الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعاصي?..? سواد في الوجه والقلب وظلمة في القبر

المعاصي?..? سواد في الوجه والقلب وظلمة في القبر
9 يونيو 2017 20:32
أحمد شعبان (القاهرة) المعاصي والذنوب من السلوكيات السيئة التي تورث الوحشة بين الإنسان وربه، وتجعل سواداً في الوجه، وظلمة في القبر والقلب، ووهنا في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق. يقول الدكتور حلمي عبدالرؤوف أستاذ الفقه بكلية التربية جامعة الأزهر: ابتليت المجتمعات في هذه الأزمان بكثرة المعاصي والذنوب، وانتشار المنكرات على اختلاف أنواعها، قال الله تعالى: (فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، «سورة العنكبوت: الآية 40»، وما في الدنيا والآخرة من شرور وداء إلا سببه المعاصي والذنوب. والمعاصي والذنوب منها كبائر، ومنها صغائر، دلت على ذلك النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، قال تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً)، «سورة النساء: الآية 31»، وقال: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ...)، «سورة النجم: الآية 32»، أي صغائر الذنوب، وجاء في حديث ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك»، قلت: إن ذلك لعظيم ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك»، قلت ثم أي؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك». ومن الناس من يتساهل في الذنوب والمعاصي قال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، «سورة المائدة: الآية 98»، وقال تعالى محذراً من معصية نبيه: (... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، «سورة النور: الآية 63»، وقال أنس رضي الله عنه: إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. والمعاصي والذنوب تؤثر على الناس، فمعصية واحدة كانت سبباً لهزيمة الصحابة في معركة أحد عندما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم ألا ينزلوا من الجبل، فعصوه ونزلوا فقتل سبعون منهم، ومعصية واحدة كانت سبباً في دخول امرأة النار كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض»، وقد يتساهل الإنسان بالكلمة التي تخرج من فمه ولا يلقي لها بالاً، فتكون سبباً لدخوله النار، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب». والمعاصي عقوبتها كبيرة، منها من يورث الذل لصاحبها لأن العز لا يكون إلا بطاعة الله، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً...)، «سورة فاطر: الآية 10»، وقال: (... وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ...)، «سورة المنافقون: الآية 8»، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ)، «سورة الأعراف: الآية 152»، وورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وجعل الذل والصغار على من خالف أمري»، وقال الإمام أحمد بن حنبل: اللهم أعزنا بالطاعة ولا تزلنا بالمعصية. والمعصية تورث الوحشة بين الإنسان وربه وبين الإنسان والناس ولو اجتمعت للإنسان ملذات الدنيا كلها لم تذهب تلك الوحشة لقوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً)، «سورة طه: الآيات 124 - 125»، أي من خالف أمر الله تعالى وما أنزله على رسله وأعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا في الدنيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©