الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلاب يبتكرون جهازاً يصنع أشكال الطابوق كافة

طلاب يبتكرون جهازاً يصنع أشكال الطابوق كافة
10 ابريل 2011 17:57
يحظى طلبة وطالبات معاهد التكنولوجيا التطبيقية في مختلف إمارات الدولة ببرامج ومناهج تربوية تعليمية متفردة لا يوجد لها مثيل في غيرها من المدارس الحكومية والخاصة، إذ تعتمد مناهجهم على أحدث سياسات التعليم والتدريب التكنولوجي للقرن الواحد والعشرين، فإلى جانب العلوم الأساسية التي تدرس في تلك المدارس كالفيزياء والكيمياء والأحياء هناك مواد ذات توجهات تكنولوجية، تكسب الطلبة مهارات تكنولوجية متقدمة لها علاقة بالهندسة بأنواعها المختلفة وعلوم التكنولوجيا الصحية وغيرها. لعل ما يترجم استفادة هؤلاء الطلبة من المهارات التكنولوجية التي تلقوها تلك المشاريع والابتكارات التي ختموا بها سنتهم الأخيرة في المعهد أي قبيل دخول الجامعة أوالتوجه المباشر إلى سوق العمل، والتي تعكس بدورها تفاعلهم مع ما تعلموه وتميزهم اللامحدود. عيسى الشحي وعبدالله النقبي وعمر البلوشي ثلاثة طلاب إماراتيين يدرسون هندسة التحكم الآلي ولأنهم على وشك التخرج في الصف الثالث الثانوي في معهد التكنولوجيا التطبيقية -فرع العين- فلا بد من تقديم مشروع تخرج مميز يليق بالتعليم المميز الذي حصلوا عليه فابتكروا آلة صنع الطوب بثلاثة أشكال وأحجام مختلفة. يتحدث الطالب عبد الله النقبي عن الهدف من المشروع وآلية اختياره:”درسنا في السنة الماضية مبادئ الميكانيكا والكهرباء ولنرى كم استفدنا من تعلمنا لها وكم استوعبناها فلا بد من مشروع نطبق فيه ذلك، نعتمد فيه على أنفسنا ويشرف عليه أحد أساتذتنا مع ضرورة أن يكون هذا المشروع بمثابة مصنع مصغر ويأتي بنتائج تشبه نتائج المصانع الكبيرة، واخترنا آلة صنع الطابوق كمشروع من بين المشاريع المقترحة من قبل المعهد” يضيف النقبي مبينا الميزة التي انطوت عليها الآلة:”لا شك أنه توجد في الواقع مصانع وآلات تصنع الطوب والطابوق بأحد الأشكال المختلفة مثلاً بشكل دائري أو مربع أو مثلث لكن لا توجد آلة تصنعها جميعها دفعة واحدة وهذا ما عملنا على إيجاده في الآلة التي ابتكرناها” خطوات العمل ويوضح الطالب عيسى الشحي خطوات العمل في المشروع ويقول:”بحثنا بداية في شبكة الإنترنت عن وجود مصنع داخل الدولة وخارجها لديه هذه المواصفات فلم نجده، وبحثنا في طريقة عمل الآلات الموجودة في المصانع وقمنا بزيارات ميدانية إلى بعضها لنعاين على الواقع شكلها ومبدأ عملها، وعدنا نرسم التصميم على الورق من وحي مشاهداتنا وما نود تعديله أو إضافته، ورسمناه بعدها على الكمبيوتر بالاستعانة ببرنامج (الأوتوكاد) الخاص بالرسم الهندسي، وبرنامج (جانت تشارت) الذي ساعدنا كثيرا في تحديد خطوات العمل والمدة الزمنية لكل مرحلة لتسير خطواتنا متسلسلة منظمة وغير عشوائية ويحكمها زمن محدد، ومن ثم انطلقنا نوثق أهداف مشروعنا ومراحله والمدة الزمنية اللازمة لتنفيذه والأدوات التي نحتاجها وتكلفتها”. التطبيق العملي يتابع الشحي حديثه عن مرحلة التطبيق العملي للمشروع:”قمنا بشراء بعض المواد التي احتجناها في المشروع وبعضها الآخر كان موجودا في المعهد، أما الجهاز فهو عبارة عن صندوقين مربعين غير مغلقين هيكلهما من الحديد، ويتم في الصندوق الأول عملية صنع الطوب وفي الصندوق الثاني توجد دائرة للتحكم والسيطرة، ولنتأكد من حجم القوالب الصحيح الذي يتناسب مع الجهاز صنعناها بداية من الخشب ومن ثم حولناها إلى حديد، إذ تبدو ثلاثة قوالب متلاصقة بينها ومفصولة في ذات الوقت وتجمع بين شكل الدائرة والمربع والمثلث، وبعد قص الحديد وتشكيل القوالب قمنا بصب الاسمنت المخلوط في الماء فيها لنرى الشكل الناتج وإمكانية أن تكون القطع الناتجة متماسكة ومن ثم ثبتنا القوالب في منتصف المربع العلوي مستعينين بسلايدات حديدية تحقق التوازن لحركة المكبس المثبت فوق القوالب ليضغط الاسمنت إلى الداخل فلا يميل القالب المعبأ بالإسمنت أثناء ضغط الاسمنت بداخله، ومن ثم ركبنا المكبس وهو سلندر جاهز من الأسواق يعمل بمبدأ الهواء والكهرباء أما الهواء فيضخ من كمبريسر أو مضخة، والكهرباء يتم الحصول عليها عبر ارتباط الآلة بدائرة تحكم الكترونية تسيطر على السلندر أو المكبس عبر نزوله على الاسمنت وضغطها في القالب وارتفاعها لأعلى بعد انتهاء عملها، وثبتنا خلف القوالب جهاز ضخ للاسمنت نسميه تغذية القالب بالاسمنت يتحرك بفضل سلندر آخر مرتبط به يساعد في تحرك التغذية لتعبئة القوالب وعودتها لمكانها بعد الانتهاء من عملها” التحكم بالجهاز يشير النقبي إلى أن التحكم بالجهاز يتم من خلال 3 مفاتيح خارجية أحدها للتغذية والثاني للمكبس والثالث لرفع القالب، وإظهار المجسم بالكامل مما يعني أن الجهاز نصف أتوماتيكي إذ يحتاج لمن يدير العملية بالمفاتيح على الرغم من أن عملية تحويله إلى أتوماتيكي 100% ليست صعبة عليهم وفق ما قاله النقبي، لأنهم تعلموا مهارات البرمجة التي تتطلبها هذه العملية لكنها مكلفة أكثر مما هو متاح لهم في ميزانية المشروع، ويوضح أن هذه العملية تتم باستبدال المفاتيح الثلاثة بمفتاح واحد موصول بمتحكمات قابلة للبرمجة (PLC) يعمل بمجرد الضغط عليه مرة واحدة بتشغيل الجهاز ومن ثم يقوم بالعمل لوحده حتى تخرج قطع الطوب بأشكالها المختلفة وتنشر حتى تجف. ومن الصعوبات التي واجهت الفريق المبدع كانت كما ذكروا في تحديد شكل القالب والمكبس وطريقة تثبيتهم، إذ استعانوا بنظام الزوايا الذي فشل بدوره بسبب ثقل القالب وحدوث احتكاك أثناء حركة المكبس للأعلى والأسفل مما سبب عدم استقامته أثناء الحركة مما اضطرهم للبحث والتفكير ببديله، فاستعانوا بالسلايدات التي وضعت على جانبي الجهاز وثبتت المكبس والقوالب وسهلت حركتها وجعلتها مرنة ومتوازنة. فرح الطلاب فرحتهم وثقتهم العالية بأنفسهم كانت واضحة وهم يشرحون عن الآلة التي تعبوا وجدوا واجتهدوا حتى استطاعوا صنعها من الألف إلى الياء، مما يؤكد أن الشعار الذي اتخذته معاهد التكنولوجيا التطبيقية (التكنولوجيا بأيد إماراتية) يترجم بحذافيره إلى واقع مرئي وشعار يحمله أبناء الإمارات من طلاب المعاهد ليقودهم نحو مستقبل صناعي مشرق، ستعيشه دولة الإمارات العربية المتحدة قريباً بإذن الله.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©