مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد ألديرمان بيتر إستيلن، عضو مجلس حي المال في لندن، أن دولة الإمارات تشكل نموذجاً في مجال الأمن السيبراني بالمنطقة، منوهاً بالتعاون المشترك بين الإمارات وبريطانيا في هذا المجال الذي يشكل أحد فصول التعاون الجديدة بين البلدين.
وقال إستلين في تصريحات لـ «الاتحاد»، على هامش مشاركته على رأس وفد المملكة المتحدة، في معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات 2018 (جيسيك) بدبي، إن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في هذا المجال ترتكز على حماية أمن المعلومات المالية، والبنية التحتية والمنشآت الحيوية من التحديات الإلكترونية التي فرضها التطور التكنولوجي، مشيداً برؤية دولة الإمارات في أن تصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً للتجارة، وريادة الأعمال والازدهار.
وأوضح عضو في مجلس حي المال في لندن، أن التحولات الكبيرة التي أحدثتها الثورة الصناعية الرابعة التي تترسخ جذورها حالياً خاصة على صعيد مدن الغد، أسهمت في تسارع وتيرة تحول مراكزنا الحضارية إلى مدن ذكية بفضل فعالية دمج الأنظمة الصلبة والرقمية والبشرية في هذه البيئة الجديدة، لافتاً إلى أن المملكة المتحدة وفي هذا السياق نشرت في عام 2016 الاستراتيجية الوطنية للأمن الإلكتروني التي تمتد إلى العام 2021، وأعلنت عن استثمارات في هذا القطاع تصل إلى 1.9 مليار جنيه استرليني.
وأشار إلى أن الاستراتيجية ترتكز على ثلاثة محاور أساسية، تشمل الدفاع والردع والتطوير، حيث يركز المحور الأول على الدفاع عن الأفراد والشركات والأصول في القطاعين العام والخاص، فيما يركز المحور الثاني على الردع وتعطيل الخصوم، في حين يقوم المحور الثالث على تطوير القدرات الحاسمة لبناء المهارات ودعم النمو وتحفيز العلوم والتكنولوجيا.
وقال ايستلين، إن لندن تتطور سريعا لتصبح مركز إقليمي للأمن السيبراني وفي القلب منها شرطة الحي المالي في لندن والجهات المسؤولة عن مكافحة جرائم الاحتيال والجرائم الاقتصادية والمركز الوطني لأمن الفضاء الإلكتروني والعديد من الشركات العالمية الخاصة الرائدة في هذا المجال، لافتاً إلى أن لندن ستبقى مركزاً إقليمياً للخبرات في مجال أمن الفضاء الإلكتروني لعقود طويلة.
وأوضح أن مشاركة أفضل الشركات البريطانية في جيسيك 2018 تهدف لإبراز خبراتهم للشركات العالمية التي ترغب في تأمين بياناتها وأنظمتها، مشيراً إلى قطاع أمن الفضاء السيبراني في المملكة المتحدة يضم أكثر من 800 شركة على امتداد طيف واسع من القدرات بصادرات بلغت قيمتها ملياري جنيه إسترليني في 2017، ويوظف القطاع نحو 100 ألف شخص.
وقال إن الحضور المميز للشركات البريطانية في المعرض هذا العام يعكس التزام بريطانيا القوي بدعم دولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركة خبراتها في مجالات الأمن السيبراني المختلفة، ومنها اتصالات المعلومات الرقمية، مؤكدا سعي بريطانيا للعمل عن قرب مع دولة الإمارات والشركاء الخليجيين في هذا القطاع الحيوي والمتنامي.
وأوضح أنه على الرغم من أن السلطات المالية لها دور تلعبه في الإشراف والتنسيق وقيادة التغيير لتحسين القدرة التشغيلية للقطاع، لكن من الناحية العملية، تقع المسؤولية عن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في القطاع المالي البريطاني في المقام الأول على الشركات نفسها.
أشار إلى تعاون بين كافة الأطراف للعمل والتنسيق معاً لتعزيز قدرة القطاعات المختلفة وخاصة القطاع المالي على تعزيز الأمن السيبراني في المملكة المتحدة، والتي تضم بالإضافة إلى مدينة لندن، وزارة الخزانة والشرطة وبنك انجلترا وسلطة السلوك المالي ومكتب مجلس الوزراء، والمركز الوطني للأمن الإلكتروني، والوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة.
وأكد أنه في حين أن عصر الاقتصاد الرقمي والمجتمع الرقمي لديه الكثير ليقدمه، إلا أن هناك أيضاً مخاطرة نظامية كبيرة، الأمر الذي يتطلب العمل والابتكار معاً لمواجهة المخاطر، مشدداً على التزام المملكة المتحدة بلعب دور رئيس في هذا السياق من خلال تعزيز التعاون ورعاية الابتكار.
وأشار إيستلين إلى أن اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) الأوروبية التي تحمي بيانات الأفراد والشركات في دول الاتحاد الأوروبي وتدخل حيز التنفيذ في يوم 25 مايو المقبل، ستشمل مواطني المملكة المتحدة كذلك، وأن الحكومة البريطانية تدعم التعاون مع حكومة الإمارات في هذا المجال في حال أرادت حكومة الدولة تطبيق سياسات مماثلة.
وتعمل وزارة التجارة الدولية البريطانية على دعم الشركات لتصدير إمكانياتهم لأسواق قائمة أو أسواق جديدة على امتداد العالم، حيث أصدرت الوزارة مؤخرا استراتيجية تصدير أمن الفضاء الإلكتروني، والتي تهدف إلى تحقيق مزيد من النمو واستهداف المشترين الدوليين الذين يستثمرون بقوة في أمن الفضاء الإلكتروني ووضع المملكة المتحدة في مصاف كبار المصدرين لتقنيات أمن الفضاء الإلكتروني.
عدد اليوم
