الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«إصلاحات ماكرون» تواجه «وحدة» الطلاب والعمال

«إصلاحات ماكرون» تواجه «وحدة» الطلاب والعمال
3 مايو 2018 21:28
باريس (وكالات) لم يكن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» قد ولد عندما وحّد الطلاب والعمال صفوفهم أثناء أحداث مايو عام 1968، والتي شهدت خلالها فرنسا فترة عصيبة من الإضرابات العامة والاعتصامات في المصانع والجامعات، أدت إلى حلّ الجمعية والوطنية وعقد انتخابات برلمانية، في مرحلة محورية أسهمت في تحويل فرنسا إلى ما أصبحت عليه في الوقت الراهن. وبعد مرور نصف قرن، تعصف احتجاجات واسعة النطاق بفرنسا مرة أخرى، وفي مظاهرات العام الجاري، حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها: «ثورة 1968 – 2018»، بينما أغلق الطلاب الجامعات الفرنسية احتجاجاً على إصلاحات ماكرون في مجال التعليم، بينما دخل عمال السكك الحديدية في إضراب عن العمل ضد خطة لإصلاح الشركة الوطنية للسكك الحديدة في فرنسا. ولا يبدي الرئيس، الذي ينتمي إلى تيار الوسط، أي تعاطف مع المتظاهرين، ووعد بالمضي قدماً في سياساته في وجه الاستياء الشعبي المتزايد. ورغم الصمت المطبق من جانب ماكرون، إلا أن الأحداث العنيفة والمفاجئة التي شلّت فرنسا قبل 50 عاماً لا تزال تلوح في الأفق بشكل كبير في الوقت الراهن. غير أن ماكرون يحظى بتأييد قسم من الفرنسيين لنشاطه وتصميمه على إقرار إصلاحات، لكنه يجد صعوبة في تغيير الصورة التي ألصقها به منتقدوه بأنه «رئيس الأغنياء». وفي بلد تعم فيه الاحتجاجات الاجتماعية، وهزّته إضرابات عديدة لوسائل النقل العام، لا يزال ماكرون الذي انتخب قبل عام استناداً إلى برنامج إصلاحي صارم، صامداً في استطلاعات الرأي. وتتراوح نسبة مؤيدي ماكرون في استطلاعات الرأي بين 40 و45 في المئة، وهي نسبة تزيد على شعبية سلفه فرنسوا هولاند في الفترة نفسها من ولايته، وتوازي ما كانت عليه شعبية نيكولا ساركوزي الذي تسلم الرئاسة بين عامي 2007 و2012. لكن الرئيس الشاب الذي يتحرك في كل الاتجاهات يقسم الفرنسيين. ويقول «جان-دانيال ليفي» من معهد «هاريس إنتراكتيف»: «إن كانت هناك نقطة تجمع الفرنسيين فهي أن الرئيس يعمل، أما ما ينقسمون حوله فهو.. عمله». وفي العمق، لم تتطور صورة الرئيس منذ انتخابه بنسبة 64 في المئة من الأصوات، في سياق استثنائي مع وجود المرشحة عن اليمين المتطرف «مارين لوبن» بمواجهته في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. ومن الناحية الإيجابية، يُعتبر ماكرون «نشيطاً» و«جريئاً»، و«حازماً» في رغبته بـ«تغيير» فرنسا والالتزام بما وعد به. وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد «إيلاب» للدراسات ومكتب «وإيفستون» الاستشاري، فإن 69 في المئة من الفرنسيين يرون فيه رئيسا ً«إصلاحياً». فيما يقول ربع الذين شاركوا في الاستطلاع إن ماكرون يوحي لهم بالرغبة في «التغيير» وبأنه «ديناميكي،» و«حازم»، و«فعال». أما من الناحية السلبية، فهو يُعتبر بعيداً عن مشاكل الفرنسيين اليومية، إضافة إلى الفكرة التي تتكرر بأنه «رئيس الأغنياء» الذي يفضل الأشخاص الحضريين والأكثر ثراءً على حساب أولئك الأكثر تواضعاً. وأزال ماكرون النشيط جداً على الساحة الدولية، والذي يُعتبر أحياناً القائد الجديد لأوروبا، منذ بداية عهده الشكوك حول قدرته على تسلم منصب الرئاسة. ويرى مساعد مدير عام معهد «أوبينيون واي» «برونو جانبار» أن ماكرون في رده مثلاً على الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول اتفاقية المناخ، ولدى استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في باريس، «أثبت مكانته الرئاسية بسرعة، وهي ميزة سيحتفظ بها مهما حصل خلال ولايته الرئاسية». ويلاحظ المحللون أن طبيعية داعمي ماكرون الذي كان وزيراً سابقاً في حكومة اشتراكية تغيرت كثيراً. وقال «جانبار»: «إن الأمر الذي تغيّر كثيراً، هو تضاؤل عدد داعميه من اليسار، وفي المقابل، هناك تزايد حقيقي في عدد مؤيديه في صفوف الناخبين من اليمين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©