وزير الثقافة يفتتح «حروف الحكمة» بدبي

افتتح معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مساء أمس الأول في صالة «هنر غاليري» في دبي معرض «حروف الحكمة» للفنان الإماراتي خالد الجلاف. ويشتمل على عدد من الأعمال من الخط العربي الذي تميز به الجلاف خلال رحلته. ويعتبر الجلاف الذي ولد عام 1962، صاحب واحدة من التجارب المميزة في الإمارات، وهي تجربة تقوم على عناصر متعددة لبناء اللوحة، ففي حين يكتفي مرات بالحرف العربي وجمالياته، فهو كثيراً ما يلجأ إلى الإفادة من جماليات العمارة العربية بأبعادها الهندسية والخطية والزخرفية وعمارة المساجد والمآذن. ويقول الجلاف: «حاولت الجمع بين العمارة والخط، من خلال رسم البيت بكلمات الأبيات الشعرية، «ألا يا دار لا يدخلك حزن ولا يغدر بصاحبك الزمان». وعن بداياته يشير إلى أنه في مقتبل عمره تأثر بالفنان التشكيلي عبدالقادر الريس الذي أرشده إلى تعلم فن الخط العربي. وبدأ أعماله مع نهاية السبعينات من القرن الماضي بمرحلة تقليد خطوط الصحف والمجلات. وقد عُرف الفنان بشغفه بالخط الكوفي، وهو أقدم الخطوط العربية. ثم تتلمذ على يد العراقي نزار الدوري وصولاً إلى مرحلة التجريب والدمج بين الحرف العربي والرسم والعمارة الخطية. وكذلك على يد عدد من الخطاطين المصريين يوسف أحمد وعبدالقادر عبدالله. وفي أعمال معرضه هذا، كما في معارض سابقة له، يبدو المزج بين أساليب وأنواع من الخطوط، مع حضور بارز للخط الكوفي بزواياه الحادة وجمالياته الخاصة، المشغولة بالجماليات الكلاسيكية المحدثة من الأشكال والزخارف والألوان، حيث تجد استعماله لألوان ترابية حينا، مضافا إليها الذهبي الذي يحتل مركز اللوحة حينا آخر، وفي عمل ثالث تجده يلجأ إلى البرتقال في رسم ما يشبه شجرة ساقها من حرف «الألف»، ويكتب تحتها بالأزرق، ثم يحيطها بزخارف ملونة تؤطرها. يستوحي الجلاف غالبية موضوعات لوحاته من التراث المحلي، كما يستعير بعض رموزه من الموروث العربي الإسلامي، ومن بين أعماله الشهيرة لوحة تمثل بيت الشيخ سعيد آل مكتوم الأثري الكائن في منطقة الشندغة في دبي. وكان حريصاً فيها على إبراز الخط العربي بشكل إيجابي يدفع الأفراد إلى الشعور بالفخر والاعتزاز بتاريخ المسلمين في الخط العربي.