معرض كلباء التراثي يقدم الماضي الجميل للحاضر البهي

كنفحة من الزمن القديم، توسط المعرض التراثي مساحته في كلباء، جاء ليحمل شيئاً من الماضي للحاضر، رسول ثقافة عاشت فترة على الأرض قبل أن تأتي الحضارة وتحل محلها، لكنها وجدت احتواء جميلاً من شعب لم ينسها وظل متمسكاً بها كهوية جميلة، ليصوغ مستقبلاً أفضل من ماض جميل. تحتضن القرية التراثية المقامة في منطقة القرم بكلباء في الفترة من 7-16 ابريل الجاري، المعرض التراثي الذي ضم ردهات عكست الجانب “ الحضري” والزراعي في الامارات القديمة وحظي بجمهور غفير وباهتمام خاص من المسؤولين. تراث إماراتي أصيل يستحضر معرض كلباء التراثي الذي افتتحه مؤخرا الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة الماضي الجميل بكل مكوناته البسيطة والعبقرية، وتحوي القرية العديد من الأجنحة والمعارض مثل معرض الفخاريات والحصون والقلاع، ومعرض للحرفيين يضم البراقع والتلي وسف الخوص والرحى والنول وصبغ الملابس وسف الشعر. وهناك أيضا توجد مقتنيات شخصية وأخرى خاصة بالجمعيات تضم جميع البيئات الزراعية والصحراوية والبيئة البحرية، كما توجد أماكن خصصت لبيت الروع والعكاس والسينما وعريش الحناء والمحلوي والسوق القديم والمقهى الشعبي والمسرح والأكلات الشعبية وغيرها. وقال محمد السويجي (مدير إدارة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية نائب رئيس اللجنة المنظمة للمعرض): لقد أخذنا على أنفسنا مهمة تحديث وتطوير الأيام التراثية وخاصة القرية التراثية في كلباء من خلال المشاركات الفاعلة، وللمرة الأولي تشارك معنا هذا العام جمعية الحبوس للفنون والتراث الشعبي وتعد مشاركتهم مشاركة فاعلة بكل ما تعني الكلمة من معنى لأن إنتاجاهم التراثي ومقتنياتهم قيمة جداً ومفيدة للأجيال القادمة. الحناء وتجهيز العروس.. وقالت علياء احمد عبيد المغني مسؤولة البرامج الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام بكلباء لدينا مشاركات عديدة بالتعاون مع بلدية مدينة كلباء حيث يوجد جناح كبير ومتسع لكثير من الأكلات الشعبية المحلية في كلباء ومدن المنطقة الشرقية، وهذا العام تم إقامة مكان خاص لصناعة خبز السفاع بالتنور وعليه إقبال كبير. كما يوجد لدينا أيضا ركن الحناء، وهذا الركن يقدم أقدم الممارسات والتقاليد الخاصة بالحناء في مناطقنا. ونقدم شروحا مفصلة لبنات الجيل الحالي حول طرق تقديم الحناء للعروس في الماضي البعيد، وكيفية تصنيع الحناء وتجهيزها والإضافات الجديدة، كما توجد لدينا مشاركة النخيل من خلال أجنحة تتواجد فيها الكثير من الصناعات اليدوية التي تعتمد اعتماداً كبيراً جداً على النخيل. وقالت مريم حارب (قائدة من مكتب كلباء الكشفي ) نقوم بتقديم بعض الأشغال اليدوية التي صنعناها في الأيام الماضية ثم نحصر بعض الأسماء للفتيات والسيدات الراغبات في تعلم هذه الأشغال اليدوية البسيطة مثل عمل بعض المجسمات ذات الأشكال المختلفة، والرسم على الزجاج بالخيوط الحريرية وغيرها من المشغولات التي يمكن أن تفيد الجميع كهواية. الحلوى العمانية وقال عبد الله سيف الناعبي (بائع حلوى) الحلوى العمانية تعد من أشهى المأكولات الموجودة في المنطقة وعليها إقبال كبير، وتعد ضمن المأكولات التراثية ولا يخلو تقريباً أي بيت منها سواء في كلباء أو أي منطقة أخرى. وأضاف نقوم بتصنيعها من السكر والنشا والزعفران والسمن وماء الورد والمكسرات وتبقى ثلاث ساعات على النار حتى تنضج تماما، ويظل أحد الأفراد واقفاً على صناعتها ثلاث ساعات متواصلة يكون دوره فيها إذابتها باستمرار. أدوات بحرية قال خميس عبيد محمد سالم النقبي (أحد الصيادين): يشارك بعض الصيادين في هذا الجناح الصغير ببعض الأدوات التي تم جلبها من قاع البحر مثل القواقع البحرية والمحار والشعب المرجانية بمختلف أشكالها مما كانت موجودة قبل سنوات عديدة وتكاد أن تكون غير موجودة في الوقت الحالي لتغير ملامح البيئة البحرية في قاع البحر بعد التطور الكبير الذي حدث، كما توجد في هذا الجناح مستلزمات الصيد الأخرى مثل القراقير والالياخ والقوارب الخشبية.