الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إقرار بناء 1121 وحدة استيطانية في القدس والضفة والجولان

5 ابريل 2012
عبدالرحيم حسين، وكالات (رام الله، القدس المحتلة) - استبقت الحكومة الإسرائيلية تسلمها رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن استئناف مفاوضات عملية السلام الأسبوع المقبل بإعلانها أمس عن طرح عطاءات لبناء 1121 وحدة استيطانية بينها 872 في مستوطنة جبل أبوغنيم (هارحوما) في الجزء الجنوبي من القدس الشرقية المحتلة، و180 في مستوطنة “جفعات زئيف” بالضفة الغربية، إضافة إلى 69 وحدة في مستوطنة “كاتزيرين” في هضبة الجولان السورية المحتلة. وزعم المتحدث باسم وزارة الإسكان الإسرائيلية “أن المناقصات ليست جديدة”. إلا أن دانيال سيدمان وهو مدير مؤسسة غير حكومية إسرائيلية تراقب التطورات في القدس الشرقية، أكد “أن العطاءات لهارحوما في منطقة (ج) لم تكن موجودة من قبل”، وأضاف “إذا كانت الوزارة تعتبر أن هذه ليست عطاءات جديدة، فإنها تعيش في عالم آخر”، مشيرا إلى أن غالبية العطاءات ستبنى في منطقة (ج) كجزء جديد من المستوطنة ومن الإجراءات العقابية التي توعدت إسرائيل بها الفلسطينيين عقب قبول عضويتهم في منظمة “اليونسكو” الثقافية. وأضاف “هذا تجاوز للمعقول، فهذه ليست مرحلة تخطيط بل تطبيق، وسيتم اختيار المقاولين الذين فازوا بالعطاءات بعد 60 يوما ليبدأ العمل”. ورأى ليئور امياحي من منظمة “السلام الآن” المناهضة للاستيطان “أن البناء في القدس الشرقية سيوسع مستوطنة جبل أبوغنيم بشكل كبير، بما يقطع بيت لحم عن المدينة وسيكون ضارا جدا”. بينما قال غسان الخطيب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية “إن ترخيص هذه الوحدات السكنية في القدس الشرقية والضفة الغربية انتهاك إضافي لحقوق الفلسطينيين وللقانون الدولي، ومن شأنه أن يسهم في القضاء على فرصة حل الدولتين”. وأدانت الرئاسة الفلسطينية قرار بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة “إن هذا القرار لا يشجع على استئناف المفاوضات”، وناشد المجتمع الدولي وخاصة اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الممارسات التي توتر الأوضاع، مشددا على أن السلام والاستيطان لا يلتقيان. وقال الناشط المقدسي فخري أبو دياب رئيس لجنة الدفاع عن بلدة سلوان في القدس المحتلة “إن سلطات الاحتلال انتهت أيضا من بناء بؤرة استيطانية جديدة تقع أسفل فندق الأقواس السبعة في سفوح جبل الزيتون المطلة على المسجد الأقصى والقدس القديمة”، وأضاف “أنه تم توثيق أعمال التشطيبات النهائية لهذه البؤرة بالصور الفوتوغرافية ما يؤكد أن أجهزة الاحتلال كانت تشغل عددا محدودا من المكاتب في هذه المنطقة لكنها تحولت وفي سرية تامة وبعمل ليلي إلى بؤرة استيطانية كاملة متكاملة تقع في أكثر المناطق حساسية في القدس”. وأوضح أن أجهزة الاحتلال شرعت على الفور في تركيب كاميرات مراقبة حديثة على المباني لمراقبة المسجد الأقصى ومقبرة الرحمة وبلدة سلوان وسائر المنطقة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في وقت سابق أمس، أنه يعتزم تقوية المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية عبر تشريع ثلاث مستوطنات عشوائية وإيجاد حل لبؤرة رابعة. ونقل بيان عن نتنياهو قوله “انوي في المستقبل القريب تقديم التوصيات التي وضعها وزير الدفاع إيهود باراك والمتعلقة بتزويد التراخيص اللازمة والضرورية لتسوية الوضع القائم في مستوطنات بروخين وسانسانا وريحاليم في الضفة، وأيضا إيجاد حل لحي اولبانا الاستيطاني بالقرب من مستوطنة بيت ايل القريبة من رام الله لمنع تدميره”. تزامن ذلك، مع إجلاء قوات إسرائيلية امس مجموعة مستوطنين من منزل استولوا عليه قرب الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بعد يوم من انتهاء مهلتهم لإخلاء المكان. وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة أنهت عملية إخلاء المنزل في الخليل، مشيرا إلى أنه تم اصطحاب 15 شخصا إلى خارج المنزل ومن بينهم نساء وأطفال. وتمت عملية الإجلاء وسط خلافات داخل الحكومة، حيث طلب نتنياهو من وزير الدفاع إيهود باراك إمهال المستوطنين مزيدا من الوقت حتى يتمكنوا من تقديم الأدلة القانونية على ملكيتهم للمبنى، لكن باراك رد بان المستوطنين دخلوا منطقة حساسة دون موافقة سلطات الأمن وإن من واجب الحكومة الحفاظ على سيادة القانون. إلى ذلك، أكد مسؤولون فلسطينيون أمس أن نتنياهو سيلتقي وفدا فلسطينيا برئاسة رئيس الوزراء سلام فياض الأسبوع المقبل لتسلم رسالة من عباس حول محادثات السلام. وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، إن الرسالة ستشرح الوضع الذي وصلت إليه عملية السلام، إضافة إلى تأكيدها أن لا مفاوضات في ظل الاستيطان وتذكير الحكومة الإسرائيلية بالاتفاقات والمرجعيات الدولية، وأضاف أن الوفد الذي يضم المفاوض الفلسطيني صائب عريقات وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه سيسعى للحصول على ردود مكتوبة على الرسالة من نتنياهو. وقال محمد اشتيه عضو فريق التفاوض الفلسطيني لـ”رويترز”: “أولا الامتحان الحقيقي أمام نتنياهو هو أن يوقف الاستيطان وبالتالي سيرانا جاهزين للتفاوض لأن الامتحان الجدي هو وقف الاستيطان”، وأضاف “هذه ليست شروط..نحن لا نتحدث عن شروط، ولكن الحديث أنه يريد أن ينهي الصراع..نحن نريد من نتنياهو أن يقول إنه جاهز لإنهاء الاحتلال، والجدية ليس الحديث عن السلام وإنما تمتحن في ممارسة بناء ثقة جدي متمثل بوقف الاستيطان وان يعلن نتنياهو للشعب الفلسطيني انه جاهز لإنهاء الاحتلال الذي وقع على الأرض عام 196 ..هذا هو الذي نريده..أن يجدد نتنياهو الأمل للشعب الفلسطيني ويعلن أنه جاهز لإنهاء الاحتلال وأن يوقف الاستيطان”. وقال نبيل شعث المسؤول البارز في حركة “فتح” “إن الرسالة الفلسطينية لنتنياهو هي تقييم يوضح أين نحن الآن في عملية السلام”، وأضاف “إن إسرائيل مضت قدما في بناء المستوطنات ورفضت التفاوض على دولة فلسطينية تقوم على الحدود التي كانت موجودة قبل حرب 1967..الفلسطينيون من الناحية الأخرى قاموا بكل واجباتهم للمحافظة على الأمن وترشيد الحكم..هذا الموقف لا يمكن أن يقودنا إلى عملية سلام”، وتابع قائلا “أهمية هذه الرسالة هي أنها تضع نتنياهو في موقف يتعين عليه الرد فيه..عليه أن يقدم ردا الآن”. من جهته، قال اوفير جندلمان المتحدث باسم نتنياهو أن اللقاء بين نتنياهو وفياض سيعقد بعد عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ مساء الجمعة ويستمر حتى 13 أبريل، وان رئيس الوزراء الإسرائيلي سيرسل رسالة إلى عباس عقب اللقاء. بينما قالت تقارير لصحيفة “هآرتس” إن رسالة عباس إلى نتنياهو تتضمن الشروط الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات والتحذير من أن الوضع الحالي يخاطر بجعل السلطة الفلسطينية غير نافعة وربما تهديدات بحل السلطة الفلسطينية. وأضافت “هآرتس” إن رسالة نتنياهو إلى عباس في المقابل ستدعو للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل في أسرع وقت دون شروط مسبقة، واستعدادا لمناقشة القضايا الجوهرية (الحدود، والأمن واللاجئين والمياه والمستوطنات والقدس)، وأضافت “إن الرسالة ستطالب أيضا أن يشمل أي اتفاق سيبرم مع الجانب الفلسطيني اعترافا بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وترتيبات أمنية مناسبة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©