الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانتخابات العراقية.. شعارات فوق الأنقاض!

الانتخابات العراقية.. شعارات فوق الأنقاض!
3 مايو 2018 21:29
الموصل (وكالات) بعد نحو عشرة أشهر من انتهاء المعارك وإعلان القوات العراقية استعادة السيطرة على مدينة الموصل، التي كانت المعقل الرئيس لتنظيم «داعش» الإرهابي، لا تزال آثار الدمار شاخصة، خصوصاً في الجزء الغربي من المدينة، حيث تفوح رائحة جثث متحللة من تحت الأنقاض، إلى جانب عبوات لم يتم تفكيكها بعد. وبرغم ذلك، تنتشر ملصقات المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة، التي تعهد بمستقبل زاهر، في ما يبدو ساذجاً، نظراً إلى حجم الدمار في المدينة الشمالية. ومن بين الشعارات المكتوبة، «العراق يتقدم»، ويظهر على ملصق يحمل صورة ليث أحمد حسن، وهو يرتدي بدلة وربطة عنق، المرشح في الموصل عن ائتلاف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي. وفي مكان آخر، تبدو عبارة «نكمل مسيرة البناء ونمد يد الخير والعطاء»، إلى جانب صورة فارس شيخ صديق المرشح عن التحالف الكردستاني. والانتخابات المزمع عقدها في الثاني عشر من الشهر الجاري، هي الرابعة في تاريخ العراق في مرحلة ما بعد سقوط الرئيس الراحل صدام حسين بعملية عسكرية واسعة النطاق قادتها الولايات المتحدة في الربع الأول من عام 2003. وبحسب إحصائية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فإن أكثر من 24 مليون عراقي يحق لهم التصويت، من إجمالي سكان العراق الذين يناهز عددهم 39 مليوناً، لانتخاب برلمان عراقي جديد مكون من 328 نائباً، بينهم تسعة يمثلون الأقليات بواقع خمسة مقاعد للمسيحيين وواحد لكل من الشبك والإيزيديين والصابئة والكرد الفيليين. ويبلغ عدد المتنافسين 6960 مرشحاً، منهم 2014 امرأة، وتم تخصيص ثمانية آلاف مركز انتخابي في أرجاء البلاد لاستقبال الناخبين. وسيدلي عناصر قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وقوات البيشمركة الكردية بأصواتهم في مراكز الاقتراع في العاشر من الشهر الجاري، ليتفرغوا فيما بعد لحماية المراكز الانتخابية. ويسعى المرشحون لإقناع الناخبين بانتخابهم بشتى الطرق، بدءاً من النشاطات الثقافية والفنية والرياضية، إضافة إلى تسيير مواكب مماثلة لحفلات الزفاف في الشوارع. ولا يزال الناخبون حائرين حول جدوى المشاركة في الانتخابات ومن يستحق أصواتهم. ويجلس أبو فايز، البالغ 41 عاماً، وهو ميكانيكي سيارات من الموصل، أمام مدخل مدرسة «بدر الكبرى» التي جاءها بثيابه الملطخة بالزيت كما يديه، لتسلم بطاقته الانتخابية بعدما صار المكان مركزاً للمفوضية. ويرى أبو فايز أن المشاركة في الانتخابات «واجب وطني بعد تحرير الموصل، وأن على كل مواطن المشاركة، أملاً في تغيير حياتنا نحو الأفضل، وعدم ترك المدينة يوم الانتخاب وقضاء العطلة في إقليم كردستان أو تركيا أو بغداد على غرار الانتخابات السابقة». ويضيف: «يجب انتخاب الناس الأصلح لتمثيلنا، ليعوضونا عما لحق بنا من أضرار مادية ومعنوية». وبعد الغزو الأميركي للعراقي في عام 2003، تحولت الموصل ذات الغالبية السنية والأقليتين الكردية والمسيحية، إلى معقل رئيس لتنظيم القاعدة وأنصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. ولم تلامس نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الماضية، التي أجريت قبل أشهر قليلة من اجتياح تنظيم «داعش» للمدينة في يونيو 2014، إلا خمسين في المئة، بسبب الخوف من تهديدات المتطرفين آنذاك. ويرفض عمار رعد، البالغ 27 عاماً، الحاصل على شهادة رياضة جامعية لكنه لا يزال عاطلاً عن العمل، المشاركة والتصويت في الانتخابات. ويقول الشاب الموصلي أمام منزله المدمر جزئياً: «سأذهب للانتخابات من أجل إسقاط بطاقتي الانتخابية حتى لا يستغلها آخرون لتزوير عدد الأصوات». وتابع: «عرضوا عليَ مبلغ 75 ألف دينار (حوالى 62 دولاراً)، لكني رفضت بيع صوتي، ولا أثق بأحد منهم»، في إشارة إلى المرشحين. ويعود غياب ثقة أهالي الموصل بالسياسيين إلى هرب هؤلاء لدى اجتياح الإرهابيين للمدينة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©