المناسبة الأهم للإجابة عن هذا التساؤل، وهناك سبب آخر لخوف الإسبان من الفشل في جنوب أفريقيا، وهو شبح العقدة التاريخية التي تتمثل في العجز المستمر لبطل أوروبا عن اقتناص لقب المونديال في أعقاب تتويجه بطلاً للقارة العجوز. حملة التصفيات والمباريات الودية في رحلة التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2010 وجد الإسبان أنفسهم في المجموعة الخامسة التي ضمت منتخبات البوسنة والهرسك، وتركيا، وبلجيكا، واستونيا، وأرمينيا، وكان من المنطقي أن يكتسح أبناء ديل بوسكي هذه المجموعة في جميع المباريات ذهاباً وإياباً وتحقيق العلامة الكاملة في التصفيات، بل وتسجيل 28 هدفاً وقبول 5 أهداف فقط في مرماهم، ولم يكن هناك منتخب يشكل خطورة حقيقة على المنتخب الإسباني في التصفيات سوى الأتراك، ولكن الكرة التركية ما زالت تعاني إشكالية صعود وهبوط المستوى. وخلاصة القول إن التألق الإسباني في التصفيات المونديالية قد لا يكون مؤشراً حاسماً للدلالة على قوة وثبات المستوى والحفاظ على القمة التي وصلوا إليها في يورو 2008، وقد يكون لسهولة المباريات التي خاضتها إسبانيا أثر في انخفاض المستوى من حيث لا يدري أحد، وقد تعززت هذه الفرضية في المباريات الودية الأخيرة التي شهدت تعثراً فنياً أمام المنتخب السعودي والفوز عليه بصعوبة 3 -2 في الوقت بدل الضائع للمباراة، ثم الفوز بصعوبة بالغة على المنتخب الكوري بهدف يتيم، وإن كانت المباريات الودية لا تعني الكثير في العرف الكروي للمنتخبات الكبيرة، إلا أن الثابت أن إسبانيا 2010 ليست في قوة إسبانيا 2008. الإصابات وعدم الجاهزية البدنية تعرض أهم نجوم المنتخب الإسباني لإصابات مؤثرة خلال الأسابيع والشهور الماضية، وأبرز هؤلاء النجوم سيسك فابريجاس قائد أرسنال، والثنائي المتألق الذي يعول عليه عشاق الكرة الإسبانية كثيراً تشافي هيرنانديز، وأنييستا بعد تألقهما مع البارسا، كما تعرض المهاجم الأول للمنتخب الإسباني فرناندو توريس نجم فريق ليفربول لإصابة مؤثرة تسببت في عرقلة مسيرته خلال الموسم المنتهي، وعلى الرغم من عودتهم تباعاً إلى الملعب، وآخرهم هداف الفريق توريس، إلا أن شبح عدم الجاهزية البدنية يلقي بظلاله على هؤلاء النجوم، ومن ثم على المنتخب بشكل عام، وفي كرة القدم لا يمكن التعويل كثيراً على لاعب "نصف لائق بدنياً" مهما كان دوره وقوة التأثير النفسي التي يملكها، وسوف يكون تأثير هذه الإصابات واضحاً على الأداء الهجومي تحديداً في ظل التوقعات التي تشير إلى أن ديفيد فيا قد يكون مهاجماً وحيداً لإسبانيا، الأمر الذي يؤثر سلباً على فاعلية الخط الأمامي. صدمة الاستحقاقات الكبرى لم يتمرس المنتخب الإسباني على النجاح في الاستحقاقات الكبرى، عدا نجاحه الكبير في يورو 2008، وهو الأمر الذي يخلق شعوراً بعدم الارتياح، وانخفاض ثقة الجماهير في القدرات النفسية والذهنية للفريق المقبل على مواجهة أفضل منتخبات العالم في مونديال جنوب أفريقيا، وهو الأمر الذي يضع ديل بوسكي أمام تحدٍ كبير، يقضي بضرورة إعداد فريقه جيداً لمواجهة لضغوط الكبيرة في المونديال، ومواجهة حملة الترشيحات المتصاعدة التي تصب في مصلحة الإسبان للظفر باللقب، لكي لا يتلقى صدمة كبيرة مثل تلك التي لقيتها منتخبات فرنسا في مونديال 2002، والبرازيل في كأس العالم 2006 وغيرهما من المنتخبات التي كانت مرشحة بقوة للظفر بلقب استعصى كثيراً على الترشيحات وتوقعات الخبراء.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©