مربى أسماك الشارقة.. عين على البحر وحياة الأجداد

يستطيع الزائر لمربى الأسماك المائية الغوص في مجاهل البحار والتمتع بمشاهدة أسماكها وشعابها المرجانية، كما سيحظى أيضاً بجولة بحرية بدءاً من خور الخان في الشارقة مروراً بخورفكان، لينتهي به المطاف في كلباء، يتعرف خلالها إلى الحياة البحرية التي عاشها الأجداد، حسب ما يقول مساعد أمين المربى إسماعيل الحمادي· ويشير الحمادي إلى أن المربى صمم بعناية فائقة، وروعي أن تعبر كل محتوياته عن البحر وما يحويه سواء على شواطئه أو في أعماقه وحياة الصيادين والأدوات التي كانوا يستخدمونها في معيشتهم والتطور الذي لحق بمهنة الصيد· ويشهد المربى إقبالاً كبيراً بعد نحو أسبوع من افتتاحه، بحسب الحمادي، حيث تتقاطر أعداد من الزائرين لمشاهدة أكثر من مائة نوع من الأسماك والأحياء البحرية· ويبدي المواطن محمد عبدالله المنصوري إعجابه بالمستوى الذي انطلق به المربى، قائلاً ''إنه استطاع أن يرضي الكبار ويرسم السعادة والبهجة على وجوه الصغار''· وحددت لإدارة مواعيد مبدئية للزيارة، من الساعة الرابعة عصراً وحتى الثامنة مـــساءً يومي الأربعاء والجمعة ومن الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثامنة مساءً يومي الخميس والسبت مجاناً خلال الفترة القريبة المقبلة على أن يتم تعديل المواعيد لاحقاً، بحسب إدارة المربى· ورؤية المشروع للنور جاءت كثمرة تعاون بين خبرات عالمية، بريطانية ومحلية، استمرت على مدى عامين تقريباً، ليقدم تجربة فريدة على مستوى الدولة بما يحويه من تقنيات ونظم تتناسب مع جميع المتاحف المشابهة له في دول العالم المتقدمة، بحسب مديرة إدارة المتاحف في الشارقة منال عطايا· وزود المربى، تتابع عطايا، بأفلام وثائقية وشاشات إلكترونية تقدم للزائر جميع المعلومات عن الأسماك وأماكن وجودها وتكاثرها· ويسيطر اللون الأزرق على المكان، حيث اكتست به جدران المربى في البهو الرئيسي للمدخل، والذي يبدأ منه الزائر جولته، حيث يشاهد نموذجاً لسفينة قديمة مهجورة ''الدهو''، ويطلع على بيت الصياد القديم وأدوات الصيد التي يحتويها من ''الليخ'' الشباك، ''القراقير''، و''الميدار'' الخيط· ومن خلال حوض زجاجي كبير يصل عمقه إلى ثمانية أمتار، يقترب عشاق البحر من أنواع الحياة فيه، وفق الحمادي، حيث يعج الحوض بأنواع كثيرة من الأسماك مثل ''الهامور''، ''الصافي''، ''اليريور''، ''اللخمة''، ''قرش الشعاب المرجانية''، ''قنديل البحر القمري''، ''العنفوس''، ''ديك البحر''، ''الفقل''، وغيرها مما جادت به بحار العالم من حياة بحرية· وتتاح للزائر فرصة القيام برحلة بحرية يستقل خلالها مركباً من الميناء غرب الشارقة إلى شرقها، حيث كلباء· هناك تلوّن أذرع الأخطبوط والشعاب المرجانية وأسماك شقائق النعمان بلونيها الأصفر والأزرق مياه الخليج في خورفكان، وتتماهى مع أشجار المانغروف ''القرم'' الحاضنة لشواطئ كلباء وجسورها، لتشكلا معاً لوحة طبيعية، وخدمة بيئية لمحاربة التصحر وجذب الكائنات الحية، بحسب الحمادي· ويحظى الزائر قبل نهاية جولته بالاطلاع على ألعاب وهدايا مرتبطة بالبحر، إضافة إلى إصدارات لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من بينها: ''بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد''، و''الاسكندر الأكبر''، ''الشيخ الأبيض''، و''جون مالكوم والقاعدة التجارية البريطانية في الخليج عام ·''1800 وتؤكد مسؤولة العلاقات العامة في إدارة المتاحف بالشارقة خلود النعيمي أن المربى يعد إضافة إلى سلسلة المتاحف التي تقوم الإدارة بتشييدها بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة لتجسيد رؤيته في تطوير آلية العمل في متاحف الإمارة، والتي وصلت إلى 20 متحفاً متنوعاً· وتضيف النعيمي أن مربى الأحياء المائية سيشهد توسعات خلال الفترة المقبلة تتمثل في تزويده بأنواع جديدة من الأسماك، وكذلك افتتاح مطعم للمأكولات البحرية يضفي أجواء متناسبة مع طبيعة المكان·